براجا: الجزيرة استفاد من درس جدة والفضل يعود لشخصية اللاعبين

إلى جانب الفوز الكبير للجزيرة على الوحدة في إياب نصف نهائي كأس رابطة المحترفين لكرة القدم مساء أمس الأول، فإنه قدم عرضاً قوياً أمام متصدر الدوري، وأهدر العديد من الفرص التي كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة، خصوصاً في الشوط الثاني، وعن سبب الفوز الكبير، تكمن الإجابة أولاً في عودة التفوق الجزراوي في منطقة وسط الملعب، وذلك عن طريق الاستعانة بهلال سعيد وعبد السلام جمعة، وهما لاعبا ارتكاز في وقت واحد، إلى جانب كل من دياكيه وسبيت خاطر، وهذه المرة من المرات القليلة التي لعب فيها براجا هذا الموسم بهلال وعبدالسلام معاً، فضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. وضمن المدرب من خلال هذه الطريقة إغلاق منطقة الوسط، والسيطرة عليها بشكل كبير في معظم الفترات، وتأمين الدفاع بشكل جيد، نظراً لوجود عبد السلام جمعة الدائم أمام المدافعين، وميل هلال سعيد للجبهة اليسرى لتغطية المساحة الخالية، عندما يتقدم عبد الله موسى، وإفساد معظم هجمات “العنابي”، قبل أن تصل إلى الدفاع الجزراوي الذي كان يعاني من بعض المشاكل في المباريات الأخيرة. وبذلك فإن اللاعبين الكبيرين عبد السلام وهلال كافأ المدرب على قراره الذي كان يتجنبه دائماً بالدفع بهما معاً في وقت واحد، وتألق عبد السلام في بناء الهجمات من الخلف، وتألق هلال في كل شيء، بما في ذلك إحراز الهدف الثالث الذي حسم مقاومة الفريق العنابي في الدقيقة 73، وأهدى النتيجة لصالح العنكبوت. المباراة كانت حافلة بالإثارة، نظراً لقرارات الحكم الصارمة التي لن نعلق عليها، بقدر ما نشير إليها فقد أشهر محمد الجنيبي البطاقة الحمراء 4 مرات، وتأثر أداء الفريقين بحالات الطرد، وخصوصاً العنابي الذي طرد منه حيدر آلو على في البداية، ثم طلال عبدالله، ثم محمود خميس في النهاية، أما الجزيرة فقد تأثر مؤقتاً لطرد قلب دفاعه روزاريو. ويمكن تقسيم المباراة إلى 3 فترات مختلفة، الأولى هي نصف ساعة الأول من اللقاء، وسيطر عليه العنكبوت بشكل كامل، وكان الأقرب والأسبق في التسجيل، بفضل التمركز السليم، والتحول السريع من الدفاع للهجوم، والسيطرة على منطقة الوسط، وتألق دياكيه وتوني بوجه خاص، وخلاله لم تمض أكثر من 6 دقائق حتى سجل تونى الهدف الأول ليضع العنكبوت في المقدمة. أما الجزء الثاني فقد كانت ملامحه مختلفة بعد نصف الساعة الأول، عندما طرد روزاريو من العنكبوت، وارتبك الدفاع قليلاً، وتقدم الوحدة بقوة، وهدد مرمى الجزيرة بالعديد من الفرص عن طريق سعيد الكثيري، وبيانو، وبنجا، وعبدالرحيم جمعة، وماجراو أيضاً، وخلال هذه المرحلة كان “العنابي” الأقرب للتعادل، ولكن بمجرد طرد طلال عبد الله دخلت المباراة في المرحلة الثالثة، والتي عاد فيها التفوق للجزيرة مستغلاً النقص العددي للعنابي، وأيضاً التمريرات البينية الطولية والعرضية المتقنة من دياكيه لتوني أو الطرفين عبدالله موسى، وخالد سبيل، ونجح فريق الجزيرة من ضرب مصيدة التسلل الوحداوية أكثر من مرة في الشوط الثاني فتوالت الفرص الضائعة من توني، وخالد سبيل، وعبدالله موسى ودياكيه نفسه، وسجل العنكبوت خلالها هدفين عن طريق توني