الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

7 تحديات تواجه الرياضيين في عام الهوية

7 تحديات تواجه الرياضيين في عام الهوية
17 ابريل 2008 23:57
كانت الرياضة الإماراتية بحاجة إلى ملتقى الهوية الوطنية لتطرح كافة مشاكلها بشفافية تامة من خلال جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' التي جاءت ثرية بالفعل، وما طرح فيها من أوراق عمل ، وما شهدته من مناقشات ومداولات يفوق حجم العمل ربما في موسم بأكمله، لأن الأمر كان أشبه بعملية'' تشريح'' للواقع الرياضي بكافة أركانه، وبينما كان رموز اركان المسيرة الرياضية على المنصة يدلون بدلوهم كان معالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع يتابع ويستفسر ويؤيد ويعارض، وفي القاعة نخبة من شباب الوطن ونسائه يتابعن بحرص فاق حرص الرياضيين أنفسهم على الحضور، وحرص القاعدة العريضة هو تأكيد على أن أصحاب المصلحة الفعليين كانوا بحاجة إلى أن يعرفوا الجديد وأن يشاركوا بدلا من الوقوف في موقف المتفرج، وكم من أطروحات امتدت من القاعة إلى المنصة لتجد التأييد الفوري، والسبب أنها نابعة عن تجربة وعن حاجة· شهدت الجلسة طرح هموم الواقع الرياضي بلا مواربة، وكان التناول جريئا وصارخا في بعض الأوقات، إيمانا بأن الملتقى الذي يناقش واحدة من أخطر القضايا لن يعرف أية خطوط حمراء أو خضراء سعيا إلى المصلحة وإلى إنارة دروب الحياة في شتى الميادين· ويمكن القول إن الملتقى قد شهد رؤية من قريب لواقع الرياضة الإماراتية، بعد أن طرحت أفكار لابد من وضعها موضع الدراسة والتنفيذ على كافة المستويات سواء ما يتعلق منها بترسيخ وتأصيل الهوية، أو ما يساهم في تحقيق الطفرة الرياضية التي نتطلع إلى وصولها لأعلى المستويات· وبالإمكان تلخيص التحديات التي يواجهها الواقع الرياضي في النقاط التالية: ؟ أولا -غياب التكامل بين الهيئات الشبابية، وهي قضية غاية في الأهمية وطرحها إبراهيم عبد الملك أمين عام اللجنة الأولمبية الأهلية وايضا أمين عام الهيئة العامة للشباب، وعندما يأتي هذا الطرح من مسؤول بهذا الحجم من المفترض أنه على قمة الهرم الرياضي، وما قاله يمثل موروثا للتجربة التي خاضها فإن القضية ايجب أن لا تمر مرور الكرام لأن التكامل من أبجديات العمل الرياضي، ومن أهم عوامل الإنجاز، معنى أن تعمل كل جهة في واد فهذا يعني تعطيل المسيرة الرياضية، ويعني أن ما يحتاج إلى شهور ونحن معا يحتاج إلى سنوات في ظل غياب التكامل· ومهمة استعادة أو تأكيد هذا التكامل هي مسؤولية مشتركة بين كافة الهيئات والأندية التي يجب على أحد أن يجمع عقدها لتسير المنظومة واحدة بلا شرود عن سرب التفوق· ؟ ثانيا - انخفاض نسبة مشاركة المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة في الفعاليات الرياضية، وقد كانت هذه الملاحظة من إبراهيم عبد الملك أيضا بمثابة مفاجأة لي وللحاضرين جميعا، خاصة على صعيد ذوي الاحتياجات الذين شهدت رياضاتهم طفرة تابعناها بسعادة، ولكن يبدو أن ما يحدث قليل قياسا بالمستهدف وبضرورة الوصول إلى كافة المنتمين لهذه الفئة الغالية، والمسؤولية هنا مثلما هي على ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم هي على الأندية أيضا التي يجب أن تتوسع في أنشطتهم وتدعوهم للمساهمة في الإنجاز· والأندية أيضا مطالبة بأن تستعيد دورها الثقافي والاجتماعي بعد أن تخلف هذان الدوران وأصبحا محل ملاحظة من حضور الملتقى الذين أشاروا إلى أن الوظيفة الثقافية للأندية أصبحت فقط