الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هديب وعثمان حسن يقرآن قهر الإنسان ومعاناته

هديب وعثمان حسن يقرآن قهر الإنسان ومعاناته
21 مايو 2009 03:19
نظم بيت الشعر في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية للشاعرين جهاد هديب، وعثمان حسن، حيث تناوبا في إلقاء قصائدهما على الجمهور، وقدم الأمسية الإعلامي نواف يونس. ولكل من هذين الشاعرين تجربته الخاصة، فبينما صاغ هديب شعره وفق رؤية فلسفية ووجودية تركز على التكثيف الحاد لمعاناة الإنسان، يتفتح النص الشعري لدى عثمان حسن على مأساة هذا الإنسان وظروف القهر والمعاناة اليومية التي يعيشها. يكتب جهاد هديب في قصيدة بعنوان «الألم، أيضاً، يربي طيره»: الحزن لا تبلله بدمعك أرجوك بل دعه يأتي أجلسه إلى جوارك وبيدك اضغط يده البيضاء الطرية أو دلكها بزيت مقدس إن استطعت إنما على مهل سيكون كأنت كالفتى يوسف أبيض بعد الحلم وقبل الحكاية سيكون أخاً وشفوقاً وتصغي إليه لما يقول شيئاً يشبه تعويذة تجلب صمتاً من غربته وتطرد الخوف من الصور إلى الشقوق ثق. أما نعيم حسن فإنه يقرأ من قصيدة بعنوان «قصائد نهارية»: وأنت منتفض السكينة.. عرج على ليلى وشوشها عن الحب في يدك اليمنى وردة تتأبط اليسرى»هراوة» تركها الفرنج في المتحف! وكان طبيعياً أن تثير هذه الأمسية بعض النقاشات بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الشعر المنثور، لكن ما يسجل للشاعرين أنهما قدما أمسية مختلفة، كما يسجل لبيت الشعر أنه خصص أمسية كاملة لقصيدة النثر، التي تعتبر سيدة الساحة الشعرية في بعض البلدان فيما تلقى بعض المعارضة من أنصار الشعر الكلاسيكي أو التفعيلة في بلدان أخرى. لقد تمكن جهاد هديب ونعيم حسن من الوصول بالقصيدة إلى المتلقي من خلال دلالاتها الإيمائية والتعبيرية، دون الاستعانة برتابة الموسيقى الخليلية، أو التفعيلة التي تبدو مملة في بعض الأحيان، ذلك أن الشعر هو لسان عصره، وتعبير عن إحساس نابع من النص نفسه، وروعة الصور والتعبيرات التي لا تسلم القياد لأحد، وبقدر ما تتعدد الرؤى، وتتعدد النقائض والنقاشات والتحليلات في عالمه المضطرب بقدر ما يبدو غنياً، وهو ما حدث فعلاً في هذه الأمسية، التي لم يكن فيها أي أثر لوزن أو إيقاع، وهذا النوع من الكتابة يبقى بالنسبة للعديد من الشعراء طموحاً ليس له حدود.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©