الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلياذة ميكيافيللي

إلياذة ميكيافيللي
17 ابريل 2008 01:31
عندما أذهب في إيذاء كلب أترك الفرصة للكلب، لعلّ الكلب ينجو من أذى نفسي فأنجو من أذى عضّته لي، في غيابي· ي· ر· ما أذكره هو أكثر من نار ما بين زاللّوتسس والنّزل المتأبّط نهج فلسطين، المفتوح على نهج زالحرّيّةس، من جهة يسرى· هو أكثر من تلويحة منديل في مرفأ زحلق الواديس، بيد امرأة تتردّد في الأسبوع الواحد أكثر من يومين على الميناء، ألا يأتي؟ الطّقس هنا يا (سين) يغري باستعمال يديك لخنق مظاهرة في الشّارع أزعجت الأطيار إلى حين لم يبق من الأعداء عدا نفسي وقد انصرفت عنّي في اللّيل إلى أمريكا اللاّتينيّة، بَعْدَ فرنسا والوطن العربيّ بأكمله وخيانة غورباتشوف وحتّى الصّاحب، توأم روحي لم يَجِدِ الكرسيّ الرّحب إلى جنبي فتقلّص حتّى ذاب لأكثر من خلل في الكروموزوم وقد جرّته إلى المنفى مُتَلاَزِمَةُ اضمحلال التّوأم في رحم الصحراء رأيتك في عمّان على شفتيها المطبقتين ولم أر في عينيها أيّا من شعراء الخارطة المنذورة للتّمزيق ولم أر إلا مَيْ في صحبتها وسحابة ذكرى تعبر زرأس العينس لتغمر، بعد دقائق، عمّان الكبرى وضواحيها كنّا نتطاوس مبهورين بشيء ما، لا ندري ما هو تحديدا جمهور الّشعر فقط أعياه الواقع فاسترخى في القاعة يسأل شيئا من شعر المتنبّي والخنساء وكم كنّا حمقى نَعِدُ البشريّة بالكوكاكولا ونبشّر كلّ فم بالشّوكولاطة، كم كنّا حمقى! الآن فقط أتذكّر ما اقترفته يداي جرائم شتّى باسم الشّعر ولم أر، باسم الشّعر، يدا تعلو فوق الأسوار أو امرأة شفيت من علّتها كَمْ كَانَ بَعِيدًا آدَمُ عَنْ تُفَّاحَتِهَا بل كم كانت حَوَّاءُ بلا حلوى في ثورتها ضدّ الينبوع وكم كنّا شعراء بلا معنى! الآن فقط أتجمهر في منفاي وقد ضاقت صحرائي بي لأكون معي، ضدّي وَضْعُ اللاّحرب أو اللاّسلم وما يجري في قرية ماكلوهان وَنَعْجَةِ دوللّي الضَّالَّةِ وَالتَّارِيخِ الأَعْرَجِ يكتبه فوكوياما وَالفِتْنَةِ ينفخ فيها هانتنجتون ومن معه··· ما عاد يلائمني ما عاد يلائمني وأنا أتأهّب للإبحار مع امرأة تخفي بثقافة أفلاطون أنوثتها أن أكذب ثانية لأقول لها ما يكفي لاستدراج يديها النّافرتين إلى عنقي ما عاد يلائمني وأنا أتجمّل لامرأة لن تأتي أن أتحمّل هَرْسَلَةَ الأجداد وقد عادوا من أندلس الأسطورة مهزومين فلم يعد التّاريخ لهم هولاكو الوحش وميكيافيللي يقتسمان الآن الكعكة والتّاريخ وشيئا من إلياذة هوميروس وأنا بين يديها زاهد في كلّ ما يدعو إلى الزّهد، هروبا من يديها زاهد في كلّ شيء زاهد في الأرض لا أبصر فيها وعليها غير هذا الموت يمشي بيننا في شكل تنّين مخيف زاهد في أصدقاء الرّاهن المظلم، حمقى بامتياز همّهم أن يكبروا، أن يصبحوا أكبر من أنفسهم بامرأة حبلى وبالزّائل من أموال قارون ومن سلطة هارون الرّشيد زاهد في أدب الثّورة في الثور الّذي ينطح لوركا عندما يأتي المساء زاهد في الشّعر لا أكتبه إلاّ لأبقى خارج البيت الّذي أبنيه، وحدي زاهد في كلّ ما يدعو إلى النّقمة، لن أثأر لي، من أحد، مهما أساء زاهد في كلّ ما يبدو ربيعا عربّيا زاهد في المتنبّي والمعرّي زاهد في الشّمس إذ تشرق من فتوى عظيم البوم والغربان، يوما بعد يوم زاهد لكنّني لست بمعتوه ـ ولو شّبه للأعمى من الغربان ـ كي أزهد في ما هو لي، من كلمات وأغان: إِنَّنِي أَعْجَبُ مِنْ وَضْعِ بِلاَدٍ، يَكْبُرُ التَّافِهُ فِيهَا وَالرَّدِيءُ لَمْ أَعُدْ أَفْهَمُ مَا يَحْدُثُ حَوْلِي، طَالَمَا وَرَّطَنِي فَهْمِي البَطِيءُ لاَ أَلُومَنَّ الَّذِي أَحْسَنَ صُنْعًا، فَهْوَ بَاقٍ مِثْلَمَا كَانَ، جَرِيءُ غَيْرَ أَنِّي، وَأَنَا أَنْظُرُ تَحْتِي، لاَ أَرَى فِي الغَيْرِ إِلاَّ مَا يُسِيءُ أَلْزَمُ الصَّمْتَ فَلَنْ يُجْدِيَ قَوْلٌ، ذَاكَ تَارِيخٌ أَنَا مِنْهُ بَرِيءُ أَتْرُكُ الجَنَّةَ لِلمُفْسِدِ فِيهَا، فَلِيَ الجَنَّةُ فِي مَا لاَ يَجِيءُ لَيْسَ لِلقَادِمِ مِثْلِي أَيُّ دَوْرٍ، وَلِذَا أَمْضِي إِلَى حَيْثُ أُضِيءُ شاعر تونسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©