فشل الدول الكبرى وألمانيا في الاتفاق على قرار بشأن إيران

انتقد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس معارضيه السياسيين بشدة متهماً إياهم بالسيطرة على شبكات فساد اقتصادية لمنعه من تطبيق سياسته لإصلاح الاقتصاد الإيراني وبالتنسيق مع ''أعداء إيران'' لإسقاط حكومته· جاء ذلك في وقت فشل اجتماع مبعوثي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الذي انعقد في شنغهاي أمس في التوصل الى قرار بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني · تحدث نجاد للمرة الأولى عن أسباب مشاكل حكومته وإخفاق برنامجها الاقتصادي خلال خطاب ألقاه أمام حشد جماهيري في مدينة ''قُم'' وسط إيران، مشيراً بالأخص إلى وجود شبكات كبرى للفساد في ايران لها نفوذ قوي في المؤسسات الحكومية وقادرة على ممارسة الضغوط السياسية· وقال: ''سنقطع هذه السنة، بعون الله ومساعدتكم، ايادي اولئك الذين يتلاعبون بأموال الدولة· لقد تسللت تلك الشبكات القوية الى مراكز القرار والتشريع لتطبق إرادتها· انه عمل طويل الامد ولابد من قطع تلك الايادي واحدة واحدة وتغيير القوانين لكن ثمة مقاومة عنيفة''· وتابع ''إن الأشياء التي أطلعنا عليها من خلال التجربة كانت ثقيلة جداً ولم نتصور يوماً انها موجودة في بلادنا واننا سنواصل طريق التطور والعدالة وسنقف بوجه اولئك الذين يعبثون ببيت المال وأصحاب الجيوب المملوءة· هناك مجموعة من الناس تعتقد بأن المناصب والمزايا خاصة بها ولذلك فهي ترى في تطبيق العدالة خسارة لها لذلك وقفت امام مشروعنا غير أننا تمكنا من السيطرة على الأمور في هذا الجانب· وهناك شبكات كبرى من الفساد بحيث لها النفوذ والسيطرة في البلد ولها القدرة للضغط على المؤسسات في النظام من أجل إصدار قانون خاص لها كي تستمر في الحياة والحركة''· وأكد نجاد أن حكومته ''ستقف حتى آخر نفس في مقاومة الفساد وتلك الشبكات التي يتصور مسؤولوها أن ممارسة الضغوط الدولية على إيران ستسمح لهم بالحركة لتحقيق مآربهم الخبيثة''· وقال إن ''هدفهم واضح، البعض في الداخل يظنون انهم سيواكبون الأعداء والضغوط الاقتصادية والتهديدات للاطاحة بالحكومة وقد أكدوا خلال اجتماع سري انهم يسيطرون على موارد البلاد المالية والنفطية وبذلك سيطيحون بالحكومة''· وفي الشأن الدولي، شكك نجاد للمرة الثالثة خلال 8 أيام في الطابع الإرهابي لاعتداءات 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن واتهم الولايات المتحدة والدول الغربية بتدبير أحداث مسبقاً لاتخاذها ذرائع لمهاجمة دول أخرى وقال ''منذ أربع أو خمس سنوات وقع حدث مُريب في نيويورك· انهار مبنى وقالوا إن ثلاثة آلاف شخص قتلوا· لم ينشروا الاسماء أبداً لكنهم بهذه الحجة هاجموا افغانستان والعراق وقتل منذ ذلك الحين مليون شخص في العراق وأدى هجومهم على أفغانستان إلى مقتل ونزوح عشرات الآلاف من الأشخاص''· وأكد نجاد استعداد بلاده للتفاوض بشأن قضية برنامجها النووي وقضايا أخرى شريطة الا تنتهك المحادثات حقوقها في إنتاج الطاقة النووية· وقال ''إن الأمة الإيرانية تسعى إلى محادثات والتفاوض في إطار منطقي وعادل وبما يتماشى مع الحقوق الأساسية للأمم ولن تتراجع عن حقوقها قيد أنملة''· وانتهى في مدينة شنغهاي الصينية أمس اجتماع مبعوثي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني دون التوصل إلى قرار· وقال مساعد وزير الخارجية الصيني للصحفيين هي يافي ''يمكننا القول إننا اتفقنا على الفحوى الرئيسية لخطة بدء مفاوضات ولكن لم نحل كل المشاكل''· وأضاف أن المبعوثين سيطلعون حكومات دولهم على نتائج الاجتماع ويستأنفون المناقشات فيما بينهم لاحقاً· وفي واشنطن، رأى رئيس أركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن أن ايران ستكون بالتأكيد التحدي الأول أمام الولايات المتحدة في السنوات الخمس المقبلة· وقال خلال ندوة في ''مركز هيريتج فونديشن للتفكير'' مساء أمس الأول ''إن إيران في قلب منطقة تشهد عدداً كبيراً من الاضطرابات وعدم الاستقرار، لذلك اتوقع ان تبقى في مقدمة الصورة ووسطها لفترة ما بين ثلاث وخمس سنوات على الأقل''· وشدد على ضرورة ''بقاء كل الخيارات مطروحة'' لمواجهة ذلك·