الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأميركية تبحث عن النمو والأرباح في السوق المحلية

الشركات الأميركية تبحث عن النمو والأرباح في السوق المحلية
20 فبراير 2012
تبنت الشركات الأميركية توجهاً جديداً للتوسع في الأسواق المحلية، نتيجة لبطء النمو ولارتفاع التكاليف في الأسواق العالمية، وفي وقت يتراجع فيه النمو في الصين ويتدهور الاقتصاد بـ”منطقة اليورو”، تعمل الشركات على زيادة سعتها الإنتاجية في أميركا وعلى تغيير المعدات القديمة وإعادة الإنتاج من البلدان ذات التكاليف المنخفضة، في إشارة إلى سعي الشركات الأميركية تولي دور أكبر في عملية التعافي الاقتصادي. وتميز نمو العائدات بالبطء في الربع الأخير من العام الماضي، مع بوادر تشير إلى تراجع الأرباح. وحث ذلك شركات مثل “كوكاكولا” و”إميرسون للكهرباء”، على كشف النقاب عن عمليات خفض التكاليف. لكن وبعد فرض قيود شديدة على التكاليف في السنوات القليلة الماضية، عمدت العديد من الشركات إلى زيادة سعتها الإنتاجية لمقابلة الزيادة في الطلب. وتخطط “يونيتد رينتالز” أكبر شركة لإيجار المعدات في العالم، إلى زياد إنفاق رأس المال بنحو الثلث إلى مليار دولار خلال العام الحالي، في وقت اتجهت فيه المزيد من شركات الصناعة والإنشاءات إلى الإيجار بدلاً عن شراء معدات مثل الرافعات الشوكية وآليات التحميل. وتسعى “كومينز” العاملة في مجال صناعة محركات الشاحنات، على زيادة إنفاق رأس المال بأكثر من الضعف مقارنة بالعامين الماضيين. وتخطط مجموعة شركات “كارلايل” المتخصصة في صناعة المواد العازلة والإطارات ومعدات المطاعم، لفتح مصنعين في أميركا وإعادة إنتاج الإطارات من الصين إلى أميركا. ومن المتوقع أن تقوم شركة “يونيون باسيفيك” بشراء المزيد من السيارات بإنفاق حتى 400 مليون دولار هذا العام. وعمل قطاع السيارات الأميركي هذا العام على إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، وإضافة نوبات العمل وزيادة الإنتاج في المصانع المختلفة، على ضوء الانتعاش الذي يسود مبيعات السيارات والشاحنات. وتأمل بعض شركات صناعة السيارات في جعل أميركا قاعدة لها لتصدير السيارات وقطع الغيار إلى أميركا اللاتينية وآسيا. وزادت الشركات الأميركية من استثماراتها خلال شهر ديسمبر الماضي. ووفقاً لوزارة التجارة الأميركية، بدأت الطلبيات الجديدة للسلع غير الدفاعية باستثناء الطائرات، في الارتفاع منذ نوفمبر، ليضع ذلك حداً لعملية التراجع التي استمرت لمدة شهرين، مما يؤكد عودة الثقة للعمليات التجارية. وارتفعت صادرات الشركات 9% مقارنة بالسنة الماضية. ويقول جوزيف لافورنا، كبير الاقتصاديين الأميركيين في “دويتشه بنك”: “لجأت الشركات إلى تكديس الأموال وتأجيل الكثير من صفقات الشراء. ومن المتوقع زيادة إنفاق رأس المال خلال العام الحالي بنحو 10%. ومن المعروف أن إنفاق رأس المال مرتبط بقوة بالوظائف”. وهناك بوادر تشير إلى احتمال زيادة معدل الوظائف في ظل توسع الشركات. وشهد شهر يناير أعلى معدل توظيف منذ أبريل الماضي مع انخفاض نسبة البطالة للشهر الخامس على التوالي. وعلاوة على ذلك، بدأت أسواق الإنشاءات في العودة إلى الانتعاش مما صب في مصلحة بعض الشركات مثل “كاتربيلر”. وحققت الشركة التي تتخذ من مدينة بيوريا بولاية ألينوي مقراً لها، نمواً قدره 31% في عمليات الإنشاءات في أميركا الشمالية. وعززت مؤخراً شركة “فورشن براندز هوم آند سكيورتي” التي تتضمن منتجاتها الأقفال الرئيسية وبعض المعدات المنزلية، من إنفاقها على رأس المال بنحو 80 مليون دولار في خططها للعام الحالي. ولا تعني حالة الانتعاش التي تعيشها الشركة زيادة كبيرة في الوظائف، حيث تركز معظم إنفاقها على المعدات التي تساعد على تحسين كفاءة الإنتاج. ومن بين الشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” للأسهم البالغ عددها 301، جاءت أرباح 28% دون توقعات المحللين. كما ارتفعت أرباحها في الربع الأخير بمتوسط قدره 8?9% مقارنة بالسنة الماضية، بينما ارتفعت العائدات 8?3%. وفي حين استطاعت الشركات مقاومة الآثار الناجمة عن التدهور الاقتصادي في دول أوروبا، قلل البطء الذي يلازم الاقتصاد الصيني من أرباحها. وأعلنت “يونايتد تكنولوجيز”، عن تراجع مبيعات فرعها “أوتيس للمصاعد” بالصين في الربع الأخير من السنة الماضية، مقارنة بالمبيعات الكبيرة التي حققها خلال الربع الثالث. كما تتوقع شركة “3 أم” التي تنتج أكثر من 55 ألف سلعة، نمواً أقل من العادي في النصف الأول من العام الحالي، بعد تراجع المبيعات بشكل كبير في نهاية السنة الماضية. وعلى الرغم من حالة البطء التي يعيشها الاقتصاد الصيني، إلا أن الشركات لا تزال ترى فرصة لزيادة نموها في الخارج، مما يعني أن إنفاق رأس المال لن يكن بأكمله في أميركا. وذكرت “كاتربيلر” مثلاً أن 60% من إنفاقها لهذا العام والبالغ نحو 4 مليارات دولار سيكون في أميركا، وذلك من خلال توسعة مرافقها الحالية. كما من المتوقع أن تعزز “تينيكو” لقطع غيار السيارات، رأسمالها بنحو 15% من خلال توسعة رقعة نشاطها في الأسواق الناشئة. وتخطط “كارلايل” إلى توسعة مصنع لها في إيطاليا وبناء آخر جديد في الهند. لكن ونظراً لارتفاع الأجور وتكاليف الترحيل في الخارج ومواعيد الشحن من الصين، رأت الشركة أهمية تحويل مصنعها لصناعة الإطارات من الصين إلى ولاية تينيسي الأميركية. كما شجعها النمو المحلي القوي على فتح مصنعين جديدين في كل من سياتل وكينجستون في ولاية نيويورك. ويقول دييف روبرتس، مدير الشركة التنفيذي، “وجدنا أن التكلفة في أميركا لا تزيد على الصين، بيد أننا سنستمر في الإنتاج في الصين، لكن بفكرة أن يخصص الإنتاج الآسيوي لآسيا والأميركي لأميركا”. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©