خيار «العداوة»!

أعلن شجبي واستنكاري لقوى الغرب الغاشمة وغزوهم الفكري لنا، فقد كنت مثلكم اعزائي القراء احاذر من الغزو الفكري ولو تحرك بجانبي ظل لقفزت هلعا خوفا من يكون هذا هو الغزو الفكري الذي يحذروننا منه، كنت ارمي الحجارة عليه وأنا مقفل العينين متمنيا ان امسكه لأسحقه سحقا، غزو فكري، غزو فكري، غزو فكري، اينما تذهب تجد شبح هذه الكلمة كشوكة في حلقك، في الصحف، على شاشات التلفاز، في المدارس، الجوامع، الكتب، الخ، في كل مكان تجد تعريفا يختلف عن الآخر وتحذيرا اكثر تهويلا من الآخر وكل محذر يدعي المعرفة المطلقة والحمية العروبية والدينية الخالصة الى الدرجة التي تصل معها الى مرحلة من (التدروش ) والتوهان (لو مر من جنبك الغزو الفكري ماعرفته)،شعرت لسنين طويلة بأن هذا الأمر يخص (الناس الكبار) ولاعلاقة لي وامثالي بمعرفته أو محاربته فاخترت مثل كثيرين منكم ان (اريح راسي) ولكن يبدو أن القدر لا يريد لرأس عربي أن يرتاح، فمنذ أن يرى الحياة لأول وهلة بدلا من الصراخ الفطري يبدأ بالصراخ لاعنا الغزو الفكري ومحذرا من نظرية المؤامرة، الكارثة التي لايمكن تداركها (اخوكم في الله متخصص لطم وانف وحنجرة) ،اقول الكارثة لو اكتشفنا ان الغزو الفكري الذي يحذرنا منه (كبارنا) ليس هو الغزو الذي يقصده الأعداء بل هناك غزوا اخرا خفيا لانعرفه ،اعلن مرة أخرى انني اكتشفت غزوا فكريا من خلال المسلسل الاميركي (بريزن بريك)،فبعد اربع سنوات قضياناها تاركين اشغالنا لنعرف ماذا سيحدث لمايكل واخيه وحبيبته ساره (فديت جبهتها اللي كنها مضرب تنس طاولة) نكتشف ان (سيلا) ماهي الا جزء ًمن فيلم هندي غير محبوك، تخيلوا ان الشاهد الذي وضع على قبر مايكل سكوفيلد مكتوب عليه انه مات عام 2005 م بينما السيارات التي كان يستخدمها في الفيلم موديل 2008م ،الم اقل لكم انه غزو فكري يجب نحذر منه !بقى ان انوه أني لا أقصد بكلمة خيار في العنوان (ابن عم الموز) بل اقصد كلمة تنطق ولا ترى وهي كلمة من مفردات الحرية ! هاني الشحيتان hanialshohitan@hotmail.com