وهلال، وتأكدت الفكرة الخاصة بأنه عندما يسجل توني في العنابي فإن الجزيرة يفوز. وبالتأكيد يجب الإشادة بدور المدرب آبل براجا في إدارة المباراة، خصوصاً في اختيار التشكيلة السليمة، والخطة المناسبة لفرض أسلوبه في مباراة بهذه القوة، والتغييرات المؤثرة التي أجراها، وحققت له الهدف، وهو خروج مرماه نظيفاً، على ضوء أن التعادل السلبي كان يكفيه للتأهل، لأن لقاء الذهاب كان قد انتهى على ملعب الوحدة بالتعادل الإيجابي 1-1 . وحول المباراة قال براجا: في البداية لابد أن أحيي اللاعبين على رد فعلهم القوي، وانتفاضتهم السريعة من الكبوة التي تعرضنا لها في البطولة الآسيوية أمام أهلي جدة، وأشكر إدارة النادي التي وضعت ثقتها فينا، وكانت قريبة من اللاعبين في هذه الفترة الصعبة، وساعدتنا على استعادة الثقة، ولم تشك في قدراتنا، ولو للحظة واحدة، وأقول إنني توقعت أن تأخذ المباراة هذا المنحى، لأن الوحدة فريق قوي، وبالتالي فأنا صرحت قبل المباراة بأن اللجوء للعب على التعادل السلبي باعتباره يؤهلنا، غير مناسب أمام فريق يملك إسماعيل مطر وبيانو، وبنجا، وعبد الرحيم، ومن هنا فقد اتخذت المبادرة بالهجوم، من خلال السيطرة على الوسط، والتحركات الإيجابية من دياكيه وسوبيس، وتوني، وكانت خطتنا تعتمد على اللعب بثلاثة مهاجمين من البداية، وهي ليست مغامرة أمام الوحدة لأنك إذا لم تفرض أسلوبك عليه، فسوف يفرض هو أسلوبه عليك. خطة الاستدراج وأضاف: أعطيت تعليمات للاعبين بالاحتفاظ بالكرة في وسط الملعب، وسحب واستدراج العنابي لملعبنا ثم مفاجآتهم بالتمريرات البينية خلف المدافعين، ووفقنا في تهديد مرماهم كثيراً، وساعدنا في ذلك أن العنابي لعب معظم الوقت في ظل النقص العددي، وأشكر لاعبي الجزيرة على استعادتهم للتركيز، وأخص بالشكر اللاعبين عبد السلام وهلال اللذين قاما بدور كبير في هذا الفوز دفاعاً وهجوماً. وعن احتمالات أن يتأثر العنابي في الدوري بغياب لاعبيه المطرودين محمود خميس، وحيدر ألو علي، وطلال عبدالله، قال المدرب: الوحدة فريق كبير، وطلال ليس أساسياً فالأساس هو بشير سعيد، ولديهم البديل المناسب لتعويض غياب حيدر ومحمود خميس، ونحن تعرضنا لظروف كثيرة مثل تلك، وحققنا الفوز فيها، وهم أيضا كانت لهم تجارب سابقة مماثلة، وحققوا الفوز، لأن البديل يكون لديه الدافع الأكبر على تحقيق الأفضلية حتى يحتفظ بمكانه في التشكيلة الأساسية. سر التحول أما عن سر التحول في أداء العنكبوت خلال تلك الفترة الوجيزة لتحقيق هذا الفوز الكبير بعد الخسارة القاسية من أهلي جدة، وبالتالي فقد كان لاعبوه مستفزين، ومتحمسين، وأكثر إصراراً، كما أننا صرحنا من قبل بأن بطولة كأس الرابطة ضمن أولوياتنا، وأننا نهتم بها، وظهر هذا الإصرار أكثر عندما طرد روزاريو، وبذل معظمهم جهداً أكثر لتعويض غيابه، حتى أجرينا التغيير المناسب في الشوط الثاني. موقف روزاريو وعن موقفه من تصرف روزاريو الذي تعرض بعده للطرد قال براجا: بالتأكيد هو موقف غير مسؤول، على الرغم من أنني لم أتحدث معه، لأن الحكم من الضروري رأى شيئاً، وكان روزاريو عليه أن يكون أكثر هدوءً لأننا كنا متقدمين، وبالتأكيد سوف نتحدث معه بكل قوة، ولكني أستمع له في البداية. وصف قرارات الجنيبي