الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موسى عباس: ما دام «دورينا» ضعيفاً فلماذا لا نبحث عن نظام جديد؟

موسى عباس: ما دام «دورينا» ضعيفاً فلماذا لا نبحث عن نظام جديد؟
28 مارس 2010 23:20
مازال مستوى الدوري وكيفية العمل على تطويره شغل الساحة الرياضية، لاسيما بعد أن رفعت رابطة المحترفين شعار «الكيف قبل الكم» لإقناع لجنة دوري المحترفين الآسيوية بمطلبها بإيقاف زيادة عدد الأندية والوصول إلى27 جولة للموسم المقبل والذي يليه، وتحرك وفدنا الذي شارك في اجتماعات كوالالمبور في عدة اتجاهات من أجل إقناع اللجان الآسيوية بأهمية العمل على تطوير المستوى المحلي، ما أثمر في النهاية، الموافقة على المقترح الإماراتي وضم مباريات كأس الرابطة للبطولة، ليبقى الحال كما هو عليه. بعد أن نجحت تلك المساعي والجهود التي دارت على مدار شهر لتأجيل رفع عدد الفرق ولو لموسمين على أقل تقدير، يطل التساؤل: هل يعتبر ما تحقق أقصى غاية يمكن الوصول إليها، وهل هناك نية لتطوير الكرة الإماراتية بالفعل دون الانتظار دائما في صف «رد الفعل»، وليس الفعل نفسه؟، وما هي أبرز الملاحظات على الأداء للبطولة بشكل عام؟ ومن أجل رؤية تستند إلى العلم أولاً، وتلم بتفاصيل الواقع، من القاعدة وحتى الفريق الأول، كان الدكتور موسى عباس، رئيس قطاع الناشئين بالنادي الأهلي حاليا والمدير السابق للجنة الأولمبية والباحث في المجال الرياضي هو الخيار الأمثل، حيث أكد في البداية أن مستوى الدوري المحلي ضعيف ولا يرتقي للدرجة التي تؤهله لإفراز منتخبات قوية قادرة على المنافسة مع القوى العظمى بالقارة، وطالب عباس بعدم الاكتفاء بالقرار الآسيوي الأخير وألا ننسى ضرورة إحراز خطوة نسبق بها الأحداث عبر رفع عدد فرق الدوري إلى 14 فريقا على أقل تقدير حتى نصبح في المنطقة الآمنة لا سيما أن الموسم 2012 يتطلب وصولنا لعدد 33 جولة في الموسم الواحد. وأكد عباس أن ملف رفع عدد الأندية يعتبر أحد أهم الخطوات التي يجب التعامل معها بحذر شديد عبر استقراء الواقع الحالي والنظر لمستوى الدوري بعين الواقع مع الابتعاد عن المبالغة، وتساءل: لماذا كلما تحدثنا عن التغيير والتطوير يبحث بعضنا عن العراقيل التي يضعها في الطريق بل ويبحث عن «عقلنة المبررات» لجعلها شبه منطقية من أجل الاعتراض فحسب؟ وأشار إلى تدني المستوى الفني لمعظم أندية دوري المحترفين ما يعكس واقعا أليما حول الحقيقة المفزعة التي سنصحو عليها في حال تم رفع عدد الفرق بشكل مفاجئ، وقال: لا أحد يستطيع أن ينكر أن المستوى الفني للدوريات الخليجية ليس قويا بل إنه من الضعف بمكان مما جعله يأتي في آخر الترتيب للدوريات الآسيوية المحترفة باستثناء الدوري السعودي. ومضى: إذا ما تحدثنا بشكل أكثر محلية عن الدوري الإماراتي فسنجد أن لدينا 12 فريقا في دوري المحترفين، ثلاثة فرق تنافس على الدرع، هي الوحدة والجزيرة والعين، وثلاث فقط في وسط جدول الترتيب العام، هي بني ياس والوصل والشارقة، وستة فرق تنافس على البقاء في دوري المحترفين، هي، الأهلي، الظفرة، الشباب، النصر، الإمارات، وعجمان، وفارق النقاط بين هذه الفرق الأخيرة ليس كبيراً، مما يعني أن أكثر من 50% من فرق الدوري تنافس على البقاء، و20% فقط في المنطقة الدافئة وسط جدول الترتيب العام وما يقارب 25% من الفرق تنافس على درع البطولة وهو بلا أدنى شك يعبر عن تدنٍ في المستوى الفني للمسابقة. وتابع الدكتور موسى عباس: السؤال الذي يطرح نفسه: ما سبب ضعف دورينا؟