الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرشحون الأميركيون··· وعود في السياسة الخارجية

المرشحون الأميركيون··· وعود في السياسة الخارجية
10 يناير 2008 03:12
أيوا تحصد الذرة·· و''نيوهامبشاير تحصد الرؤساء'' هذا ما يقوله المثل السائر في الولاية الثانية المشهورة باسم ''الولاية الجرانيتية''، والذي يتعين الانتظار كي نرى ما إذا كان سيثبت صحته أم لا، وقد يتعين كذلك في خضم الإثارة التي يتسم بها السباق الرئاسي الانتخابي الحالي، التوقف عند واحد فقط من التحديات العاجلة التي سيواجهها الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، تحتوى من الناحية السياسية على القليل من الجوهر، والكثير من الغُثاء· باكستان، على سبيل المثال، تمتلك 75 سلاحا نوويا على الأقل، كما أنها دولة جارة لإيران وأفغانستان، وهو ما يعني أنها دولة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة جديرة بالمناقشة الجادة وليس فقط بالشعارات الرخيصة التي تُطلق دون ضابط· ربما نكون قــــد رأينا بأعيننا عاقبة الاستهتار السياسي في مجال السياسة الخارجية متمثلا في مشهد اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة ''بينظير بوتو'' في ديسمبر الماضي، والذي كان بسبب غلطة فظيعة ارتكبتها الولايات المتحدة، قام بها الحزبان الديمقراطي والجمهوري بتوصلهما سواء في الفرع التنفيذي أو التشريعي إلى شبه إجماع على السياســـة التي يتعين إتباعها في باكستان؛ وهي التكريس لعودة ''بوتو''، ومطالبة ''برويز مشرف'' في نفس الوقت بإتاحـــة الظروف التي تسمح بإجراء ''انتخابات حرة''· مع ذلك فإن ما بدا واضحا أمامنا، أن لا أحد في واشنطن قد شغل نفسه بالتفكير في تفاصيل هذه السياسة؛ على سبيل المثال لم يشغـــل أحد نفسه بالتفكير فيما إذا ما كانت بوتو قادرة بأي شكل من الأشكال على تنفيذ السياسات الموالية لأميركا التي تعهدت بها عندما كانت تختال في صالونات ''مانهاتن'' و''جورج تاون''· أيضـــا، لم يفكر أحد في الطريقة التي يمكن بها المحافظة على سلامتها بعـــد العـــودة إلى باكستان، والمحصلة بعد هذا بلد يقف دائما على حافــة الصــــراع الأهلي بل الحرب الأهليــة؟ في نفس الوقت نرى الساسة الذين يتصدرون السباق للترشح لمنصب الرئيس، يتشدقون بالحديث عن باكستان كما لو كانت الأحداث الأخيرة في ذلك البلد، تعني أن أميركا تستطيع أن تحقق ما تريده بسهولة ويسر؛ فخلال الحوار الذي أجرته قناة ''أيه· بي· سي· نيوز'' مع المرشحين الديمقراطيين ليلة السبت الماضي قال محافظ نيومكسيكو ''بيل ريتشاردسون'' إنه سيطلب من مشرف'' التنحي عن الحكــم'' مؤكـــدا قوله: ''نعم·· إن أميركـــا تمتلـــك القـــوة الدافعـــة التي تمكنها من تحقيق ذلك''؛ الســؤال الــذي يتبــادر إلـــى الذهـــن هنــا: كيف سيتمكن الرئيس ''ريتشاردسون'' مــن توظيــف هــذه القــوة الرافعــة في بلــد يعتز باستقلاله مثلمـــا نعتز نحـــن باستقلالنـــا، وصنعوا قنبلتهــم النوويـــة لأنهــم تعبــوا مــن تحكم الأجانــب في مصائرهم! ربما يعتقد السيد ''ريتشاردسون'' أن إصدار الأوامر للقــــادة الأجانب سوف يُكسبـــه أصواتــا فـي أميركـــا، بيـــد أنـــه يجـــب أن يعــرف أن الأميركيين قــد يفكـــرون في الدوامــــة التي سيجدون أنفسهم فيهــا كنتيجـــة للتبجح الذي يبديه المرشحون الرئاسيون في مجال السياسة الخارجية· ثانيا: على الجانب الجمهوري، نجد السيناتور ''جون ماكين'' عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونــــا، الذي قـــــال -في الحوار الذي أجرته معه محطة فوكس نيوز الإخبارية- إنه ''سيقبض على بن لادن''، وأنه يعرف جيدا ''كيف سيفعل ذلـك لا محالة'' دون أن يوضح الكيفية التي سيقبض عليه بها؛ لا شك أن ''ماكين'' سيحتاج إلى قوات وأسلحة كثيرة حتى يتمكــن من إنجاز مـــا وعـــد به، غير أن المشكلـــة في هـــذا السيـــاق أنه لا يدرك تماما الأثر السلبي الذي ستحدثه تصريحاته الواثقة، ولا الكيفيــــة التي سيستقبل الباكستانيون بها تلك التصريحات، التي لا تعني شيئا سوى أنهم عاجزون عن القبض على زعيم القاعــــدة الذي يختبئ في مناطقهــــم الحدودية المتاخمة لأفغانستان- كما يعتقد· الدليل على ذلك إن العنوان الرئيسي في جريدة ''داون'' الباكستانية الناطقة بالإنجليزية الصادرة يوم الاثنين الماضي، والذي جـــاء كرد فعــــل على تقارير سابقـــة بشـــأن خطـــط أميركيـــة عسكرية سريـــة في باكستان، جاء واضحـــا في دلالته على الاستياء، حيث كان على النحـــو التالي: ''إســـلام أبـــــاد تقــــول إن القــــوات المسلحة الأميركية غير مرحب بها في باكستان''· إن القبض على ''بن لادن'' -بصرف النظــــر عن المكــــان الــــذي يختبــئ فيـــه هدف مشروع للولايـــات المتحــدة، وكـــان كذلك خلال السنوات الست الماضية- لذلك، فإنــــه سيكــــون أمرا جيدا، مـــن باب التغيير على الأقــــل، أن نرى الآن نوعــــا من ''التركيز القيادي'' الحقيقي بشــــأن هذا الهدف؛ وعلى الرغم من أن أحدا لا ينكر أن ''ماكين'' رجل يتصف بالشجاعـــة والتصميـــم العنيـــد، إلا أننــا لا بد أن نسأل: ''هل سيتمكن الرئيس ''ماكين'' -أو أي رئيس مستقبلي لأميركا- من تعبئة أميركـــا تعبئــــة شاملــة لمواجهة محتملـــة مع باكستان، تضاف إلى التزاماتنــا القائمة وصراعاتنا الحالية؟ بشكل خاص، يجب أن يتساءل الأميركيون: هل قواتنا المسلحة كبيرة بما يكفي لإنجاز ذلك، وهل تقوم أجهزتهم الأمنية برصد دقيق للباكستانيين الموجودين داخــل الولايات المتحدة؟ لا يجب أن ينسوا أن يسألوا أنفسهم أيضا: كيــف تسير الأمور بالنسبة لموضوع الدفاع الصاروخي؟ كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©