بالقاسية بيرجر:المباراة كانت هادئة والحكم أشعلها أبوظبي (الاتحاد) - أكد هيكسبيرجر مدرب الوحدة خلال المؤتمر الصحفي، أنه لم يرى المباراة مثيرة أو متميزة فنياً، بقدر ما رأى إثارة صنعها الحكم محمد الجنيبي، مشيراً إلى أن حالات الطرد التي يراها صحيحة، حالتين فقط، عندما لعب الفريقان 10 ضد 10 ، أما الحالتان الإضافيتان، بعد ذلك فهما مبالغ فيهما. وقال: لا أحمل مسؤولية خسارتنا للحكم، ولا أقلل من قيمة الفوز الذي حققه الجزيرة، فقد كانوا الأفضل، وهم يستحقوا الفوز، ولكن المباراة كانت غريبة، وقرارات الحكم كانت قاسية، فأنا حزين للخسارة من الجزيرة في هذا التوقيت بثلاثة أهداف، وحزين أكثر لغياب 3 لاعبين مهمين عن لقاء العين في الدوري، فالمباراة لن تتوقف خسائرها على بطولة كأس الرابطة، ولكنها تمتد وتؤثر علينا وتهدد صدارتنا في الدوري على ضوء هذه الغيابات. وأضاف: التحكيم في المباريات الآسيوية يكون أفضل لأنهم يلجأون لحكام أجانب، وفي قطر شاهدت مباراة بين الغرافة والسد يقودها حكام أجانب، وبالتحديد من مصر، وخرجت بشكل رائع، وأنا مع الاستعانة بحكام أجانب في بعض المباريات المهمة، حتى نرفع الحرج عن حكامنا. وعن فشل العنابي في بناء مصيدة التسلل في أكثر من مرة قال: طلبت من اللاعبين قبل المباراة أن يضغطوا على لاعبي الجزيرة في المناطق الأمامية، وألا يتركوا لهم حرية التصرف في الوسط لأن وسط الجزيرة خطير، ولو تحكم في اللقاء، فسوف يرهقنا، ولكن حالات الطرد المبكر، أثرت على المنظومة الدفاعية، وأعترف بأننا فشلنا في بناء مصيدة التسلل، ولكني لم أطلب من اللاعبين من الأصل أن يلعبوا عليها، فخطورة الجزيرة لا تأتي من سوبيس أو توني ولكنها تأتي من الوسط كما ذكرت. عبد السلام جمعة: الهدف المبكر سر التحول أبوظبي (الاتحاد) - قال عبد السلام جمعة نجم وسط الجزيرة إن الهدف المبكر الذي أحرزه فريقه، هو نقطة التحول في اللقاء، لأنه أعطى للمباراة إثارة كبيرة منذ البداية، وأن لاعبي الوحدة والجزيرة الذين يعرفهم جيداً يتميزون بالأخلاق الرفيعة، والروح الرياضية العالية، ولكن ظروف المباراة، والخسارة في الآسيوية وضعتهم تحت الضغط. وقال: بالنسبة لفوز الجزيرة فإنه جاء في الوقت المناسب، وأكد أن الفريق يتمسك بحظوظه في المنافسة على الدوري، وقد قطع شوطاً مهماً نحو الفوز بلقب بطولة كأس المحترفين، ولكنه أكد على ضرورة الحذر من فريق عجمان الذي ليس أمامه شيئاً يخسره فقد تأهل للنهائي على حساب فريق كبير بحجم العين، وسجل فيه 3 أهداف علىِ ملعبه، ويملك مهاجمين متميزين من طراز فريد، وبالتالي فلا بد من منحهم الاهتمام الذي يستحقوه. وقال عبد السلام: النتيجة الكبيرة لا تعني أن “العنابي” قدم مباراة سيئة، ويجب ألا تخدعنا في الجزيرة، فالمطلوب هو الاستمرار في تقديم الأفضل، والإصرار على التمسك بالفوز في كل المباريات، لأنه السبيل الوحيد لنا إذا كانت لدينا رغبة في تحقيق البطولات، وأوجه الشكر للاعبي الجزيرة على تماسكهم، وإصرارهم على مصالحة الجماهير، والخروج من الكبوة الآسيوية في أسرع وقت. 4850 متفرجاً أبوظبي (الاتحاد) - حضر اللقاء 4850 مشجعاً، والملاحظ أن جماهير الوحدة أكثر من جماهير الجزيرة، ولم تتوقف جماهير الفريقين