، ويجيب: من وجهة نظري فإن سببا رئيسياً من أسباب ضعف المستوى الفني لمسابقة الدوري عندنا، يتمثل في أن الموسم يبدأ في شهر سبتمبر، وينتهي في شهر مايو، أي أنه يستمر قرابة التسعة أشهر، بواقع 36 أسبوعا نلعب خلالها 22 مباراة في الدوري وبعض مباريات الكأس وكأس الرابطة التي بالطبع لا تشارك فيها كل الفرق، وبقليل من التدقيق نجد أن فترة التوقف بين الموسمين تستمر أربعة أشهر، منها شهر إعداد وثلاثة أشهر راحة سلبية للاعبين وهو ما يخالف كل علوم الرياضة في العالم فاللاعب يأتي بعد راحة تامة ثلاثة أشهر ونتوقع أن يعطينا مستوى فنياً عالياً بعد أن استراح جسمه تماما ونسي النشاط البدني كما لو كان قد اعتزل كرة القدم تماما. وأكد موسى عباس أن ارتفاع المستوى في ظل الوضع القائم حلم صعب المنال ودرب من الخيال وبالتالي لا ننزعج إذا وجدنا وضع وترتيب منتخبنا عالميا في المرتبة رقم 115 لأن المنتخب هو نتاج المسابقة المحلية التي نعاني جميعا من ضعفها. وقال: دعونا نطور المسابقة ونجرب أكثر من مقترح عسانا نجني الثمار المرجوة مستقبلا، فلن نخسر شيئا لأنها بالفعل ضعيفة فإما أن نقوي مسابقتنا أو يبقى الحال على ما هو عليه، ودلل بالمنتخب المصري الشقيق الذي فرض نفسه بقوة على الساحة العالمية والدولية حتى وضع نفسه بين العشرة الكبار على العالم، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية، حيث يرى أن السبب في ذلك، أنه عندما بدأ الموسم الحالي في مصر أصر حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب أن يلعب الدوري بنظام مباراتين في الأسبوع الواحد وسانده مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في هذا المطلب وكانت النتيجة أن المنتخب المصري شارك في بطولة الأمم الإفريقية التي استضافتها أنجولا مؤخرا في يناير الماضي ولعب في البطولة 6 مباريات فاز فيها جميعها حيث كان يلعب مباراة كل ثلاثة أيام وهو ما تعود عليه اللاعبون في المسابقة المحلية، وكانوا من قبل يعانون من هذا الجانب، وهذا يؤكد أن قوة المنتخب الوطني من قوة المسابقة المحلية. واستطرد الدكتور موسى عباس في تحليله للأمر الواقع، قائلا: فكرة مشروع القرار الآسيوي يابانية الصنع والمنشأ حيث إنها فكرة لجنة الاحتراف اليابانية التي تطرح وتقيم وتتابع وتعطي النقاط وتصنف الدوريات الآسيوية المحترفة تبعا لمدى التزامها بمعايير الاحتراف، ثم نقل الاتحاد الآسيوي الفكرة اليابانية نقلا دقيقا وعممها على جميع الاتحادات الأعضاء، ونحن مطلوب منا أن نكون أكثر مرونة بغض النظر عن منشأ الفكرة حتى نحقق أكثر من هدف ومنها تطوير مستوى المسابقة المحلية ورفع مستوى المنتخب الوطني وتحقيق المطلب الآسيوي والحفاظ على حقوقنا في المقاعد الآسيوية. وطالب بزيادة عدد الأندية حتى نستطيع تحقيق المطلب الآسيوي مستقبلاً، مشيرا إلى أن زيادة عدد الأندية ستتيح الفرصة أمام أندية ولاعبين جدد للظهور على الساحة كما أنها ستزيد من الإقبال الجماهيري على المدرجات التي تشكو الهجر لأن الأندية الجديدة بلا شك ستكون لها قاعدتها الجماهيرية. ضد إنشاء أندية جديدة دبي (الاتحاد) - شدد الدكتور موسى عباس أنه لا يؤيد فكرة إنشاء أندية جديدة للشركات الكبرى والمؤسسات مثل أندية للجيش والشرطة والمؤسسات الحكومية، وقال: الأندية الموجودة تكاد تستوعب عدد السكان فالقاعدة الرياضية عندنا ليست كبيرة حتى تستوعب عددا من الأندية الجديدة مما سيزيد من حجم المنافسة على جلب اللاعبين، إذ أننا الآن لا نجد لاعبين نسجلهم في اتحاد كرة القدم فإذا أنشأنا أنديةً جدية قد نجد أندية تغلق أبوابها لعدم وجود لاعبين بين صفوفها. قضية الحضور الجماهيري تحتاج إلى ضغط على «الآسيوي» دبي (الاتحاد) - حول التخوف من تردي المستوى الفني حال تم السماح للفرق والأندية من دوري الدرجة «الأولى ا» بالمشاركة في دوري المحترفين بشكل مفاجئ وما إذا كان ذلك سيؤدي لاستيفاء المطلب الآخر بضرورة وصول الحضور الجماهيري للمباراة إلى 5 آلاف متفرج، قال الدكتور موسى عباس: لو دققنا النظر في جدول الترتيب العام للدوري هذا الموسم لوجدنا أن من بين الفرق التي تنافس على البقاء فرقا كبيرة صاحبة باعٍ طويل في المنافسات والحصول على البطولات، وبين فرق المقدمة، هناك فريق بني ياس الصاعد حديثا لدوري المحترفين، مما يعني أن لكل بطولة ظروفها فالصاعد حديثا ينافس ضمن المربع الذهبي وحامل اللقب ينافس على الهروب من دوامة الهبوط. أضاف: وفيما يخص الحضور الجماهيري ورقم الخمسة آلاف مشجع للمباراة الواحدة فإنني أؤكد وبشدة على ضرورة الضغط على الاتحاد الآسيوي بإعفاء دول غرب القارة من هذا المطلب، خاصة دول الخليج المحترفة (قطر، الإمارات، والسعودية) حيث إننا نعاني من عزوف الجماهير عن حضور المباريات في الظروف الحالية كما أن حضور الجماهير يحتاج إلى كثير من العمل لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور وتبصيرهم بما تتطلبه المرحلة في ظل الاحتراف بل وتثقيفهم أيضا، إضافة إلى القاعدة السكانية المتوفرة، وهي ليست ثابتة في كل الدول. ومضى: الاتحاد الآسيوي ينادي بضرورة حضور الجماهير في المباريات المحلية حتى يضمن دخولا إضافية ثابتة لخزانات الأندية التي تعتمد على الدعم الحكومي بشكل أساسي حتى يحاول تخفيف الأعباء المادية شيئا فشيئا وحتى يحقق الاستقلالية المطلقة التي ينشدها الاتحاد الآسيوي لأنديته في حين أن الجمهور يجب أن يأتي للمباريات طواعية حتى يقبل المشجع أن يخرج من بيته ويدفع رسم دخول المباراة من جيبه الخاص، وهذا بلا شك يتطلب انتماءً قويا للأندية وارتباطا وثيقا بين المشجع وناديه، وفي حالة إصرار الاتحاد الآسيوي على تحقيق هذا المطلب ستضطر بعض الأندية لشراء مشجعين لا علاقة لهم بالنادي مقابل مبلغ مادي لكل مباراة مما يرهق ميزانيات الأندية بشكل كبير جدا. وقال: يجب على دول الخليج المحترفة (الإمارات، قطر، والسعودية) أن تسعى لتكوين تحالفات مع الدول الرافضة لهذا القرار مثل أستراليا وسنغافورة، والسعي لجلب المؤيدين من المسؤولين في الاتحادات الأهلية ليستطيعوا الضغط على الاتحاد الآسيوي من جهة ومقاومة اللوبي الذي شكلته دول شرق القارة من جهة أخرى والتي أصبحت تفرض على الاتحاد الآسيوي ما يخص مصلحتها هي فحسب دون النظر إلى ظروف الدول الأخرى خاصة إذا أخذت الآراء بالتصويت في الاجتماع المرتقب خلال الفترة المقبلة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©