الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المـدارس شريك في تعزيز مكانة القراءة لدى النشء

المـدارس شريك في تعزيز مكانة القراءة لدى النشء
30 مارس 2017 08:59
تَولّي المدارس المهام التعليمية والتربوية منذ المراحل العمرية المبكرة، يجعلها تلعب دوراً رئيساً في غرس ثقافة الاهتمام بالقراءة لدى الأجيال الجديدة وجعلها عادة ملازمة لهم، وبالتالي ترك آثار إيجابية على سلوكات الطلاب وأفكارهم واهتماماتهم، ويأخذ هذا الاهتمام أشكالاً مختلفة كالمسابقات القرائية والمبادرات والأنشطة التي تتم داخل جدران المدارس، غير أنها تجتمع على إعلاء قيمة القراءة في النفوس وجعلها أسلوب حياة. أحمد السعداوي (أبوظبي) القراءة أساس التعليم والمعرفة والثقافة، فهي تتيح للطلاب على اختلاف مستوياتهم الدراسية تنمية مهاراتهم وقدراتهم، وبالتالي يصبحون أكثر قدرة على فهم العالم والتواصل معه بسهولة ووعي. وقال حمد سالم المزروعي، مدير مدرسة المستقبل النموذجية بأبوظبي، إن المدارس تلعب دوراً كبيراً في تدعيم الاهتمام بالقراءة لدى الطلاب، إدراكاً منها لقيمتها على المستوى المهاري والتعليمي والسلوكي. أساليب ناجعة حول أساليب المدارس في تشجيع القراءة، قال إنه يتم من خلال المناهج التعليمية، وعمل أنشطة تشجع على القراءة مثل زيارة معارض الكتب والتعرف إلى ما بها من فعاليات تقدم بشكل جذاب يتناسب مع اتجاهات الأجيال الجديدة، فضلاً عن شراء كتب وقصص تحت إشراف المدرسين المتخصصين. وشدد على أهمية زيارة المكتبة المدرسية لما تضمه من كتب تلبي احتياجات الطلاب، لافتا إلى ضرورة تخصيص حصص لاصفية يتم التركيز فيها على القراءة، ومطالعة صحف ومجلات وكتب بشكل مفتوح ومناقشتها بين الطلاب، ما يعزز حبهم للقراءة. وأكد أن بعض المناهج ومنها اللغة العربية، يعطي تقييماً خاصاً ودرجات على مهارات الطلاب القرائية، تكون دافعاً مباشراً للإقبال على القراءة، وتدريجياً تصبح هواية محببة. وقال المزروعي إن اللوحات على الجدران المدارس لها أهميتها أيضاً في تحفيز الطلاب على القراءة، حيث تبين لهم فوائدها، لافتاً إلى المسابقات التحفيزية التي تقيمها الدولة ومنها جائزة «الجواز الثقافي»، التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية، وتهدف لتنمية مهارات القراءة عند الطفل، واستثمار وقت فراغه بتوثيق علاقته بالمكتبة. دور كبير وأكد المعلم أحمد شلبي (مدرس تربية إسلامية بإحدى مدارس أبوظبي) الدور الكبير الملقى على عاتق المؤسسات التعليمية في ترغيب القراءة للأطفال، عبر اتباع أساليب مبتكرة ومسابقات وعرض كتب وقصص مصورة على التلاميذ الصغار، حينها تنشأ علاقة متينة بينهم وبين عوالم القراءة الممتعة، متمنياً أن يرى قريباً الأجيال الجديدة، وقد عرفوا ثقافة إمساك الكتاب ومطالعته في أماكن الانتظار كالعيادات أو المطارات. ويوجه شلبي الطلاب في مقتبل أعمارهم إلى أن القراءة أساس نهضة أي أمة، وما يدعوهم للفخر أن نهضة العالم اليوم قامت على علوم ومعارف المسلمين وإنجازاتهم العلمية، الذين كتبوا في الفلسفة والرياضيات والكيمياء والطب والهندسة ومن أشهرهم ابن سينا، ابن رشد، الفارابي، وابن خلدون والخوارزمي، لافتاً إلى أنه «في عصرنا الحالي، نجد أن اليابان صارت في طليعة شعوب العالم بسبب إدمان القراءة حتى وصل عدد المكتبات قبل سنوات قليلة إلى أكثر من 3100 مكتبة عامة في أنحاء الدولة، ورغم تقدمهم العلمي اللافت، فإن أغلبهم لا يزال يفضل قراءة الكتب الورقية بدلاً من الكتب