الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المجتمعات الخليجية تنبذ الأحزاب التي تخترق ثوابت الوطن للوصول إلى الحكم وإقصاء المكونات الأخرى

المجتمعات الخليجية تنبذ الأحزاب التي تخترق ثوابت الوطن للوصول إلى الحكم وإقصاء المكونات الأخرى
19 فبراير 2013 00:06
دبي (الاتحاد) - أكد المشاركون في الندوة السياسية “الآثار السلبية للممارسات الحزبية، وأثرها على دول الخليج”، التي عقدت مساء أول أمس، خلال الملتقى الإعلامي الكويتي الإماراتي، أن واقع المجتمعات الخليجية “ليس أرضية خصبة لتشرب الجانب السياسي والحزبي الذي يخترق ثوابت الوطن للوصول إلى الحكم وإقصاء المكونات الأخرى”. وقالوا خلال الندوة: “إنه لا مستقبل للأحزاب السياسية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أثبتت التجربة الحزبية في هذه الدول فشلاً كبيراً”. وشارك في الندوة، التي أدارها الكاتب الصحفي الدكتور سالم حميد، كل من الكاتب الصحفي مشعل النامي، ونواف الفزيع عضو مجلس الأمة الكويتي، والدكتور عبدالله العوضي الكاتب الصحفي بجريدة الاتحاد. ونظمت الملتقى، الذي اختتم أمس، جمعية الصحفيين بالدولة تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وذلك بالتعاون مع جمعية الصحفيين الكويتية ونادي دبي للصحافة بفندق ذا اتش دبي، وذلك بمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين وعيد التحرير الثاني والعشرين لدولة الكويت الشقيقة. وفي بداية الندوة، تطرق الدكتور سالم حميد إلى تعريف الأحزاب والمنظمات التي تشكلت في دول الخليج، مشيراً إلى أن الأحزاب والتنظيمات التي تشكلت كانت تعمل على تأجيج الخلافات المذهبية. بدوره، قال مشعل النامي، إن من أبجديات ما نتعلمه في الحياة أن الاتحاد قوة، وأن الغرب حرص على تفتيت مجتمعاتنا، ففي الوقت الذي وحدت فيه الدولة الإسلامية عمل العرب، جاء الغرب على تقسيمنا عبر “سايكس بيكو”، وإن العرب يمارسون قوتهم على بعضهم بعضاً، وأول من طرح الأفكار الحزبية في الدول العربية هم «المستغربون»، وهم من يميلون إلى الأفكار الغربية، لافتاً إلى أن أكثر المطالبين حالياً بالأحزاب هم “المتمصلحون” من التخريب وأبرزهم الإخوان المسلمون. ولفت إلى أن الإخوان المسلمين يريدون الوصول إلى الحكم، وإذا وصلوا إليه لا يطبقون الإسلام، على الرغم من أن شعارهم هو “الحل في الإسلام”. التجربة الحزبية من جانبه، قال نواف الفزيع، إن عيد التحرير لدولة الكويت يؤكد لحمة دول الخليج، وأي تهديد لدولة من هذه الدول هو تهديد لبقية الدول، لافتاً إلى أن التجربة الحزبية في دول الخليج فشلت بشكل كبير، وفي الفترة السابقة طالعتنا جماعة الحزب الخليجي في الكويت والإمارات والسعودية، وسعت لإصدار بيانات تؤكد تدخلها في المجتمع الخليجي. وأشار الفزيع إلى أن أغلبية الشعب الكويت ليس لها علاقة بالأحزاب وحتى حزب الإخوان المسلمين عدد المنتمين إليه قلة، لكن العملية مرتبطة بتكتيكات وإيحاءات سياسية للإيحاء بوجود أعداد كبيرة، والحقيقة غير ذلك. ولفت الفزيع إلى خطورة ظهور أحزاب مجهولة الهوية تريد فرض توجهاتها، حيث تعتقد مثل هذه الأحزاب أن المجتمع الخليجي مباح للتدخل. واستعرض الفزيع أسباب فشل التجربة الحزبية في الخليج، وفشل التيارات السياسية على مستوى التعاطي على مستوى البرلمان، حيث أصبح هناك تكريس للطائفية والفئوية على حساب القوى المستقلة، وبالتالي حرمان البرلمان من العمل السياسي للأغلبية، وأن هذه الأحزاب لم تستطع محاكاة المجتمع الغربي في التحول الديمقراطي، وبالتالي فشلت هذه التجربة؛ لأنها محاولة للوصاية، وهناك بعض القوة الإقليمية المجاورة تسعى إلى بعض الفصائل في دول الخليج؛ لأنها تمتلك ثروات مغرية لهذه القوى. تنظيمات وتجمعات وقال الدكتور عبدالله العوضي: لا أعتقد أن بيئة الخليج أفرزت نوعاً من الأحزاب، بل ما يقال في الكويت وغيرها من دول الخليج عبارة عن تنظيمات وتجمعات وليست أحزاباً. واستشهد