''خلايا الوقود المنزلية'' ·· اسم جديد يخترق الأسواق العالمية بقوة؛ حيث أصبحت صناعتها وتطويرها في الشهور الأخيرة، ميداناً لتنافس كبير بين شركات عالمية متخصصة في حل مشاكل الطاقة والبيئة·
وكانت شركة ''ميتسوبيشي إلكتريك إنداستريال'' اليابانية التي تشتهر بالصناعات الإلكترونية، أطلقت قبل أيام النسخة الأحدث والأكثر تطوراً لخلية الوقود المنزلية، حيث حظيت نسختها بالكثير من اهتمام الصحافة والأوساط المدافعة عن البيئة·
ووُصفت خلية ميتسوبيشي بأنها الأكثر فعالية في توليد التيار الكهربائي المنزلي الذاتي وبطريقة نظيفة بنسبة 100% ومن دون إطلاق أي غازات ملوّثة، كما يمكنها العمل من دون توقف لمدة 40 ألف ساعة أو ما يعادل فترة 10 سنوات من التشغيل المستمر، وقالت مصادر الشركة بأن هذه الخلية سوف تدخل خط إنتاجها في شهر يونيو من العام الجاري ·2008
وتولد خلية الوقود التيار الكهربائي من تأين غازي الهيدروجين والأوكسيجين وتفاعل الأيونات الناتجة مع بعضها بعد ذلك، ولا ينتج عن هذه العملية المعقدة إلا بخار الماء؛ ويكون الهيدروجين المضغوط في أسطوانات هو الوقود الذي تستهلكه الخلية·
ويقول تقرير نشره الموقع العلمي الياباني ''بيسويكي دوت كوم'' إن خلايا الوقود المنزلية ستنتشر في محال بيع الأدوات والأجهزة الكهربائية إلى جانب الغسالات والبرادات والتلفزيونات مع بداية العام المقبل، ويأمل المدافعون عن البيئة أن تسهم هذه الخلايا في تخفيض الاعتماد على الطاقة الكهربائية المتولدة عن حرق الوقود الأحفوري في المحطات المركزية؛ وقد تصبح ذات يوم البديل العملي للأساليب الراهنة في تموين البيوت بالطاقة الكهربائية من المحطات المركزية·
وتبلغ أبعاد خلية الوقود التي أطلقتها ميتسوبيشي 80 في 100 في 60 سنتمتراً للارتفاع والعرض والعمق على الترتيب، ويتراوح سعرها بين 4 آلاف و5 آلاف دولار، ويتوقع الخبراء أن ينخفض هذا السعر بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة بعد أن ترتفع مبيعاتها إلى الحد الكافي لتعويض تكاليف البحث والتطوير·
ومن ميزات خلايا الوقود المنزلية أنها تنتج الماء الساخن إلى جانب التيار الكهربائي· وتنتج الحرارة من تفاعل أيونات الهيدروجين والأوكسيجين الذي يشبه الاحتراق البطيء غير الناشر للضوء· ويتم استخراج الوقود الهيدروجينس الذي تستهلكه الخلايا من الغاز الطبيعي وبعض المشتقات النفطية الأخرى·
ويذكر أن خلية الوقود هي ابتكار جديد كان الهدف منه أصلاً تموين السيارات بالطاقة النظيفة التي لا تصدر الغازات الضارة، وتوجد الآن العديد من السيارات المجهزة بهذه الخلايا، والتي عوّضت عن محرك الانفجار الداخلي إلا أن تطبيقاتها ما زالت عالية التكلفة مما جعلها ضعيفة القدرة على منافسة محركات الانفجار الداخلي أو المحركات الكهربائية التي تتلقى طاقتها من بطاريات مشحونة مثل ''بطاريات أيونات الليثيوم''·
وتكمن أهم فوائد خلايا الوقود المنزلية في جوانبها البيئية؛ فهي لا تنشر غاز ثاني أوكسيد الكربون ولا أكاسيد الآزوت التي تنبعث مع نواتج احتراق الوقود الأحفوري في العربات أو محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أنها تنطوي أيضاً على أخطار عدّة يقع في مقدمتها خطر تخزين غاز الهيدروجين في البيوت على نطاق واسع لأن تسرّبه واشتعاله بأوكسيجين الهواء يسبب عادة حرائق أو انفجارات تصعب السيطرة عليها·
وكانت دراسات أنجزها قسم البحوث في شركة ''طوكيو غاز'' اليابانية المتخصصة بتخزين وتوزيع الغاز الطبيعي، قد أشارت إلى أن خلايا الوقود المنزلية بإمكانها أن تؤمن حاجة كل البيوت من الماء الساخن الخاص بالتدفئة أو الاستحمام أو الطبخ؛ ولو انتشرت على نطاق واسع فإنها ستؤدي إلى توفير 20% من الاستهلاك العام للوقود·
عن موقع بيسويكي دوت كوم
عدد اليوم
