الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اليمين الشعبوي الألماني»..يستهـدف الإسـلام متجاهلاً اليورو واللاجئين

«اليمين الشعبوي الألماني»..يستهـدف الإسـلام متجاهلاً اليورو واللاجئين
29 ابريل 2016 03:05
برلين (أ ف ب) في أعقاب النصر الانتخابي لليمين المتطرف في النمسا، يستعد حزب «البديل لألمانيا» اليميني الشعبوي لعقد مؤتمره خلال اليومين المقبلين، حيث ينوي، متناسياً أزمة اليورو أو تدفق اللاجئين، اعتماد انتقاد الإسلام محركه الانتخابي الجديد. ولخصت أسبوعية «دير شبيجل» الوضع بأنه «حزب احتجاجي يبحث عن موضوع احتجاج»، في وصف للتناقض الحالي للحركة المزدهرة. وبعد إحرازها اختراقاً في الانتخابات المحلية في مارس الماضي، وحصولها على نسبة تصل إلى 14 في المئة من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي، بدأ هذا الحزب الفتي يخسر مع إغلاق الحدود الأوروبية هدفه المفضل، وهو سياسة استقبال المهاجرين التي اعتمدتها المستشارة أنجيلا ميركل. لكن في ألمانيا حيث البطالة ضعيفة والثقة في الحكومة «أعلى من الخارج»، لا يمكن للحزب اليميني المتطرف الازدهار من خلال استغلال «استياء معمم»، حسبما أوضح «تيمو لوشوكي»، الخبير في حركات اليمين الشعبوية لدى «جرمان مارشال فاند» في برلين. وبالتالي يرى «البديل لألمانيا» الذي أنشئ في ربيع 2013 وبات ممثلاً في البرلمان الأوروبي ونصف البرلمانات المحلية في البلاد، في الإسلام محركاً محتملًا لشعبيته، وسيضعه في صلب النقاشات السبت والأحد في «شتوتغارت» جنوب غرب البلاد. ومن بين المذكرات المرفوعة للتصويت، يبرز منع المآذن والأذان والحجاب الذي يشكل «علامة سياسية دينية» حسب زعمهم. وتضاف هذه النصوص إلى سلسلة تصريحات أخيرة لقادة الحزب اعتبرت الإسلام «غير متوافق مع الدستور»، ووصفته بأنه «أيديولوجية سياسية»، و«أكبر خطر على الديمقراطية والحرية». وذكرت المحللة السياسية «نيلي ويسمان» أنه في ظل وجود أربعة ملايين مسلم في ألمانيا، ثم وصول مليون طالب لجوء في العام الفائت أغلبيتهم من بلدان مسلمة، فإن الخطاب المناهض للإسلام «قادر بسهولة على حمل البديل لألمانيا» إلى انتخابات 2017 التشريعية. لكن «لوشوكي» اعتبر أن «كل شيء رهن» برد فعل الأحزاب الأخرى ووسائل الإعلام لأن الحزب الشاب «لا يملك سلطة تحديد جدول الأعمال بفرض مواضيعه المفضلة بمفرده». ومن الناحية الشكلية، أتى الرد بالإجماع على إدانة مواقف الحزب، بينما تشدد ميركل منذ عام على أن الإسلام «ينتمي إلى ألمانيا»، لكن المسيحيين الديمقراطيين في حزبها لطالما انقسموا بهذا الشأن، وطالب حزبهم البافاري الشقيق الاتحاد المسيحي الاشتراكي للتو بسن «قانون حول الإسلام» يهدف إلى وقف تصاعد نفوذ «البديل لألمانيا». وفي العام الفائت أظهرت دراسة واسعة النطاق لمؤسسة «بيرتلسمان» أن 57 في المئة من الألمان يعتبرون الإسلام «تهديداً» و61 في المئة يرون أنه «غير متوافق مع العالم الغربي»، وهو حذر «لا يمكن تجاهله» بحسب «ويسمان». ويبقى أن خط «البديل لألمانيا»، بغض النظر عن نبرته المناهضة للإسلام، بعيد كل البعد عن الوضوح، فمنذ إنشائه يتنازعه جناح ليبرالي محافظ متمركز غرباً، ذو قاعدة انتخابية بورجوازية نوعاً ما، والجناح الوطني المحافظ في الشرق الأكثر تشدداً وشعبية. لذا، يبقى من الصعب التوفيق بين الجناحين، إذ إن الخط الليبرالي اقتصادياً يصدم الأنصار في الشرق، فيما تثير مغازلة اليمين المتطرف استياء الغرب، حيث سبق لهذا التوجه المخزي في بلد لا يزال مثقلًا بعبء تاريخه النازي، أن قضى على عدة أحزاب. ويتجلى هذا الانقسام في مسألة ستخضع للتصويت أثناء المؤتمر في شتوتغارت، لمعرفة ما إذا كان ينبغي التحالف مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي في البرلمان الأوروبي، وهذا ما يؤيده الجناح اليميني في الحزب، وسط تردد الجناح الليبرالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©