علياء المهيري.. تقود طائرة عملاقة

هناء الحمادي (أبوظبي) تجد علياء المهيري، أصغر طيار مساعد في الدولة، نفسها فتاة عادية، نشأت في منزل إماراتي تقليدي. وتؤكد أن الدخول إلي عالم الطيران لم يكن مفروشا بالورد، بل تطلب ذلك الكثير من التدريبات حتى وصلت إلى قيادة أكبر طائرة ركاب في العالم. وعن تدريباتها، تقول «بدأت بقيادة طائرات صغيرة، وتدرجت وقطعت الكثير من المراحل التي لعبت دورا كبيرا في وصولي إلى قيادة أكبر طائرة تجارية في العالم». والمهيري نموذج مشرف لفتاة تعتمد على نفسها وتبحث عن النجاح، فقد درست الهندسة الكيميائية عند التحاقها بالجامعة، إلا أنها وجدت نفسها تختار طريقا مغايرا، فحلمها أن تحلق في السماء سيطر عليها لاسيما بعد أن قرأت إعلانا لطيران الإمارات يطلب فيه طيارين من الجنسين، فتقدمت بطلب للحصول على الفرصة. إلى ذلك، تقول «قليل من الدول تهتم بشعبها بهذه الطريقة، لذلك لم أكن أريد أن أفوت فرصتي، والحمد لله بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، ومساعدة الجميع في طيران الإمارات، تمكنت من تحقيق النجاح ووصلت إلى المكانة التي أحتلها حاليا، وأصبحت أصغر امرأة في الإمارات تقود طائرة من طراز إير باص A380 العملاقة». وحظيت المهيري بخوض تجربة مميزة بيوم مميز المرأة العالمي، حين قادت طائرة «إيرباص A380» أكبر طائرة ركاب في العالم، إلى جانب القبطان نيفين درويش في رحلة منتظمة من دبي إلى فيينا، ضمن جدول رحلات طيران الإمارات. ونشرت الصفحة الرسمية لطيران الإمارات عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فيديو للحظة إقلاع الطائرة بقيادة درويش ومساعدتها المهيري، حيث حظي مقطع الفيديو بأكثر من خمسة ملايين مشاهدة. وتلفت المهيري إلى أن أسرتها كانت الداعم الأول لها، رغم أنها اختارت مجالاً قد يجده البعض حكراً على الرجال. وتقول «ليس هناك الكثير من الإناث يدخلن هذا المجال من الإمارات، وقد كان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين قالوا إنه مجال غير مناسب للفتاة لأنه يتطلب الكثير من العمل، ولكني لم أنصت لهذا الكلام، بل كنت على ثقة من أن الله سيلهمني الاختيار الصحيح، وبالفعل سارت الأمور كلها بسلاسة». وتضيف «رغم مخاوف والدتي في بداية الأمر، حيث إنني ابنتها الصغرى، إلا أنها في الوقت ذاته ساندتني طوال الطريق، كما ساندني أيضا والدي الذي كان له دور بارز في تشجيعي واستمراري في التميز بمجالي حتى أنه قال لي: أنا والدك وأنا فخور بك وسعيد من أجلك، وليس هناك من سبب يجعلك تسمحين لأشخاص آخرين بمنعك من فعل ما تريدين القيام به». وعما اكتسبته من عملها، تقول «خلال رحلاتي الجوية تسنت لي الفرصة للتعرف على أشخاص جدد من جميع أنحاء العالم ومن ثقافات مختلفة، وتعلمت أشياء كثيرة، كما رأيت أماكن مختلفة من العالم»، مضيفة «عملي علمني الالتزام بالمواعيد والانضباط والمسؤولية». نصيحة ثمينة تنصح علياء المهيري الفتاة الإماراتية، ألا تتردد في العمل على تحقيق أحلامها وطموحاتها مهما كانت، وألا تدع الناس يقيمون أي حواجز أمام تحقيق أهدافها بالعمل في أي مهنة شريفة، سواء كانت طبيبة أو صحفية أو قائدة طائرة أو حتى رائدة فضاء، موضحة أن القيادة الرشيدة أعطت أبناء شعبها فرصاً كثيرة تؤهلهم ليصبحوا عناصر فعالة وناجحة في أي مجال.