المد الأحمر يمتد بطول كيلومتر في «قناة المصفح»

أظهرت النتائج الأولية لعينات أخذت من مياه الميناء في المصفح أمس ظهور المد الأحمر في منطقة قناة المصفح على امتداد كلم واحد، حسبما أفاد ثابت زهران آل عبدالسلام مدير قطاع التنوع البيولوجي البحري في الهيئة البيئة بأبوظبي، الذي أكد وجود المد الأحمر في منطقة محصورة. واستبعد آل عبدالسلام خروج المد الأحمر إلى مياه سواحل أبوظبي على اعتبار أن المياه التي وصلها المد الأحمر غير متجددة، مضيفا أن المنطقة لا وجود للصيادين فيها باعتبارها مغلقة نوعا ما ومنطقة صناعات. وكانت هيئة البيئة بأبوظبي بدأت أول من أمس بأخذ عينات من منطقة ميناء المصفح بعد أن بلغتها ملاحظات من طواقم إحدى شركات مجموعة أدنوك العاملة في المنطقة تفيد بتغير لون البحر في المنطقة والالتباس بوصول المد الأحمر إلى الميناء بالمصفح. وأوضح آل عبد السلام أن النتائج الأولية لغاية اللحظة لم تحدد نوع الطحالب الموجودة في المنطقة، وإن كانت من النوع السام، مشيرا إلى أن نوع الطحالب ومدى خطورتها ستحدد اليوم، إلا أن التصورات المبدئية تشير إلى ازدهار الطحالب في المنطقة. وأكد آل عبدالسلام أن الهيئة تتابع الموقف بدقة ونتائج التحاليل التي ستظهر اليوم ستحدد آليات التعامل مع الحالة ووضع حد لامتدادها. وكانت طالت ظاهرة المد الأحمر الشواطئ الشرقية من الدولة من ثلاثة أشهر تقريبا، الأمر الذي ترتب عليه إغلاق محطة التحلية في مدينة خورفكان عدة مرات، كما أثرت على شواطئ دبي الشهر الماضي والساحل الشرقي وخليج عمان منذ الصيف الماضي. وكإجراء احترازي، أكد آل عبدالسلام أن الهيئة حذرت الجهات العاملة في المنطقة من المجلس الأعلى للبترول والمناطق الصناعية والمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية بأخذ الحيطة والحذر وإبلاغهم بوجود المد الأحمر في المنطقة. وأكدت الهيئة أنها تأخذ عينات للفحص بشكل مستمر وتقوم بعمليات كشف مستمرة في منطقة الميناء بالمصفح. وكان مصدر مسؤول بشركة إسناد التي تعمل في مجال الدعم والمناولة من مقرها بمنطقة المصفح والتي يطل على سواحل أبوظبي الغربية، قال إن الشركة خاطبت الشركة الأم وهيئة البيئة بأبوظبي وبعض جهات الاختصاص بعد أن لاحظ طواقمها وجود تغير في لون البحر بعد ظهر أول من أمس، مع هيجان في حركة البحر حيث بلغت سرعة الرياح فيها نحو 18 عقدة. وأضاف المصدر أن الشركة قامت فعلا بالاتصال بالجهات المعنية لمتابعة تلك الحالة كما قامت الشركة بأخذ عينات من مياه البحر وإجراء الفحوصات اللازمة لها وتسليمها للجهات المختصة التي بدورها تحدد تلك الحالة. وعن تسجيل أي حالات من نفوق أسماك أو أي أحياء بحرية، أكد المصدر أنه لم تسجل أي من تلك الحالات، مشيرا إلى أن أعمال الشركة تسير على ما يرام دون توقف. والمد الأحمر ظاهرة تحدث نتيجة لوجود نباتات وعوالق صغيرة لا ترى إلا بالمجهر تعيش في البحر، وتصبح ضارة بوجود مواد مغذية تحولها إلى أنواع سامة، وهناك أنواع أخرى لا تفرغ المواد الصمغية منها ولا تؤثر على الثروة السمكية إلا بعد موتها حيث تقلل من نسبة الأوكسجين في البحر وهو ما يعرض الأسماك للموت، فيما قد يدخل بعضها في خياشيم الأسماك وبالتالي عدم التمكن من التنفس. وهناك أنواع دخيلة من النباتات والعوالق التي تسبب ظاهرة المد الأحمر اكتشفت مؤخرا في الفجيرة ودبي والتي أرجع وجودها إلى حركة الملاحة البحرية وحركة السفن. وتخلف ظاهرة المد الأحمر تأثيرات سلبية على محطات تحلية مياه البحر وعلى الثروة السمكية، حيث تؤدي إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك، فضلا عن تأثيراتها على أنشطة الصيد والصيادين وأنشطة السياحة والترفيه وغيرها من الأنشطة في المناطق البحرية.