الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر العيون: المياه البيضاء تتسبب في 60% من حالات العمى

مؤتمر العيون: المياه البيضاء تتسبب في 60% من حالات العمى
20 فبراير 2012
كشف خبراء طب العيون المشاركون في جلسات عمل المؤتمر الدولي للعيون 2012 الذي تستضيفه أبوظبي ويختتم أعماله اليوم أن مرض المياه البيضاء “الكتاراكت” مسؤول عن 23 مليون حالة عمى في العالم منهم 3 ملايين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، وأن المياه البيضاء تمثل 60% من حالات العمى في غالبية دول المنطقة. وواصل أمس الخبراء المشاركون في المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحذيراتهم من انعكاسات الإصابة بالسكري وتأثيراتها الخطيرة على العين ، حيث إن هناك أكثر من 3 ملايين مصاب بالعمى في المنطقة، بسبب تجاهل مرضى السكري مراجعة أطباء العيون، مؤكدين في الوقت نفسه أن ما يقرب من 80% من مشكلات البصر يمكن تفاديها أو الشفاء منها. ويختتم المؤتمر العالمي لطب العيون والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والمجلس الدولي لطب العيون بالشراكة مع المؤتمر الدولي لمجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون فعالياته اليوم في أبوظبي، حيث تم بحث واستعراض الجديد والأحدث في مجالات تقنيات طب وجراحة العيون وفروعها التخصصية بمشاركة ما يزيد عن 12 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم. وأعلن الدكتور صالح المصعبي رئيس اللجنة العلمية المحلية المساعد للمؤتمر رئيس قسم جراحة العيون بمدينة الشيخ خليفة الطبية أن فعاليات اليوم الرابع للمؤتمر ناقشت أكثر من 900 ورقة عمل وبحث على مدار 96 جلسة. وأشار الدكتور المصعبي إلى أن جلسات علمية أخرى استعرضت مرض المياه البيضاء “الكتاراكت” شارك فيها تسعة متحدثين وخبراء عالميين وترأسها البروفيسور لوشيانو بيليني من إيطاليا، حيث أكد أن “مرض الكتاراكت” مسؤول عن 23 مليون حالة عمى في العالم منها 3 ملايين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، مشيراً إلى أن العالم يحتاج سنوياً إلى إجراء 30 مليون عملية جراحية لمرضى المياه البيضاء يتم فعلياً إجراء 10 ملايين عملية منها فقط بما يؤكد أن العامل المادي يحول دون إجراء مثل هذه العمليات الضرورية للفقراء لينتهي بهم المطاف إلى العمى الكلي. اعتلال الشبكية السكرية كما ناقش المؤتمر التقدم الذي أحرزه الأطباء في علاج اعتلال الشبكية السكرية المرض الذي ما زال يمثل السبب الرئيس للعمى في كل من النوعين الأول والثاني من مرض السكري، حيث تزيد مخاطر الإصابة بالمرض كلما طالت مدة معاناة المريض من السكري، ويؤثر اعتلال الشبكية السكري على البصر من خلال التقليل الشديد لخلايا الدم التي تغذي الشبكية، ويعد تورم مركز إبصار الشبكية (DME) مرحلة متقدمة من الحالة تحدث عندما تبدأ خلايا الدم هذه في التسرب وهو ما يعرف بالتسرب البؤري. واستعرض بعضاً من هذه الوسائل الدكتور جاوتي جوهانسون من جامعة “أوميا” بالسويد، والذي تحدث أمام المؤتمر، مشيراً إلى أن هذه الطرق غير الجراحية تشمل “تطبيقات ستيرويد “ مثل كبسولات الدم التي يجري إدخالها إلى العين ونقاط العين في حجم جزيئات “مايكرو” و”نانو”. وتعد هذه التقنيات حديثة نسبياً ومن ثم لم يتم التأكد بعد من فعاليتها على المدى الطويل، ووفق حالة أوردها الدكتور جوهانسون فإن نقاط العين كان لها دور فعال في تحسين رؤية مريض واحد عندما تُستخدم على مدى أربعة أسابيع، ولكن عادت الحالة من جديد خلال الأسابيع الأربعة التالية لتوقّف العلاج، مشيراً أن الوقت سوف يثبت ما إذا كانت هذه العلاجات سوف تحل محل الخطوات الجراحية أم أنها ستبقى