بمقولة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: “إن أبناء دولة الإمارات رجال نرحب بالاستماع إلى رأيهم، ونسعى إليهم دائماً، ونحملهم المسؤولية الصغيرة والكبيرة؛ لأننا كلنا جنود لهذا الوطن، والذي لا يعد نفسه جندياً لأجل الوطن ليس منا”. وقال إن الإمارات تتعامل مع الشعوب بمنطق الإنسانية، وليس الحزبية التي لم تكن من منبت الوطن العربي، بل جاءت الأحزاب من الخارج. ومعظم الأحزاب التي حكمت في الوطن العربي جيرت الدول وثرواتها لمصلحة الحزب وأشخاص، ولا يوجد اليوم حزب في الوطن العربي لديه مشاريع تنموية، مبيناً خصوصية منطقة الخليج، وأن الإمارات وطن آمن، وليست حقل تجارب لأي تنظيم سياسي مهما كانت صفته إسلامياً كان أو قومياً أو ليبرالياً أو اشتراكياً سرياً كان أو علنياً، والأخطر من كل ذلك إذا كان تابعاً لأجندات تتقاطع وتتصادم مع مصالح الوطن العليا. وقال إن ميزة الإمارات الفريدة أنها لم تعش يوماً في جلباب فكر متأزم ولا تيار فكري متطرف ولا أصولية متشددة، وهي منفتحة على كل الفروقات البشرية وتنأى بنفسها عن الوقوع فيما تعانيه المجتمعات من صراعات طائفية، وصلت إلى حد الحروب الأهلية مع فسيفساء الوطن الواحد. الندوة الاقتصادية وناقش الملتقى في ندوته الاقتصادية “أشكال التعاون والتبادل بين دول الخليج لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة”، التي أدارها منصور العجمي المنسق العام للملتقى، وتحدث فيها كل من رائد برقاوي مدير تحرير جريدة الخليج، ود. محمد العسومي مستشار اقتصادي، عن مستوى التعاون والتنسيق الخليجي الاقتصادي. وقال رائد برقاوي إنه لم يصل إلى مستوى تطلعات شعوب المنطقة. فقد مرت على الشعوب منذ الثمانينات قلاقل وحروب أعاقت الكثير من هذا التعاون الذي نسعى إليه، منذ الغزو العراقي للكويت والغزو الأميركي للعراق، كان الهم السياسي والأمني هو الطاغي على هذه العلاقة، ولكن كل دولة بحثت عن رفع مستوى الاقتصاد الخاص بها، وعندما نتحدث عن الاقتصاد نتحدث عن التخطيط؛ نظراً لوجود صناعات ومشاريع متشابهة أثرت سلباً على دول أخرى، على سبيل المثال الإسمنت في دول التعاون، كانت صناعته تسببت في ضرر كبير لبعض دول مجلس التعاون. من جانبه، طرح الدكتور محمد العسومي المستشار الاقتصادي سؤالين حول: هل حققت دول المجلس إنجازاً في التقدم الاقتصادي: الإجابة نعم، والسؤال الثاني: هل يرقى هذا التقدم إلى تلبية طموحات شعوب المجلس؟ والجواب: لا، وضرب أمثلة على التعاون الخليجي الناجح مثل القطار الخليجي والربط الكهربائي، ومزاولة المهنة في أي مهنة من مواطني دول الخليج، ما سيساعد في تلبية الزيادة التجارية والتعاونية بين دول التعاون بالربط الخليجي للقطار. وأكد ضرورة تفعيل عمل الاتحاد الجمركي بين دول المجلس، فهذا المشروع لم يفعل حتى الآن؛ لأن هناك بعض المعوقات التي تقف أمامه، منها المعوقات التنفيذية، وان القرارات التي اتخذت في الماضي لم تطبق حتى الآن، والقرارات التي تتخذ بناء على رؤية بعض رجال الأعمال يجب أن تدرس بشكل أكبر، حتى نجد الأبعاد الحقيقية لها لإيجاد سوق خليجي مشترك. تكريم الجهات المنظمة قام محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية ومنى بوسمرة أمين السر العام لجمعية الصحفيين، وفيصل القناعي أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية، ومنصور العجمي المنسق العام للملتقى، بتكريم الجهات التي نظمت الملتقى وشاركت فيه، وهي المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ونادي دبي للصحافة، وجمعية الصحفيين الإماراتية، وجمعية الصحفيين الكويتية، وجمعية الصحفيين البحرينية، وجمعية الصحفيين العمانية، وهيئة الصحفيين السعودية، ووكالة الأنباء الكويتية، وتلفزيون الوطن، وتلفزيون دولة الكويت، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمانة العامة للأوقاف، وجامعة الكويت، وديوان الخدمة المدنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©