الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش مبيعات الشركات «التسوق من بعد» في بريطانيا

انتعاش مبيعات الشركات «التسوق من بعد» في بريطانيا
28 مارس 2010 23:04
تبذل شركة “أوكادو”، ومقرها هاتلفيلد بإنجلترا، والعاملة في المواد الاستهلاكية عبر الإنترنت، جهداً كبيراً في جلب آخر تقنيات الإنترنت للاستفادة منها في تجارة الشبكة العنكبوتية التي تتبنى طرقاً قديمة وغير متطورة. وتلبي معظم المحال العاملة في هذه التجارة طلبات زبائنها بجمع السلع في إحدى الشاحنات وتوصيلها لوجهات طلبها. أما “أوكادو” فتنتهج طريقة تشغيلية مركزية متقدمة تعمل على توصيل منتجاتها لنحو 65% من عملائها عبر رموزهم البريدية، ومن مستودع واحد فقط. وتحتل “أوكادو” مساحة قدرها 23 فداناً كانت تستخدم قاعدة جوية في الماضي. ويقوم عملها على تجميع الأصناف عبر نظام “لوغاريتمات” خاص بالشركة، حيث تمر هذه الأصناف عبر سير طوله 10 أميال يتوقف عند محطات للتعبئة في أكياس يقوم بها عمال يعملون حسب تعليمات الكمبيوتر. وتبلغ الطلبيات نحو 90.000 في الأسبوع وباتقان يصل لنسبة 99,9%. والنتيجة هي تجارة “شبكة عنكبوتية” محكمة الرقابة في شريحة لم يكن الربح فيها ممكناً في الماضي القريب. وتعمل “أوكادو” على أثر قديم هجرته شركات مثل “ويب فان” في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا التي تم تأسيسها في أواخر تسعينات القرن الماضي والتي بالرغم من انتشارها السريع تدهورت وغادرت السوق في 2001. وفي الحقيقة وقريباً من ذلك التاريخ قام ثلاثة من موظفي “جولد مان ساش” بتأسيس “أوكادو” في مكتب من غرفة واحدة بالقرب من محطة فكتوريا في لندن. والآن وبعد عشر سنوات من النمو المستقر، تعتبر “أوكادو” واحدة من أكبر الشركات التي طرحت أسهمها للإكتتاب العام في بورصة لندن خلال عامين بما يقدر بنحو 1,1 مليار جنيه استرليني “1,65 مليار دولار”. ويجدر بالذكر أن “أوكادو” جذبت في السنوات الماضية استثمارات قدرها 350 مليون جنيه، في الوقت الذي تجد فيه دعماً قوياً من بعض الجهات مثل بروكتور أند جامبل كبرى شركات السلع الاستهلاكية، ومن شخصيات مثل نائب رئيس الوزراء الأسبق ألجور. ولكن تواجه الشركة ببعض من الشكوك من قبل المحللين الذين لاحظوا استمرارها في الخسارة التشغيلية واعتمادها على اتفاقية واحدة لتجارة التجزئة مع “ويتروز” الإنجليزية للسيوبر ماركت التي تملك شركتها الأم جون لويس 28% من “أوكادو”. وتعكس الأرقام التي نشرت مؤخراً نمواً في المبيعات، وانخفاض في الخسارات التشغيلية، وزيادة في العائدات قبل خصم الفوائد، والضرائب، وتسديد الديون، وغيرها. وسجلت أوكادو صافي مبيعات بلغ نحو 427,3 مليون جنيه في مدة 52 أسبوعاً المنتهية في 29 نوفمبر 2004، وذلك بارتفاع نسبته 25% مقارنة بالسنة الماضية. وبالرغم من استمرار تجارة المواد الاستهلاكية عبر الإنترنت، في الخسارة بواقع 14, 4 مليون جنيه للسنة المالية 2004، إلا أنها سجلت ارتفاعا في المبيعات بلغ نحو 9,2 مليون جنيه، مما كان عليه عند 2,2 مليون في 2008. ويذكر أن الخسارة التشغيلية للشركة انخفضت 33% عن السنة الماضية. ويقول أندرو براسي المدير المالي لشركة أوكادو “يعزى التحسن في أدائنا لكفاءتنا التشغيلية، ونحن نملك منتجات طازجة ووفرة أكثر ونغطي مساحات أوسع، مع سرعة في التسليم”. وبالإضافة إلى ذلك النظام التقني المتقدم الذي تتبناه “أوكادو” لتلبية طلبات زبائنها في المملكة المتحدة، التي تعتبر واحدة من أسرع أسواق الشبكة نمواً في العالم، يعود الفضل في ذلك إلى سوء مناخها، وقلة المساحات المتاحة لمواقف السيارات، وانتشار الانترنت عالي السرعة. وفي مستودع “أوكادو” الضخم، تصل الطلبيات عبر الإنترنت معظمها بواسطة طلبيات “آي فون”، حيث يحدد نظام يعمل بالكمبيوتر أسرع الطرق التي تسلكها هذه الطلبيات بالاعتماد على نوعية السلعة المطلوبة. وتعتبر عملية معايرة سريان الطلبات من أكثر العمليات تعقيداً في نظام أوكادو. وتختلف المسارات باختلاف ألوان الطلبيات التي تجتاز كل منها الأخرى عند التقاطعات التي توجد في السير الطويل. وينبغي التأكد في عملية السير هذه، من أن الطلبيات الصغيرة هي التي تخرج أولاً، وأن المواد القابلة للكسر مثل البيض والخبز وغيرها، في النهاية. ومن خلال شاشات الكمبيوتر التي تعمل باللمس وباللغتين الإنجليزية والبولندية، يمكن للعمال التعرف على وجهة السلعة المعنية. ويعتبر مستودع هاتفليد ثمرة أفكار مدير أوكادو العام تيم إستينر الذي يدرك أهمية التقنية المتقدمة في مساعدة “أوكادو” للهيمنة على هذا القطاع المعروف بعائداته الربحية القليلة. عن “وول إستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©