في صيغة العلاج التكميلي. ويحظى مرض اعتلال الشبكية السكري بأهمية كبرى في المنطقة، وذلك في ظل التقديرات التي تشير إلى أن نحو 22 مليوناً يعانون من مشاكل اعتلال البصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعتبر من بين أكثر مناطق العالم إصابة بالسكري “ثلاث دول خليجية تأتي من بين قائمة الدول الخمس الأعلى إصابة بالمرض في العالم”. من جانبه أوضح “سيباستيان وولف” من مستشفى جامعة “بيرن” السويسرية، خلال الجلسة أنه من المعروف أن انتشار السكري يختلف بشكل كبير بين المجموعات العرقية، لكنه أشار إلى عدم وجود بيانات موثوقة تحصي الإصابات بالمرض، وقال إن المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض تشمل الأميركيين من أصل إسباني والأميركيين الأفارقة، في حين تقل حالات الإصابة في المجموعات القوقازية، كما أن هناك تبايناً بين الجنسيات، ففي المملكة المتحدة والولايات المتحدة تبلغ نسبة المصابين بالمرض من 5-10% من السكان بينما تبلغ نسبة الإصابة في النرويج ضعف هذا الرقم. أضاف “وولف”: “ يرتبط انتشار المرض بطول “الامتداد الزمني” للحالة، ويؤدي التحكم في سكر الدم إلى خفض مخاطر الإصابة بـتورم مركز إبصار الشبكية (DME)، وتتصل بذلك أيضاً حالات ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية”. منصة مثالية لمكافحة العمى وقالت الدكتورة منال تريم، نائب رئيس المؤتمر العالمي لطب العيون 2012 إن دورة هذا العام من المؤتمر حققت نجاحاً هائلاً واستقطبت أهم خبراء طب العيون من مختلف أنحاء العالم وتناولت مجموعة واسعة من قضايا صحة العين، خاصة فيما يتعلق بحالات اعتلال البصر الناجم عن الإصابة بمرض السكري، مشيرة إلى أن المؤتمر يمثل منصة مثالية لمكافحة العمى. وأكدت أن المياه البيضاء “ الكتاركت “ أكثر أشكال العمى الذي يمكن علاجه شيوعاً في العالم، وقد خصص المؤتمر العالمي لطب العيون جلسات متعددة لمناقشة هذا التخصص. وأضافت أن المؤتمر الدولي لطب العيون أولى مرض السكري وما يسببه من اعتلالات في العيون اهتمام كبير بسبب الزيادة السريعة في معدلات الإصابة بمرض السكري، حيث تم تخصيص المؤتمر مجموعة من الجلسات لمناقشة هذه الحالة. ويعتبر اعتلال الشبكية السكري من مضاعفات مرض السكري ومن أعراضه عشى البصر والظلال حول مجال الرؤية والفقدان البطيء للبصر، وإذا لم يعالج قد يؤدي إلى العمى الكامل. وتم الاستناد خلال جلسات عمل المؤتمر على الإحصائيات التي جمعت في “مراكز الشريف لطب العيون “ من 10 آلاف مريض وتم تحليل بياناتهم، حيث وجد أن السيدات في سن العشرينيات أكثر اهتماماً وحرصاً من الذكور لتصحيح عيوب الإبصار بنسبة 60% مقابل 40% للذكور، فيما تساوت هذه النسبة لدى الجنسين في سن الثلاثينيات ، أما في سن الأربعين فقد زادت نسبة الرجال عن السيدات بواقع 60% مقابل 40% للسيدات. ولفتت الدكتورة بثينة محمد خليفة المشاركة بالمؤتمر واختصاصية جراحة العيون في جمهورية مصر العربية إلى أن مرض المياه البيضاء يعد من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر سواء في دول العالم المتقدمة والنامية علي حد سواء، حيث كان التحدي الأكبر لأطباء العيون هو ضمان نجاح تلك الجراحة وتفادي مضاعفاتها حيث اعتمدت جراحه استئصال وتفتيت المياه البيضاء “الكتاراكت” منذ وقت ليس بالقصير علي خطوات معينة يتم فيها استخدام الخبرة الجراحية والأجهزة التكنولوجية لتفتيت المياه البيضاء باستخدام الموجات فوق الصوتية “ الفاكو”. نتائج أكثر دقة وأضافت أنه مع تقدم التقنيات الحديثة لاستخدامات الليزر، خاصة في مجالات العيون بدا الاعتماد على أسلوب ما يسمى بـ “الفيمتو سكند ليرز” وتتم عن طريق إجراء فتحات باستخدام الليزر