الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة تحذر: حلب على شفا كارثة إنسانية

الأمم المتحدة تحذر: حلب على شفا كارثة إنسانية
29 ابريل 2016 03:11
عواصم (وكالات) حذرت الأمم المتحدة أمس، من أن الوضع في حلب «كارثي» بعد غارات دامية شنت الليلة الماضية على مستشفى، مشيرة إلى خطر توقف شريان المساعدات الذي يوصلها لملايين السوريين. وقال يان إيجلاند رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للصحفيين بعد اجتماع أسبوعي للقوى الكبرى والإقليمية الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا «لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة». وأضاف «تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين، وكذلك في أجزاء من منطقة حمص». وطالب مسؤول الأمم المتحدة أيضاً بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول إليها خلال مايو المقبل. وأفاد بأن «كثيرين من العاملين في مجال الصحة والإغاثة يتم قصفهم وقتلهم وعرقلة عملهم في وقت تعتبر فيه فيه كل حياة الملايين من الأشخاص الآن في خطر». كما ندد بالهجمات التي طالت تحديدا الأطباء والعاملين في المجال الطبي. وقال في هذا السياق «إن آخر طبيب أطفال في مدينة حلب قتل للتو» مشيراً إلى «تدهور كارثي» للوضع في حلب في الساعات الـ48 الأخيرة. وقال إن «حبل الحياة الذي يتمسك به مئات آلاف السوريين قد يقطع». وأعرب المسؤول عن الأمل في أن تجتمع مجموعة الدعم الدولية لسوريا على المستوى الوزاري قريباً جداً ، لممارسة «ضغوط حقيقية على من يقصفون ومن يتلاعبون بأرواح المدنيين». من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن تصاعد العنف في حلب يدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية. وقال فالتر جروس الذي يقود مكتب الصليب الأحمر هناك «أينما كنت تسمع صوت قذائف المورتر والقصف والطائرات وهي تحلق فوقك.» وتابع قوله «لا يوجد حي لم يتعرض للقصف، الناس يعيشون على الحافة، الكل هنا يخشى على حياته ولا أحد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك.» من جهة أخرى قتل 31 شخصاً، أمس، في غارات جوية شنتها مقاتلات يعتقد أنها روسية أو تابعة للنظام السوري، استهدفت، فيما استهدفته، مستشفى ميدانياً شرق مدينة حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن غارات جوية استهدفت بعد منتصف ليل الأربعاء مستشفى «القدس» الميداني في حلب والمباني المحيطة به في إحدى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مما تسبب في مقتل 31 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاثة أطباء، وإصابة 40 آخرين. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» في تغريدة عبر موقع تويتر: إن ضربة جوية مباشرة دمرت مستشفى القدس. وأضافت أن من بين القتلى في مستشفى القدس الذي تدعمه المنظمة، آخر أطباء الأطفال في المدينة. واتهمت مصادر محلية القوات الحكومية والطيران الروسي بشن الغارات، ولكن لم يصدر أي تعليق رسمي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: إن الغارات الجوية استهدفت أحياء بستان القصر، والكلاسة، والسكري، والحيدرية، وبعيدين، والجلوم، وطريق الباب، في الجزء الشرقي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب. وقال مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية: «هناك الكثير من الأشخاص تحت الأنقاض، وفرق الدفاع المدني تعبت كثيراً خلال الأيام الماضية»، مضيفاً «الوضع سيء جداً». وأوضح «أنها موجة الغارات الأعنف على الأحياء الشرقية خلال أسبوع، ولم تغادر الطائرات الحربية أجواء المدينة»، مشيراً إلى أنه «لم يبق نافذة في كل المناطق الشرقية لم تتحطم، بسبب ضغط انفجار الصواريخ». من جهتها، نفت السلطات السورية قصف مستشفى ميداني في مدينة حلب، وقال مصدر عسكري سوري إنه «لا صحة للأخبار التي تناقلتها الأنباء حول استهداف سلاح الجو مشفى في حي السكري بمدينة حلب»، فيما دانت الولايات المتحدة، الغارة التي استهدفت مستشفى ميدانياً. وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر صدمته إزاء «الغارات الجوية المتكررة» على مسعفي الدفاع المدني. وقال: إن الغارة أسفرت عن «مقتل 5 عناصر من الدفاع المدني وإصابة أبرياء آخرين بجروح». ولفت المتحدث إلى أن هذه الغارات تجسد «المنحى البائس» في التكتيكات المتبعة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد والتي، بحسب قوله، تستهدف عمداً الطواقم الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. كما دانت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في سوريا موسكيلدا زانداكا «بأشد العبارات الاستهداف المشين لمرفق طبي آخر في سوريا».من جهة أخرى، أفاد عبدالرحمن بأن 53 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة وغالبيتها متشددة، و11 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا خلال معارك بدأت الأربعاء وانتهت أمس، في محيط تل رفعت في ريف حلب الشمالي». وأشار إلى أن «غالبية جثث مقاتلي الفصائل في يد وحدات حماية الشعب الكردية، وتم عرضها في مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة الأكراد في ريف حلب الشمالي الغربي». وأوضح أنها«الحصيلة الأكبر لقتلى الفصائل في معارك ضد الأكراد». واندلعت المعارك وفق عبد الرحمن، إثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة، وبينها «أحرار الشام» و«فيلق الشام»، شمال تل رفعت، في محاولة لاستعادتها من قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وأكد عبد الرحمن أن «تبادل القصف لا يزال مستمراً بين الطرفين». وذكر المرصد أنه خلال الأيام الستة الأخيرة قتل 148 مدنياً في حلب، 99 من القتلى لاقوا حتفهم في مناطق تقع تحت نفوذ المعارضة، و91 منهم إثر غارات للنظام السوري، و8 إثر القصف المدفعي التابع للنظام أيضاً، في حين قتل 49 شخصاً، إثر قصف من قبل المعارضة في مناطق تحت سيطرة النظام. من ناحية ثانية، يحشد الجيش السوري قواته استعداداً لـ «معركة حاسمة» تبدأ قريباً في منطقة حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة سورية قريبة من السلطات أمس. وأكد مصدر حكومي أن «الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب، عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة». واعتبرت الصحيفة أن «القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء، ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابة لطلب الأصدقاء الروس، مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير باتجاه حسم الصراع في حلب». إلى ذلك، أعربت الحكومة السورية، أمس، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير عن دخول 150 جندياً أميركياً شمال شرق سوريا، واصفة ذلك «بالانتهاك الصارخ للسيادة السورية». ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين قوله «تلقينا بقلق بالغ الأنباء التي تحدثت عن دخول 150 جندياً أميركياً إلى الأراضي السورية في منطقة رميلان». ونقلت عن المصدر قوله إن «الجمهورية العربية السورية تدين هذا العدوان السافر الذي يشكل تدخلاً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية». وتقع قاعدة رميلان الجوية في منطقة بسوريا واقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف المهم للولايات المتحدة في قتالها ضد تنظيم «داعش».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©