الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نجاح الإمارات في تجاوز تداعيات الأزمة المالية بسرعة عزز دورها في الاقتصاد العالمي

نجاح الإمارات في تجاوز تداعيات الأزمة المالية بسرعة عزز دورها في الاقتصاد العالمي
28 مارس 2010 22:47
أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية المكانة الإستراتيجية المهمة لدولة الإمارات في التغيرات الجيوستراتيجية والاقتصادية العالمية القادمة في إطار تأثير الأزمة المالية العالمية على الخريطة الاقتصادية العالمية. وقالت معاليها خلال مشاركتها في منتدى بروكسل الذي ينظمه صندوق “مارشال الألماني” للولايات المتحدة وبلجيكا سنويا لبحث القضايا الدولية المهمة، إن نجاح الإمارات بإدارة تداعيات الأزمة المالية العالمية وتجاوزها بوقت قياسي أسهم في تقوية مكونات الاقتصاد الوطني الكلية والجزئية في الوقت الذي عزز الدور الهام والمتوقع للإمارات في المشهد الاقتصادي العالمي القادم. وأشارت معاليها إلى أن الدور المتقدم الذي أدته الإمارات كمركز بين اقتصادات الدول الغربية واقتصادات آسيا الناشئة على مدى السنوات الماضية سيتعزز أكثر خلال فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية وضمن التغييرات الجيوستراتيجية العالمية المتوقعة. وشارك إلى جانب معالي الشيخة لبنى القاسمي في الجلسة التي عقدت مساء أمس الأول تحت عنوان “الآثار الجيوستراتيجية للأزمة الاقتصادية العالمية” كارل بيلدت وزير الشؤون الخارجية السويدية وروبرت زوليك رئيس البنك الدولي والبروفسور وونج جيسي مدير الدراسات الدولية بجامعة بكين. ويعد منتدى بروكسل محفلا سنويا رفيع المستوى حول العلاقات عبر الاطلسي ويحضره مسؤولون كبار من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والكونجرس والبرلمانيون والأكاديميون والباحثون من أنحاء مختلفة من العالم. وقالت معالي وزيرة التجارة الخارجية إن الأهمية الجيوستراتيجية لاقتصاد الإمارات تبرز كمركز مالي وتجاري ولوجستي مرتبط بأكثر من محور جيوستراتيجي مثل دول غرب أسيا ودول المتوسط والخليج العربي ودول المغرب العربي في الوقت الذي يستمر هذا الاقتصاد في تسجيل معدلات نمو إيجابية رغم ظروف الانكماش العالمي ويشكل نقطة جذب كبيرة للشركات العالمية من مختلف الجنسيات والقطاعات. الانفتاح التجاري وأوضحت معاليها أن الإمارات من الدول ذات الانفتاح التجاري الكبير إذ وصلت نسبة التجارة الخارجية إلى الناتج المحلي الإجمالي 173 في المائة خلال العام الماضي مما يشير إلى مدى الترابط مع اقتصادات العالم الخارجي من خلال العلاقات التجارية المتبادلة ويؤكد مدى الدور الهام الذي يمكن أن تؤديه الإمارات في المنظومة التجارية والاقتصادية العالمية. وأكدت معاليها أنه رغم التحديات التي فرضتها تداعيات الأزمة المالية العالمية على بيئة الأعمال وتأثر معظم اقتصاد العالم بها فان اقتصاد الإمارات خلال المرحلة الحالية والقادمة يحمل نظرات تفاؤلية عالمية وعلامات ثقة دولية مدعوما بالنمو الإيجابي المتحقق والمقومات الاقتصادية المتينة والفرص الكبيرة المتوفرة. وأشارت إلى الثقة العالمية بالاقتصاد الوطني ومكوناته المختلفة خاصة غير النفطية. وأوضحت معالي وزيرة التجارة الخارجية أن الإمارات تتبوأ اليوم مركزا إيجابيا من حيث البنية التحتية والخدمات اللوجستية وهو بحد ذاته يخدم منطقة الخليج ويشكل حلقة وصل بينها. وأشارت معاليها إلى ازدياد الثقل الاقتصادي والسياسي لدول الخليج العربي بعد أن أضحت رقما اقتصاديا صعبا في المعادلة الاقتصادية العالمية ومؤثرة في منظومة العلاقات الاقتصادية الدولية. استقرار أسواق المال وقالت: “إن دول الخليج العربية التي يبلغ حجم اقتصاداتها أكثر من تريليون دولار تجاوزت مكانتها التقليدية كمصدر رئيسي للغاز والبترول وأصبحت مساهمة أساسية وبناءة في دعم استقرار أسواق المال العالمية”. وأوضحت معالي لبنى القاسمي أن الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية ستفرز تغيرات عميقة جيوستراتيجية على المدى البعيد يكون أكثر مما يدعو إلى تعاون دولي اقتصادي عالمية أكثر تماسكا وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وأضافت معاليها أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أسهمت في ميلاد عالم متعدد الأقطاب خاصة في ظل بزوغ اقتصاديات جديدة مثل الصين والهند وظهور بوادر للتحول في موازين القوى الاقتصادية في العالم في ظل تعاظم دور مجموعة العشرين وتأثيرها على تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي وهيكله في القرن الحادي والعشرين. وأشار إلى أن الحديث السابق عن الدول الثماني الكبرى تبدل وأصبح الحديث يدور حاليا عن الدول العشرين الكبرى. وأكدت معاليها أن الأزمة العالمية أعادت أهمية تعظيم المصالح الإقليمية وضرورة وجود نظام عالمي قائم على المشاركة بين مجموعة من القوى الكبرى مع الأخذ في الاعتبار أهمية إصلاح المؤسسات الدولية السياسية والاقتصادية على السواء. ولفتت إلى أهمية توخي الحذر في إفراط التفاؤل عالميا بشأن نهاية الأزمة المالية العالمية. دروس من الأزمة وقالت: “إذا كانت تداعيات الأزمة المالية العالمية بدأت تنحسر وأن الإجراءات المتخذة حاصرت مخاطرها إلا أن الانتكاسة ما زالت قائمة”. ودعت معاليها إلى ضرورة دراسة العبر والدروس المستخلصة من هذه الأزمة لمنع تكرارها. وشدد على أهمية تمكين الدول النامية خاصة الصاعدة للعب دور أكثر حيوية داخل المؤسسات المالية الدولية وأن يكون التعاون بين الدول الأكثر صوتا والدول الأقل صوتا مبنيا على أساس التعاون والحوار. التعاون مع شركات عالمية من جانب آخر عقدت معالي الشيخة لبنى القاسمي على هامش المنتدى عدة لقاءات مع مسؤولي دول وشركات عالمية تشارك في فعاليات المنتدى حيث بحثت في هذا الاطار مع مسؤولين من شركة دايملر كرايسلر الألمانية مجالات التعاون الممكنة بين الإمارات والشركة في سوق الإمارات. واطلعت معاليها على مشاريع الشركة على المستوى العالمي بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز تواجدهم في سوق الإمارات من خلال الاستثمار في مجال التكنولوجيا والتدريب والتعليم. كما بحثت معاليها مع رئيس اتحاد غرف التجارة والسلع بتركيا رفعت هيسار كليجو العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين رجال الأعمال في البلدين. وتبادل الجانبان الأفكار والرؤى المشتركة لتعزيز التواصل بين مجتمع الأعمال في البلدين لترجمة الفرص المتاحة في البلدين إلى مشاريع مشتركة تصب في مصلحة اقتصاد البلدين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©