كيف يختار الطلاب تخصصاتهم الدراسية والأكاديمية؟

.. مَنْ منا لا يُفكر في مستقبل أبنائه؟ .. من منا لا يشغل باله بنوع وطبيعة العمل الذي يمتهنه الابن في المستقبل؟ .. كم من الآباء والأمهات غير مبالين بكيفية وتحديد اختيار أبنائهم وبناتهن تخصصاتهم الدراسية والأكاديمية والمهنية؟! .. كم من الآباء والأمهات يحلمون - حلمهم الأبدي - أن يكون فلذات أكبادهم امتداداً لهم؟! .. فكيف ومتى يختار الأبناء اختصاصاتهم الدراسية التي تحدد بلا شك اختياراتهم المهنية المستقبلية؟ وهل يمكن الركون والاطمئنان إلى اختياراتهم الذاتية وهم في سن حرجة؟ .. هل هم بحق يحتاجون إلى دعم أو مساندة في تبصيرهم بوجهتهم؟ .. وما هي العوامل التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على تحديد اختيارات أبنائنا الطلاب؟ .. وإلى أي مدى يعد التفوق الدراسي محكاً ومعياراً رئيسياً ومهماً في عملية التوجه الأكاديمي والمهني؟ .. وما تأثير الميول والرغبة الذاتية والاتجاهات والقدرات في ذلك؟ .. وإذا كانت الميول والرغبة الذاتية والاتجاهات والقدرات إلى جانب التفوق الدراسي عوامل رئيسية، فما هي حدود تأثيرات: الأسرة، والأقران، والمثل الأعلى، والنماذج الحياتية والقدوة، ووسائل الإعلام، وسوق العمل ومتغيرات العصر في توجيه وتحديد جهة الأبناء الدراسية؟ .. تساؤلات شائكة تشغل كل أب وكل أم، وترسم وتحدد هموم كل بيت وكل أسرة، تطرحها “الاتحاد”. ونحاول الإـجابة عليها من خلال هذا الملف، وبتسليط الضوء على الجوانب النفسية والسيكولوجية لعملية الإرشاــد والتوجيه الدراسـي والأكاديمي والمهــني، والتعريف بالتخصصات الأكاديمية المتاحة عالمياً ومحلياً، ومحاولة التعرف إلى آراء الطلاب والطالبات من خلال “استطلاع للرأي” يشمل 130 طالباً وطالبة بالمرحلة الثانوية، تم اختيارهم بطريقة عشوائية، ومحاولة الإجابة على تساؤلاتنا المطروحة، دون أن نغفل آراء أولياء الأمور من الآباء والأمهات، وآراء المتخصصين في هذا الميدان من مرشدين أكاديميين، والوقوف على بعض النماذج من الذين تبخرت أحلامهم وطموحاتهم واضطروا لظروف معينة لتغيير وجهتهم المهنية بعد أن تغيرت وجهتهم الدراسية والأكاديمية، ومن ثم إلقاء المزيد من الضوء والتوضيح على دور مكتب بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلاب المتميزين علمياً، التابع لوزارة شؤون الرئاسة لمعرفة الفرص المتاحة أمام أبنائنا الطلاب في الجامعات العالمية المرموقة لإكمال دراستهم الجامعية والعليا.