الإلكترونية». وأوضح «المبادرات التي أطلقت في الدولة تجاه القراءة، تجعلنا نسبق العالم في هذا المضمار، وهنا يظهر الدور الرئيس للمدارس في تفعيل هذه المبادرات، والأخذ بيد الطلاب وتشجيعهم على المشاركة بها بكل الوسائل، ومنها تشجيع النشء على اختيار ما يقرؤونه، وتخصيص حصص للمطالعة المفتوحة ومناقشة محتويات بعض الكتب بشكل جماعي بين الطلاب والمدرسين، وتحفيز الطلاب على اقتناء الكتب والمجلات وعمل مكتبات منزلية خاصة بهم، ومنحهم الهدايا التذكارية والدروع وشهادات التكريم، وهذه الأمور البسيطة تدخل السرور على نفوس الطلاب وتضمن لنا أجيالاً متفوقة علمياً، وعلى قدر عالٍ من الثقافة والوعي، وبالتالي يستطيعون الوصول بدولتهم إلى مكانة متقدمة». تجارب طلبة عن تجربتها، قالت الطالبة يارا عصام، الطالبة بالصف السادس، بإحدى مدارس أبوظبي، إنها تعشق القراءة بفضل الدعم المستمر من والديها، وحرصهما على إحضار القصص والكتب التي تناسب سنها، وزاد هذا التعلق بالكتب من خلال اندماجها في الأنشطة المدرسية المختلفة، مضيفة: «عملت متطوعة في مكتبة المدرسة، واستفدت كثيراً في كيفية تصنيف وفهرسة الكتب، والأهم معرفة أنواع مختلفة من الكتب في كل المجالات، ما أتاح لي اكتساب قدر أكبر من المعلومات العامة». وأضافت أن «محتويات المكتبة تساند المناهج المدرسية بما فيها من مراجع تمنح الطالب فرصة الاستفادة من وقت الفراغ وقضائه في المطالعة المفيدة». وعن تأثير المعلم في دعم حبه للقراءة، قال شادي منير، طالب في الصف الحادي العاشر، إنه أصبح متعلقاً بالقراءة منذ نحو عامين من خلال تجربة مع أحد المعلمين في المدرسة، كان واسع الاطلاع، ومتمكناً في مادة الفيزياء التي يدرسها، مضيفاً: «كان يقول لنا إن أهم أسباب النجاح في الحياة هو الإيمان بالله ثم العلم، والعلم لا يأتي إلا بالقراءة والطالب المتفوق عليه أن يخصص وقتاً للقراءة». وهو ما بدأ فيه بالفعل عبر قراءة بعض الروايات، ثم تدريجياً صار يعرف عن الكتب الإلكترونية ويقرأ بعضها على الشبكة العنكبوتية، ومع تعوده على هذا النمط الجديد في حياته اكتسب سلوكيات إيجابية أكثر وصار الوالد يناقشه فيما يقرأ، وأحياناً يشير عليه بقراءة كتب معينة. وأكد منير أن القراءة أوجدت علاقة متينة مع والده وفي الوقت نفسه، فتحت له أبواباً كثيرة من العلوم والمعارف، جعلته يشعر بمزيد من الثقة، خاصة حين يكون هناك موضوع للنقاش مع أصدقائه أو في محيط العائلة. أنشطة تحفيزية أكدت صفاء عادل حسين، أمينة المكتبة بمدرسة النهضة بأبوظبي، أن التشجيع على القراءة له مردوده الإيجابي على الطلاب سواء في الجانب الدراسي أو العملي، مشيرة إلى أن المكتبة المدرسية والعاملين عليها يلعبون دوراً رئيساً في هذا الخصوص، حيث يقومون بتنظيم أنشطة متنوعة ومسابقات تحفيزية، وعلى سبيل المثال هناك متطوعون من الطلبة، يتعرفون إلى طبيعة عمل المكتبة ومحتوياتها، وهذا يدعم حبهم للقراءة بشكل غير مباشر، وهناك مسابقة تحدي القراءة، التي تعتبر من أفضل الفعاليات التي يمكن أن تقوم بها أي مدرسة، وهي عبارة عن 50 كتاباً يقرؤها الطالب المشارك، ثم يقوم بتلخيصها على مدار العام الدراسي، وهناك تفاعل كبير بين الطلبة مع هذه المسابقة، ويصل عدد المشاركين بها من «النهضة» إلى 500 طالب من مختلف الصفوف الدراسية، وهو عدد كبير يكشف اهتمام الطلاب بتنمية هذه العادة لديهم، ولكنها تحتاج تشجيعا من أولياء الأمور في البيت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©