الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماويون في نيبال··· وطي الماضي الأليم

الماويون في نيبال··· وطي الماضي الأليم
17 ابريل 2008 01:01
بعد أقل من عامين على إنهاء تمردٍ مسلح خلف أكثر من 13 ألف قتيل، أَذهل الماويون السابقون في نيبال أنفسَهم، والشعب النيبالي، والعالم على حد سواء بفوز كاسح في انتخابات جمعية تأسيسية قد تغير الحياة السياسية في النيبال بشكل جوهري، وكان الهدف من انتخابات الخميس الماضي تحقيق مطلبين رئيسيين للماويين هما: تحرير دستور جديد، وإنهاء النظام الملكي القائم في البـــلاد منذ 240 عاما، ولكن القلق يتزايد بخصوص إمكانيـــة تهميش الأحزاب السياسية المعتدلة في نيبال -التي أقنعت الماويين بالدخول إلى السياسة وطي صفحة فظاعات الماضي لمصلحة السلام- وانتصار أجندة أكثر تشددا· بيد أن المهم الآن -كما يقول المحللون- هو كيفية تأويل الماويين أنفسِهم لإرادة النيباليين، وفي هذا السياق، يقول ''يوباراج جيمير'' -رئيس تحرير أسبوعية ''نيوزفرانت''-: ''إذا نظروا إلى هذا الأمر باعتباره تأييداً وموافقة على سياستهم المتمثلة في تدمير أعدائهم، فسيشكل ذلك كارثة حقيقية، أما إذا نظروا إليه باعتباره اعترافاً من الشعب بهم باعتبارهم العامل الرئيسي للتغيير، فسيكون من السهل بالنسبة للماويين أن يعملوا وأمرا جيدا بالنسبة للبلد أيضا''· وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، كان الماويون قد فازوا في 112 دائرة انتخابية من أصل الدوائر الانتخابية الـ202 التي انتهى بها التصويت المباشر، ولم يكن حزب رئيس الوزراء ''جيريجا براساد كويرالا'' -حزب المؤتمر النيبالي الذي هيمن على الحياة السياسية في البلاد على مدى ستة عقود- قد فاز سوى بـ32 مقعدا، في حين فاز الحزب الشيوعي النيبالي بـ28 مقعدا· أما المقاعد الأخرى الـ335 فتوزع بشكل نسبي حسب نسبة الأصوات التي حصل عليها كل حزب، في حين يسمى الأعضاء الـ26 المتبقون من أعضاء الجمعية البالغ عددهم 601 عضو من قبل الحكومة· وقد وصف مراقبو الانتخابات الدوليون والمحليون عملية التصويت بالناجحة، غير أن بعض التقارير تحدثت عن وجود حالات تهديد، حذر فيها الماويون الناخبين الريفيين غير المتعلمين من أنهم سيراقبون مخادع التصويت، وسيعرفون لمن صوتوا، ويجادل ''جيمير'' أيضا بأن الناخبين كانوا خائفين من تهديدات الماويين باستئناف الحرب في حال هزيمتهم، غير أن ثمة عاملا آخر ساهم في الأداء الجيد للماويين، ألا وهو نظرة الجمهور إليهم باعتبارهم متمسكين بأجندة منتظمة -تشكيل جمهورية- هذا في وقت انتقل فيه الحزبان الرئيسيان، المؤتمر النيبالي والحزب الشيوعي النيبالي، نحو الأجندة الماوية بعد أن أصبحت مناسبة سياسيا، وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي ''كريشنا هاتشيتو'': ''لقد ذهب الحزب الشيوعي النيبالي إلى الانتخابات وهو يعاني أزمة هوية، فقد أصبح الحزب الشيوعي تدريجيا أقل يسارية منذ أن انضم إلى الحياة السياسية التعددية بعد الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في ،1990 وفي هذه الانتخابات، كان لدى الناخبين المؤيدين لليسار إمكانية الاختيار بين الحزب الشيوعي والماويين الراديكاليين، فاختار الشعب الماويين''· وقد دفعت هذه الهزيمة المدوية للحزب الشيوعي النيبالي أمينه العام ''مادهاف كومار'' إلى تقديم استقالته يوم الأحد الماضي من المنصب الذي شغله منذ 15 عاما، كما أُذل في هذه الانتخابات الزعيم السابق للحزب الشيوعي الذي هُزم في ''كاتماندو'' أمام مرشح ماوي مغمور، ومُنيت كذلك أغلبية من زعماء حزب المؤتمر، من بينهم أربعة أقارب لرئيس الوزراء ووزراء أقوياء في الحكومة الحاليـــة، بالهزيمـــة أيضا، وذلك أمام مرشحين ماويين في الغالب، كما شملت قائمة الضحايا رئيسَ الحزب بالنيابة سوشيل كويرالا الذي أعلن عن استقالته أيضا· وقد قام الحزبان بتحول سياسي من ''الملكية الدستورية والديمقراطية التعددية'' إلى ''جمهورية ديمقراطية فيدرالية'' العام الماضي بعد أن أحسوا بالدعم القوي لفكرة الجمهورية خلال الانتفاضة السلمية التي قامت في أبريل 2006 وأرغمت الملك ''يانيندرا''على التخلي عن السلطات التنفيذية التي كان يستحوذ عليها في انقلاب عسكري في ،2005 وعلى الرغم من انتصارهم المذهل، يقول المحللون، إن الأيام المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة للماويين، ولاسيما أنه سيتيعن عليهم اليوم أن يفوا بوعودهم الكبيرة، ومن ذلك تحقيق تحول اقتصادي سريع، وفي هذا الصدد يقول ''سي· كي· لال'' -وهو كاتب عمود مشهور-: ''لقد منح الشعب الماويين المشروعية، ولكن عليهم الآن أن يحصلوا على القبول والاعتراف، ولنتذكر أن الفرق بين المشروعية واللامشروعية هو ''اللا'' فقط''· حتى الآن أظهر الماويون أنهم يفهمون الرسالة، فخــــلال تجمــــع بعد فوزه في دائرة انتخابية في العاصمة ''كاتماندو'' نهاية الأسبوع، وعد ''براشاندا'' -زعيم الماويين- بأن حزبه سيواصل العمل مع الأحزاب السياسية الأخرى، وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي، وتحمل المسؤولية التي استأمنه عليها الشعب والمتمثلة في تحقيق سلام دائم، غير أن المحللين يقولون إن حزب المؤتمر النيبالي والحزب الشيوعي النيبالي، اللذين تتجه أنظارهما منذ الآن إلى الانتخابات المقبلة، قد يختاران البقاء في المعارضة وترك الماويين يسعون إلى الوفاء بوعودهم بدون أي دعم من جانبهم، وهو شيء قد يعرقل الجهود التشريعية· بيكاش سانغرولا - نيبال ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©