عن التشجيع طوال 90 دقيقة، وبالتالي جاءت المباراة مثيرة وقوية من الطرفين، بغض النظر عن بعض الالتحامات القوية، وحافظ اللاعبون على هدوئهم، فلم يكن هناك خروج عن النص بشكل لافت. حمد الحر السويدي: الفوز مستحق وعقوبة مالية لروزاريو أبوظبي (الاتحاد) - أكد حمد الحر السويدي عضو مجلس إدارة نادي الجزيرة، ورئيس لجنة الاحتراف أن الفوز أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأنه جاء في الوقت المناسب للخروج من الكبوة الآسيوية، متمنياً أن يستمر الفريق في اللعب بهذا المستوى، وأن يستعيد خطورته وقوته في المرحلة المقبلة، وأوضح أن الجزيرة قدم مباراة كبيرة، وأن فوزنا مستحق على ضوء مجريات اللعب طوال 90 دقيقة، وكان بالإمكان مضاعفته لولا الفرص الضائعة. وقال: الضغط كان كبيراً على اللاعبين بعد مباراة أهلي جدة، والمدرب ومجلس الإدارة قاموا بدور مهم معهم، لإخراجهم من حالة الإحباط التي تعرضوا لها، ونحمد الله أنهم صالحوا الجماهير بهذا الفوز المهم، وبالتأكيد أنه سيكون حافزاً لهم في الدوري، لدفعهم لتقديم مستوى أفضل وتحقيق الفوز في كل المباريات القادمة. وفيما يخص موقف إدارة النادي من طرد روزاريو قال: لدينا لائحة عقوبات وسوف نطبقها عليه، وعلى الأرجح تكون عقوبة مالية، وكنا نتمنى ألا يحدث ذلك لأنه لاعب مهم بالنسبة للفريق، وأظن أن دافعه في هذا التصرف هو وقوعه تحت ضغط شديد في الأيام الأخيرة، ونحن نثق في إمكاناته، ولن نحمله أكثر مما يحتمل لأنه قدم الكثير للنادي وما زلنا بحاجة إليه. البطولة ليست من أولويات «العنابي» عبدالله صالح: حضرنا للمتعة وفوجئنا بقرارات الحكم أبوظبي (الاتحاد) - أكد عبدالله صالح مدير فريق الوحدة أن فريقه جاء لأداء مباراة للمتعة مع الجزيرة، ولكن الحكم لم يسمح لهم بذلك، وأن العنابي من البداية يركز فقط على بطولة الدوري، ولا يهتم كثيراً ببطولة كأس الرابطة، وهذا أمر خاص بالنادي وليس من حق أحد التدخل فيه، ولكنه أشار إلى أن قرارات الحكم ستؤثر على الفريق في الدوري، لأنها ستطبق على اللاعبين في بطولة الدوري وفقاً للائحة خاصة، وأن الفريق خرج من بطولة كأس المحترفين. وقال: أعترف بأن طرد حيدر قد يكون صحيحاً، ولكن لماذا طرد محمود خميس؟ ولماذا طرد طلال عبدالله؟ ولدينا لاعبون مصابون مهمون مثل فهد مسعود، والشحي الذي شعر بآلام في الضامة يوم المباراة، وبشير سعيد الذي تواجهه المشاكل أيضاً، وتساءل، بمن نلعب إذاً أمام العين؟ ألا يعلم الحكم أننا سنواجه العين الأسبوع المقبل في الدوري؟ وتابع: لست ضد التحكيم، ولكني لم أستمتع بالكرة، وفريقي لم يستمتع بها، والجمهور الذي جاء وراءنا وآزرنا لم يجد المستوى الذي كان يتمناه، وخرجنا بخسائر كثيرة، وهذا ليس له علاقة بفوز الجزيرة، فنحن نبارك لهم الفوز، ونشيد بمستواهم، ولا نقلل من قيمة فوزهم. توني وإسماعيل يتبادلان التهنئة من ناحية أخرى بعد نهاية المباراة توجه توني إلى إسماعيل مطر، حيث تصافح وتعانق اللاعبان، وهنأه إسماعيل على الفوز، وفي المقابل هنأه توني على الأداء، وسبق لهما اللعب معاً عندما كان توني في الوحدة، قبل أن ينتقل للجزيرة، كما طلب خالد سبيل من إسماعيل قميصه، وخرج الفريقان في أجواء ودية بعد المباراة.