الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«خطر ديمونا».. سرية نووي إسرائيل المفضوحة

«خطر ديمونا».. سرية نووي إسرائيل المفضوحة
29 ابريل 2016 03:06
الأراضي المحتلة (أ ف ب) يثير الكشف عن عيوب في مفاعل ديمونا، أقدم مفاعل نووي في إسرائيل، مخاوف متزايدة حول سلامته وتساؤلات حول مصيره ومعضلة حول السرية التي تحيط بها الدولة المحتلة ترسانة أسلحتها النووية. وترفض إسرائيل تأكيد أو نفي امتلاكها أسلحة نووية، رغم فضح الخبير التقني السابق في «ديمونا» «مردخاي فعنونو» في ثمانينيات القرن الماضي، «أسراراً منها أن المفاعل يستخدم لإنتاج أسلحة نووية»، وأمضى «فعنونو» عقوبة بالسجن 18 عاماً بتهمة التجسس. وأوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الثلاثاء الماضي أن دراسة حديثة كشفت وجود 1537 عيباً في أسس الألمنيوم في مفاعل «ديمونا» النووي في صحراء النقب بجنوب الأراضي المحتلة. وأفاد التقرير بأن العيوب التي عثر عليها في المفاعل، الذي يقال إنه يتم تطوير الأسلحة النووية داخله، لا تعتبر خطيرة، وأن خطر حدوث تسريب نووي محدود للغاية. ومع ذلك، تزايدت الدعوات إلى الحصول على ضمانات جديدة وحتى إقامة مركز بحثي جديد، وهو ما قد يضع الكيان المحتل أمام منعطف لاتخاذ قرار إن كان سيعترف للمرة الأولى بحيازته أسلحة نووية. وقدر معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولايات المتحدة في عام 2015 أن إسرائيل تملك 115 رأساً نووياً، وتعارض إسرائيل بشدة امتلاك أي دولة في المنطقة سلاحاً نووياً. وبحسب الرواية الرسمية الإسرائيلية، فإن مركز «ديمونا» النووي يركز على الأبحاث والطاقة. وكانت فرنسا قدمت قلب المفاعل في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وبدأ المفاعل بالعمل بعد بضع سنوات. وفي العادة، تكون المفاعلات النووية صالحة للاستخدام لأربعين عاماً، مع إمكانية تمديد فترة الصلاحية بإدخال بعض التعديلات. وأكد أستاذ الكيمياء «عوزي إيفين» الذي شارك في تأسيس المفاعل، عن قلقه إزاء سلامة الموقع، وهو يقود منذ عشر سنوات حملة لإغلاقه، «من دون أي جدوى حتى الآن»، بحسب قوله. وشدد «إيفين» على ضرورة إغلاق المفاعل لأسباب أمنية، قائلاً «هذا المفاعل يعتبر واحداً من أقدم المفاعلات العاملة في العالم». ودعت النائبة «ميخال روزين» من حزب «ميرتس» اليساري إلى تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية بسبب المخاوف حول السلامة. وكتبت روزين في رسالة إلى لجنتي الخارجية والدفاع في «الكنيسيت» «المفاعل النووي لا يخضع لأي إشراف سوى من لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية». وأضافت: «لسنا بحاجة لانتظار وقوع كارثة لإحداث تغيير». ويقول رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة بنسلفانيا الأميركية «آرثر موتا» «رغم التحدي الذي يشكله إغلاق مفاعل نووي بأمان، فهو ليس أمراً مستحيلاً». ويضيف: «من ناحية تقنية، ليست مشكلة صعبة»، موضحاً أن «الطاقة النووية أمر كثيف للغاية، وحجم المفاعل الذي يوفر الطاقة لمدينة بأكملها يماثل حجم مبنى»، معتبراً «أنها مسألة سياسية». ويقول «إيفين»: «إن هناك أسباباً كثيرة سياسية تساهم في إبقاء المفاعل النووي مفتوحاً، منها عدم الرغبة بتعريض آلاف الوظائف للخطر». وتابع: «إن بناء مفاعل جديد قد يعني أن على إسرائيل أن تعلن رسمياً عن قدراتها النووية». وبحسب «موتا»، «إن على إسرائيل أن توقع، في حال اتخاذ قرار ببناء مفاعل جديد على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يعني أن مفاعلاتها ستخضع لعمليات تفتيش منتظمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على الموضوع. وذكر «إيفين» «لا أعتقد أن لدى إسرائيل القدرة على بناء مفاعل نووي جديد»، و«لن يقوم أحد ببيع مفاعل لها قبل التوقيع على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة». ويرى خبير الشؤون الأمنية «يوسي ميلمان» أن هذا يمثل «معضلة استراتيجية من الدرجة الأولى». ويقول: «في حال التوقيع على الاتفاقية، ستكون إسرائيل قادرة على الحصول على مفاعلات نووية، ولكن سيكون عليها أيضاً الإعلان والكشف عما لديها في المجال النووي، وعن احتكارها للأسلحة النووية في الشرق الأوسط».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©