الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فاتت جنبنا» .. قصة قصيرة لحليم

«فاتت جنبنا» .. قصة قصيرة لحليم
23 مارس 2017 21:07
القاهرة (الاتحاد) «فاتت جنبنا أنا وهو، وضحكت لنا أنا وهو، رديت وكمان رديت، وفضلت أرد لحد ما فاتت، ونسيت روحي وصحيت، أتاريها خدت الشمس وغابت» .. مقدمة واحدة من روائع الأغنيات التي شدا بها عبد الحليم حافظ، وهي الأغنية العاطفية الأولى التي غناها من ألحان محمد عبد الوهاب بعد أغنية «يا خلي القلب» في فيلم «أبي فوق الشجرة» عام 1969، وكان لقاء حليم مع الشاعر حسين السيد في «فاتت جنبنا» هو الأول منذ لقائهما في أغنيتي «حاجة غريبة»، و«جبار» في فيلم «معبودة الجماهير» عام 1967، كما أنهما لم يلتقيا بعدها في أي عمل، على الرغم من أنهما التقيا كثيراً قبلها، حيث كتب حسين السيد كلمات أغنيات فيلمي «دليلة»، و«بنات اليوم». وتتحدث قصة «فاتت جنبنا» التي غناها حليم في 30 يونيو 1974 في اليوم نفسه الذي غنّى فيه أغنية «أي دمعة حزن لا»، عن شخصين، أحدهما يمثل دوره حليم وهو الذي يقوم برواية القصة غناءً، وكلا الشخصين يعجبان بفتاة، وتختار الفتاة في النهاية أحد الشخصين، ويتضح في النهاية أنه الشخص الذي يمثله حليم. وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب تحدث عن الأغنية في لقاء تلفزيوني مطول، وقال: عبد الحليم كان رجلاً مغامراً حتى بصحته، وأذكر أنه في «فاتت جنبنا» وكانت من القطع الروائية ذات السيناريو الذي استغرق مني تفكيراً كثيراً، وأذكر أننا أثناء عمل البروفات لها أصيب حليم بجلطة في سمانة القدم، ومع ذلك أصر على العمل، وأن نحضر له كرسياً يتم فرده تحت ساقه، وأجرينا البروفات في منزله ليخرج من حالة المرض، لأنه كان يحب فنه ويقدره تقديراً كبيراً. أما الدكتورة حامدة حسين السيد ابنة الشاعر، فقالت في أحد اللقاءات التلفزيونية: إن قصة الأغنية في الأصل كانت تنتهي بإعجاب الفتاة بالشخصية الأخرى، أي ليست شخصية حليم، لكن عبد الوهاب أقنع حسين السيد بتغيير النهاية، وجعل شخصية حليم هي المنتصرة في النهاية، والأغنية عبارة عن قصة قصيرة جميلة تبدأ بمرور فتاة على حليم وصديقه الحميم، فانشغل بها حليم وأنسته نفسه إلى أن استفاق: أنا بفكر ليه، وباشغل روحي ليه، وتفطن إلى أنها ربما تبسمت لصديقه وليس له هو، وكثرت وساوسه، وقال كيف اعرف أنها تقصدني أنا ولماذا أنا وليس هو؟، وبدأ قلبه يغني لحن حب، وسمع كلمات لم تقل منها ولا كلمة، والتفت إلى زميله الذي نسيه وتساءل في السر: هل أحس بما أحسست، وانشغل مثلما انشغلت، وواصل حليم السير في الطريق المظلم، فرح يغلبه الضحك، مهموم يكفكف الدمع، ولم يستطع مغالبة دموعه، ولم يجد من يبث له شكواه فأعلنها صراحة: أنا حبيتها أيوه أنا حبيتها، وانتظر إلى أن جاء جوابها: أنا من الأول باضحكلك يا أسمراني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©