الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأبنودي لـ الاتحاد: قلبي لن يخذلني

الأبنودي لـ الاتحاد: قلبي لن يخذلني
17 ابريل 2008 01:08
مبتسما وممددا على السرير في غرفة مشفى كبير بضاحية من ضواحي باريس، ينظر إلى الزهور التي ملأت غرفته النظيفة، يراقب هطول المطر من خلف زجاج نافذته، يعاني من آلام حملت أحلام كل من هجروا أوطانهم لأنهم أحبوها كثيراً، فأتعبهم هذا الحب، وأسكن المرض أجسادهم·· هناك استلقى الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الابنودي، بعد أن تعرضت صحته إلى تدهور كبير في الأيام الأخيرة، مما جعل زوجته الإعلامية نهال كمال تسارع في اتخاذ قرار بنقله إلى المشفى الأميركي في العاصمة الفرنسية باريس، ليشرف على علاجه فريق طبي بارع· وفي اتصال هاتفي أجرته ''الاتحاد'' أمس الاول معه أكد على أن صحته في تحسن، وأنه يستطيع أن يقول للجميع أنها جيدة، كما قال لنا إنه بدأ يغادر السرير ويتمشى في ممرات المشفى ويلتقي الأصدقاء الذين رافقوه من مصر، بالإضافة للمقيمين في باريس، كما أنه يسامرهم ويمازحهم ليؤكد لقلبه أنه لن يستطيع خذلانه مهما تأخرت حالته ومهما ضعف، وليقول لرئتيه المهترئتين أنه لا يحتاجهما وأن روحه هي التي تمده بالهواء النقي، وأن هذه الروح أقوى من أن تهزم أمام الأمراض، كما أن هذا الجسد لا يعنيه كثيرا على حد تعبيره· وأضاف: ''أنا في زنزانة جميلة مليئة بالورود والأمطار، الورود التي أتلقاها من الأصدقاء والأمطار التي تهطل خارج النافذة الزجاجية في الغرفة التي أتواجد بها، إن مرضي الآن هو تجربة جميلة بدأت أكتب عنها وستقرءون قصائد مميزة عن هذه التجربة· وقد صرح أعضاء الفريق الطبي المشرف على علاجه أن الشاعر الكبير الذي شاكس الفقر والسياسة والقتلة وكتب عنهم كثيرا في أشعاره، هو من أكثر المرضى التزاما بتعليماتهم وأنه ينفذ كل ما يطلب منه بدقة ودون امتعاض وهذا سيساهم كثيرا بتحسن صحته السيئة إلى حد ما، وسيسهل عليهم مهمة ضبط حالته الصحية والحؤول دون تراجعها· من جانبه قال رئيس الطاقم الطبي هناك البروفيسور ''جوانسكي'': ''لقد جاءنا شاعركم الكبير وهو بحالة سيئة فهو يعاني من انسداد وانتفاخ في الرئة بسبب التدخين الكثيف الذي كان يدخنه قبل أن يقلع عنه منذ أكثر من عشر سنوات، بالإضافة لعموده الفقري الذي تعرضت فقراته للتفتت شبه الكامل بسبب الكورتيزون الذي عولج به كثيراً في الفترة الماضية، نحن نحاول ترميم هذا الخراب الذي أقعد مريضنا عن الحركة، من خلال إعادة بناء العظم بالإضافة لجلسات تمرين الرئة التي ستخفف من حدة الانتفاخات والانسدادات التي تعرضت لها''· وأضاف البروفيسور أن أكثر ما يسعده هي تلك الروح المعنوية المرتفعة لدى مريضه الأبنودي وجديته في محاولته هزم التعب والألم الذي يخترق أعضاءه، وهذا ما سيدفع بجسده للصمود أمام الأمراض المتعددة التي ابتلي بها والتي لا يمكن شفاؤها ولكن من الممكن السيطرة عليها· كما أجرت ''الاتحاد'' اتصالا خاصا مع الإعلامية نهال كمال زوجة الشاعر الابنودي وقالت: ''لقد عدت للتو من رفقة عبد الرحمن في باريس إلى القاهرة للاطمئنان على حالة ابنتينا هيا ونور الموجودتين هنا، وسأعود برفقتهما إلى باريس خلال الأسبوع القادم، أنا قلقة جدا على حالة زوجي لكنني أراه متفائلا كما هو دائما وسيكون قادرا على الخروج من محنة مرضه هذه إن شاء الله، لكنني لا أعرف متى فقد تطول فترة علاجه''· كما ذكرت أن فريقا طبيا مصريا يرافقه في المستشفى الأميركي بباريس، وآخر تمريضي يتواجد معه في غرفته لحظة بلحظة ويتابع تطور حالته ويقوم بالعناية اللازمة له بسبب صعوبة حركته، هذا عدا فريق المستشفى الخاص وهو على سوية طبية عالية المستوى· وقد حدثتنا السيدة نهال خلال الاتصال عن دور أصدقائه في رفع معنوياته خلال هذه الفترة بسبب زياراتهم المتكررة له مما جعل إدارة المشفى تضع لافطة على غرفته كتب عليها ''ممنوع الزيارة لأكثر من خمس دقائق''، وقالت إن غالبية الجالية المصرية في باريس وأعضاء السفارة المصرية هناك يتقدمهم السفير ناصر كامل قد قاموا بزيارته كما فعل ذلك وزير التعليم العالي المصري هاني هلال، ووزيرة القوى العاملة المصرية عائشة عبدالهادي بالإضافة لكثير من الفنانين كان آخرهم الفنان محمود عبد العزيز والإعلامي عماد أديب، هذا عدا الاتصالات الدائمة من الجميع لا سيما أنغام ويسرا ومحمد ثروت· يذكر أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولد في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر في العام 1938 أي أنه لم يتجاوز السبعين، وهو يتمتع ببنية جسدية قوية قد تساعده في التخفيف من حدة مرضه· أخيرا تحية لقلب الابنودي الذي امتلأ بالحب وبعشق الأوطان·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©