الخرطوم (الاتحاد) - شيع الشعب السوداني أمس، في جنازة مهيبة، فنان السودان وأفريقيا الأول، محمد عثمان وردي، الذي توفي بأحد مستشفيات الخرطوم الليلة قبل الماضية، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعتبر الراحل من كبار الفنانين السودانيين، ومن الرواد الذين اختطوا لنفسهم نهجاً خاصاً، وحظي بشعبية كبيرة في السودان والدول الأفريقية، ولقب بفنان أفريقيا الأول، ومنح الدكتوراه الفخرية من أعرق جامعات السودان (جامعة الخرطوم).
وتقدّم الرئيس السوداني عمر البشير الآلاف الذين شيعوا الفنان الراحل، وأصدرت الرئاسة السودانية بياناً احتسبت فيه وردي هرم الأغنية السودانية، وعددت إسهاماته الوطنية ومشاركاته الواسعة في كل المناسبات الوطنية.
والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية، واشتهر بالغناء للوطن من خلال أكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها “الأكتوبريات” وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية، وقد واجه بسببها الكثير من المتاعب، من اعتقال وملاحقة في جميع العهود العسكرية بالسودان، فضلاً عن أكثر من 300 أغنية عاطفية. كما اشتهر وردي بمواقفه السياسية ونشاطه في أوساط القوى التقدمية، حيث اعتقلته حكومة جعفر نميري في سبعينيات القرن الماضي، ما دعاه للهجرة لسنوات طوال، وعاد بعد ثورة أبريل 1986 التي أطاحت بنظام مايو، وخرج أيضاً من السودان بعد انقلاب الإنقاذ العسكري (النظام الحالي) ليعود بعد 13 عاماً قضاها في المنفى الاختياري.
وكان الراحل قد أصيب بالتهاب حاد في العاشر من فبراير الجاري، وخضع لرقابة طبية مكثفة، وعانى قبل سنوات من مرض الفشل الكلوي، قبل أن ينجح في التغلب عليه بزراعة كلية تبرع بها أحد معجبيه من السودانيين. واحتفل وردي عام 2010 بيوبيله الذهبي في الغناء، الذي أتحف خلاله المستمع بروائعه التي عشقها معجبوه وألحانه التي خلدت في وجدان المجتمع السوداني.
تميز الفنان الراحل بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور، كما عرف عنه أداؤه الأغاني باللغتين النوبية والعربية، ويعتبره الكثير من الناس مطرب أفريقيا الأول لشعبيته غير المسبوقة بمنطقة القرن الأفريقي وإثيوبيا وغرب أفريقيا.
عدد اليوم