والذي يصاحب عملها مسح طبوغرافي للقرنية واختيار الموقع والعمق الجراحي المناسب فائق الدقة والفاعلية والأمان لضمان نجاح العملية إلي حد كبير وفي نفس الوقت التقليل من فرص حدوث المضاعفات الطبية، لافتة إلى تقنية حديثة في علاج المياه البيضاء ظهرت قبل عامين وتم تطبيقها في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، حيث تميزت تلك العملية بأن جهاز الكمبيوتر يقوم بأداء الجوانب الرئيسية من العملية بدقة متناهية وأظهرت نتائج هذه العمليات نجاحا كبيرا واعتمدت بصورة رسمية في عدد من الدول ومن المتوقع أن تدخل هذه التقنية قريباً إلى دول الخليج والشرق الأوسط. من جانبها أكدت الدكتورة فينست عوض اختصاصية جراحة العيون ومشاركة بالمؤتمر أن النوع الأول من مرض السكري “الذي يعتمد في علاجه علي الأنسولين” يعد الأشد خطورة على الشبكية حيث وجد أن اعتلالات الشبكية مع النوع الأول من مرض السكري تبدأ مبكراً عن النوع الثاني “ الذي لا يعتمد علي الأنسولين” ، مشيرة إلى أن شدة الاعتلالات تتفاوت - ساعدت التقنيات والأجهزة الحديثة في اكتشافها- ما بين اعتلالات بسيطة بالأوعية الدموية أو شديدة أو ارتشاح في مركز الإبصار أو نزيف بالشبكية أو بالجسم الزجاجي وحتى الانفصال الشبكي ويعتمد العلاج بالدرجة الأولى على تنظيم نسبة السكر بالدم بصورة دائمة مع الفحص الدوري الروتيني للشبكية سنوياً “حتى في حالة عدم وجود شكوى” . أما التدخلات الأخرى والتي تطورت كثيراً بالآونة الأخيرة فتكون في صورة الليزر لعلاج اعتلالات الأوعية الدموية أو حقن أدوية بالجسم الزجاجي وكلما كان التدخل مبكراً كانت النتائج أفضل وإمكانية الحفاظ على البصر أعلى. 70 مليون مصاب بـ«الجلوكوما» في العالم أبوظبي (الاتحاد) - قال الدكتور صالح المصعبي رئيس اللجنة العلمية المحلية المساعد للمؤتمر، رئيس قسم جراحة العيون بمدينة الشيخ خليفة الطبية إن الفعاليات العلمية للمؤتمر استعرضت أمس حوالي 900 ورقة عمل وبحث على مدار 96 جلسة علمية حول مختلف التخصصات الفرعية لطب وجراحة العيون، حيث تم التركيز على أمراض المياه الزرقاء “الجلوكوما” ، وعقدت الجمعية الأوروبية لعلاج الجلوكوما جلسة عمل بمشاركة عشرة خبراء، حيث أكدوا أن هناك ما يقارب 70 مليون شخص في العالم مصابون بمرض المياه الزرقاء، كما يعاني 7 ملايين شخص من العمى بسبب هذا المرض. وأكد الخبراء أن من بين أسباب ارتفاع أعداد المصابين بالعمي نتيجة الإصابة بهذا المرض أن نسبة 50% من هؤلاء المرضى لديهم أعراض وشكوى من ارتفاع ضغط العين والتي تستدعي زيارتهم للطبيب المختص وبناء عليه تشخيص المرض في حينه ومن ثم تقديم العلاج اللازم في حين أن الـ 50% الآخرين لا يشعرون بأي أعراض للمرض بحيث تستمر حالة العين في التدهور حتى تصل إلى العمى الكامل. وأكد الخبراء أن المعطيات الحالية تشير إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المصابين بالعمى في دول العالم نتيجة مرض المياه الزرقاء إلى حوالي 11 مليون مصاب في عام 2020 ما لم تقم الجهات المختصة ببذل جهود أكبر للتشخيص والعلاج. لوحات استعراضية وعروض فنية أبوظبي (الاتحاد) - فاجأ برنامج اليوم الثالث للمؤتمر العالمي لطب العيون 2012 المشاركين بعروض فنية جذابة ، حيث تم تقديم أداء استعراضي من قبل مجموعة من الفنانين المحترفين الذين قاموا بأداء عدد من اللوحات الفنية على نغمات تعكس بعض ثقافات الدول المشاركة في المؤتمر. ويعتبر المؤتمر الذي نجح في جذب أكثر من 12 ألف مشارك، أكبر مؤتمر يتم استضافته وتنظيمه في إمارة أبوظبي ، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 16 إلى 20 فبراير 2012.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©