مجرد شعار على اللافتة، أما النشاط الاجتماعي فلا وجود له بعد أن طغت الكرة على كل شيء وأصبحت عنوانا عريضا للأندية· أما بالنسبة لمشاركة المرأة فقد كان التأكيد على أنها مازالت ضعيفة ودون المأمول وأن المبادرات في هذا الشأن يمكن القول إنها شخصية أكثر منها مبادرات مخطط لها أو ضمن استراتيجيات طويلة وواقعيةأ وأن شيئا بسيطا قد يحول منجزات المرأة إلى سراب، وعلى حد تعبير بطلتنا في الرماية شمة المهيري: باختصار قد تتزوج المرأة ليصبح استمرارها غير ممكن· وحددت شمة التحديات التي تواجه رياضة المرأة في قلة الوعي، وعدم وجود أندية خاصة بالعنصر النسائي، ودور الإعلام، والزواج والحمل، وعدم إجادة اللغة الإنجليزية· وكان الحضور النسائي لافتا في الجلسة، وطالبت الحضور بضرورة تكوين اتحاد خاص لرياضة القوس والسهم بعد أن قمن بمبادرات خاصة في هذا الصدد، وأكد إبراهيم عبد الملك تفهم اللجنة الأولمبية ودعمها الكامل لهذه الفكرة وأن هناك مساعي مع أكثر من جهة لتكوين نواة لهذه الرياضة من أجل إشهار اتحاد لها قريبا· وأضاف أننا نمتلك مقومات النجاح في هذه الرياضة الأولمبية التي تتفق تماما مع عاداتنا، وأن اللجنة على استعداد كامل لتبني هذه الرياضة حتى تحقق المأمول منها· كما أكد إبراهيم عبد الملك أنه اعتبارا من الموسم القادم''2008/''2009 ستكون هناك بطولات ومسابقات نسائية منتظمة تلزم بها الأندية بغض النظر عن بعض اللعبات ليست فيها أنشطة نسائية، وجاء التأكيد على التوجه إلى تفعيل وجود المرأة في الساحة الرياضية من خلال قرار ''في الصميم'' أعلنه عبد الملك حين أشار إلى أن الأندية التي توجد بها رياضات نسائية مميزة سيكون لها صوتان في الانتخابات القادمة للاتحادات· ؟ ثالثا - ضعف مساندة القطاع الخاص، وهي أيضا مسألة كنا نظنها من الماضي قياسا بما نسمع عنه ونشاهده من أوجه الدعم والرعاية للعديد من الفعاليات، غير أن تأكيد أمين عام اللجنة الأولمبية كان مؤشرا على أن هذا الدعم قليل ويسير أحيانا في الاتجاه غير الصحيح بالابتعاد عن اللعبات الفردية والشهيدة· ؟ رابعا - نقص الكوادر الإدارية الفاعلة· ؟ خامسا - قلة عدد المنشآت الشبابية والرياضية وضعف المستوى الحالي مقارنة بالمعايير الدولية، وقد كان طرح عبد الملك لهذه النقطة بمثابة مفاجأة، فالإمارات التي تباهي بمنشآتها تفتقد إلى المنشآت الرياضية الكافية والموجود بها ضعيف قياسا بالمستويات العالمية، ولكن المكاشفة التي فرضها الملتقى وأصبحت عنوانا له جعلت من هذه النقطة إحدى إيجابيات الجلسة، لأننا يجب أن لا نجامل أو نجمل الواقع، وعلينا أن نتصدى لكل قضايانا بنفس جرأة التحديات التي نخوضها ونحقق فيها ونحقق فيها النجاح تلو الآخر· ؟ سادسا - وهم واقع الرياضة المدرسية، حيث أجمع المشاركون سواء من متحدثين أو متابعين أن الرياضة المدرسية تراجعت بشكل كبير وأنها بشكلها الحالي تمثل وهما إذا كنا سنعتمد عليها بهذه الصورة في المساهمة في النهضة التي ننشدها، وكان هناك إجماع على أن الواقع في هذا الصعيد ليس على مستوى الطموح إطلاقا وأنه لابد من تفعيل النشاط الرياضي المدرسي باعتبار أن المدارس هي القاعدة، وطالب إبراهيم عبد الملك بضرورة تصحيح وضع الهرم الرياضي المقلوب في الوقت الحاضر، وكشف عن اتفاقية شراكة مع وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد تهدف إلى بناء قاعدة رياضية سليمة، وأن هناك ثلاث لجان تعمل حاليا على صياغة تفاصيل هذه الشراكة· ؟ سابعا- هوس الكرة وتجاهل الألعاب الفردية، وهنا أيضا كان إجماع من الحضور، وعلى الرغم من الاعتراف بأن الكرة هي صاحبة الشعبية الأولى إلا أن عبد الملك أكد أن ذلك يعد قصر نظر من الأندية، وأكد أن اللجنة الأولمبية وهيئة الشباب سيوليان اهتماما كبيرا بالألعاب الفردية في المرحلة القادمة باعتبارها مناجم الذهب والبطولات· محمد بن سليم: نحتاج إلى مركز وطني للتفوق الرياضي أكد بطل الراليات محمد بن سليم أنه بإمكان الرياضة أن تلعب دوراً رئيسياً في المساعدة على تعزيز وصون الهوية الوطنية للشعب الإماراتي والارتقاء بها، مطالبا بتوحيد الجهود لصقل مواهب الرياضيين واحتواء الشباب الإماراتي في الفعاليات الرياضية· وقال: أنا على ثقة تامة بأن الرياضة تستطيع ان تلعب دوراً مهماً وكبيراً للتأكد من ان هويتنا الوطنية ستتطور من قبل الأجيال القادمة للشباب الإماراتي· أضاف: لا يمكننا أبداً القيام بما يفوق طاقتنا لتشجيع أبنائنا وترغيبهم بالرياضة· لقد ساعدت الرياضة في إبراز الإمارات على الخارطة كما تعد الرياضة من أهم الأسواق العالمية المربحة، ولها جمهور ومشجعون في كافة أنحاء العالم· وتمنى بن سليم أن يكون لدينا مركز وطني للتفوق الرياضي، وهو مكان يبرز مواهب شبابنا الرياضي شباباً وبناتاً ويصقل مهاراتهم· وأضاف: نستطيع القيام بالكثير لحماية هويتنا الوطنية عبر ممارسة الألعاب الرياضية·· إنه في متناول أيدينا ونحن مرآة لهويتنا الوطنية بتصرفاتنا عندما نفوز وعندما نخسر بالطريقة التي نحتفل بها بالطريقة التي نتقبل بها الهزيمة فكلها أمور تتحدث عنا كإماراتيين· شمة المهيري: الرياضة النسائية قطعت نصف خطوة كانت شمة المهيري بطلة الرماية خير ممثل للمرأة بعد أن أفاضت في شرح التحديات التي تواجه الرياضة النسائية، كما أن سردها لتجربتها الرياضية الخاصة كان له أثره في نفوس المتلقين الذين تجاوبوا مع صدقها وعفويتها· شمة أكدت لـ''الاتحاد'' أن الرياضة النسائية قطعت ''نصف خطوة'' نحو ما تريد وليس خطوة كاملة، وأنها لا زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم والرعاية لتصبح واقعا ملموسا وفاعلا في المسيرة الرياضية يمكن من خلاله إبراز الوجه الحضاري للدولة الذي يعطي بعدا وطنيا للهوية يكرس الشخصية الإماراتية في المجتمعات الخارجية عبرمشاركة المرأة وإبداعها في المحافل الدولية الرياضية· وضربت شمة المهيري مثلا بفريق الرماية الذي لا يرعاه سوى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية الذي يساند الفريق منذ تكوينه في عام 1995 ، بينما اختفت المؤسسات والشركات تماما عن مساندة هذا الفريق الذي يحقق نتائج ذات اتجاهين، فردية وجماعية· عبد الرحمن العويس: البعد الرياضي مهم في ترسيخ الهوية أكد معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تصريحات خاصة لـ''الاتحاد'' أن الملتقى بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وكافة رموز الدولة خلال الجلسات قد اكتسب أهمية قصوى وتحول إلى مهمة وطنية على الجميع أن يساهموا فيها وأن يشاركوا في تفعيل ما تسفر عنه من توصيات وحلول· أضاف أن البعد الرياضي أثبت أن له دورا كبيرا في ترسيخ مبدأ الهوية، وعلينا أن نولي هذا البعد ماله من أهمية، والاستفادة من كل الأطروحات والنقاشات، مشيرا إلى أن ما تم طرحه في جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' جاء ثريا وستوضع كل الآراء والتوصيات موضع الدراسة لتنفيذ ما يساهم في تحقيق الغاية المنشودة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©