إسرائيل تهدد بإعادة احتلال غزة والقضاء على حماس

هدد وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينيتس أمس بأن إسرائيل قد تضطر إلى إعادة الاستيلاء على قطاع غزة والقضاء على سلطة حركة “حماس” التي تسيطر على القطاع إذا لم يكن أمامها أي خيار آخر. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شتاينيتس قوله إنه “لا يمكن لإسرائيل أن تسلم بتسلح حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى”. جاء هذا التهديد رداً على العملية التي وقعت في خانيونس الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليين خلال اشتباك مسلح مع عناصر من المقاومة الفلسطينية. وقال الوزير للاذاعة العامة الإسرائيلية “عاجلاً أم آجلاً، سيكون علينا تصفية نظام حماس العسكري الموالي لإيران الذي يسيطر على قطاع غزة”. وأضاف: “لا أحدد جدولاً زمنياً، لكننا لن نتمكن من التغاضي عن مواصلة هذا النظام تعزيز نفسه عسكرياً وامتلاكه ترسانة من الصواريخ تهدد أراضينا”. وتابع: “لا يمكننا أن نقبل باستمرار تكدس صواريخ بعيدة المدى تستهدف صحراء النقب جنوب إسرائيل” في قطاع غزة. وقال من جهة أخرى رداً على صحفي سأله حول احتمال اجتياح الجيش الإسرائيلي مجدداً قطاع غزة “لن يكون لدينا من خيار”. ورداً على ذلك، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة “حماس” إن “هذه التصريحات تعكس النوايا الإجرامية لحكومة الاحتلال الصهيوني، وتؤكد استمرارها في ممارسة إرهاب الدولة الذي يستهدف الشعب الفلسطيني لارتكاب مزيد من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية”. وأوضح برهوم “هذا يتطلب ضرورة الإسراع في اتخاذ قرارات إقليمية ودولية حاسمة ضد حكومة الكيان الصهيوني وعزلها إقليمياً ودولياً والبدء الفوري في محاكمة قياداته كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية، والعمل على لجم هذا العدوان ووقف جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني”. كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النشطاء الفلسطينيين أمس من أن إسرائيل سترد على أي هجمات من قطاع غزة تستهدف الإسرائيليين. وصرح نتنياهو للصحفيين في مستهل الاجتماع الحكومي الأسبوعي “سياسة الرد الإسرائيلية حاسمة وحازمة. إنها توفر رداً حازماً على أي ضرر يلحق بمواطنينا وجنودنا. هذه السياسة معروفة وستستمر”. ومضى يقول إن حركة حماس وجماعات أخرى “يجب أن تعلم أنها مسؤولة عن تصرفاتها”. وكانت مصادر عسكرية في تل أبيب كشفت أن الجيش الإسرائيلي أجرى أكثر من مرة تدريبات عسكرية تستهدف إنجاز خطة حربية كبيرة تنتهي بإعادة احتلال قطاع غزة. إلى ذلك، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية أمس في أراضي بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة وقامت بتجريف الأراضي الزراعية وسط إطلاق النار. وقال شهود عبان إن عدداً من الجرافات والآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت صباحاً لمسافة تزيد عن 500 متر داخل الأراضي الفلسطينية في منطقة أبو طعيمه في بلدة عبسان وتقوم بعمليات تجريف للأراضي الزراعية في المنطقة يصاحبه إطلاق نار كثيف. ولم يبلغ الشهود أو مصادر طبية عن وقوع إصابات. وأوضح سكان أنهم رأوا الجرافات العسكرية تحفر خندقاً داخل الأراضي الفلسطينية بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن مجموعة نشطاء فلسطينيين نجت الليلة قبل الماضية من قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة. وذكرت المصادر أن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت بصاروخ مجموعة مسلحة قرب مستشفى “الوفاء” شمال قطاع غزة دون أن تصيب أفرادها. ولم تعرف على الفور الجهة التي تنتمي لها المجموعة المسلحة التي كانت على ما يبدو تعمل على إطلاق صاروخ محلي الصنع باتجاه إسرائيل. وأعلنت إسرائيل أمس فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية لمدة أسبوع. وقال متحدث عسكري للإذاعة الإسرائيلية العامة إن الطوق فرض اعتباراً من منتصف الليلة بمناسبة حلول عيد الفصح لدى الشعب اليهودي. وذكر المتحدث أنه لن تسمح قوات الأمن الإسرائيلية بدخول فلسطينيين إلى إسرائيل باستثناء الحالات الإنسانية وبإذن من مكاتب التنسيق والارتباط. وأوضح أنه من المتوقع أن يستمر الطوق حتى انتهاء أيام العيد الأسبوع المقبل. ودأبت إسرائيل على فرض طوق أمني على الأراضي الفلسطينية تحسباً لوقوع هجمات فلسطينية خلال فترات الاحتفال بالأعياد اليهودية.