انخفاض الخسائر البشرية والمادية على الطرق في الإمارات 10% العام الماضي

أكد مدير عام الهيئة الوطنية للمواصلات الدكتور ناصر سيف المنصوري، أن الدولة تركز في طموحاتها وأهدافها للفترة المقبلة على رفع مستوى السلامة على الطرق بشكل يفوق الإجراءات التي تم اتخاذها لغاية الآن، والتي أثمرت عن خفض الخسائر البشرية والمادية بنسبة 10% في عام 2009 مقارنة بعام 2008 وعدم تفاقمها. جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر السلامة على الطرق في القارات الأربع، الذي انطلقت فعالياته أمس في فندق ياس بإمارة أبوظبي بمشاركة أكثر من 50 دولة و10 منظمات دولية، والذي تستضيفه الإمارات للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط لمدة 3 أيام. وبين المنصوري أن تنظيم هذا المؤتمر يتزامن مع بدء الخطوات التنفيذية لرؤية الإمارات 2021، المستمدة من تطلعات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والتي جاءت على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، راعي المؤتمر، حيث أولت الرؤية أكبر اهتمام لتعزيز مكانة الدولة عالمياً، تحت عنوان “نريد أن نكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021”، وركزت على سلامة المجتمع. ترسيخ الثقة وشدد المنصوري على أهمية تنظيم مؤتمر “سلامة الطرق” من قبل الهيئة الوطنية للمواصلات تنفيذاً لخطة الهيئة وأهدافها الاستراتيجية بتوجيهات معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للمواصلات رئيس المؤتمر، مشيراً إلى أن أهم أهداف الهيئة الاستراتيجية هو ترسيخ ثقة المجتمعات المحلية والدولية في مستويات السلامة المرورية في مياه وأراضي دولة الإمارات، خاصة وأن الموضوع الذي يناقشه المؤتمر يعد من أولويات الحكومات والمنظمات الدولية لما له من انعكاسات على أمنها الاجتماعي والاقتصادي. وذكر المنصوري أن عدد الوفيات من جراء حوادث الطرق في الدولة بلغ 963 حالة لعام 2009 بخفض قدره 10% مقارنة بعام 2008، في حين بلغ عدد الحوادث المرورية في العام نفسه 8612 حادثاً بخفض قدره 15% عن عام 2008، مشيداً بالدور الكبير الذي تلعبه وزارة الداخلية في تحقيق هذه النتائج. وقال المنصوري “إن الإحصائيات العالمية عن الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية تقض مضاجعنا جميعاً، ليس على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية فحسب بل على المستوى الشخصي كذلك، فهذا التهديد هو مباشر وموجه لجميع أفراد المجتمع”. وأضاف المنصوري أن التوقعات تشير إلى أن حوادث الطرق تكاد تصبح المسبب الرئيسي الثالث للوفاة في العالم بحلول عام 2020 وفقاً لتوقعات منظمة الصحة العالمية. ولفت المنصوري إلى أن التكلفة الاقتصادية للتصادمات على الطرق والإصابات الناتجة عنها تقدر بحوالي 518 مليار دولار سنوياً، يبلغ نصيب البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل منها حوالي 65 مليار دولار أميركي، وهو مبلغ يفوق بكثير ما تحصل عليه تلك الدول من مساعدات إنمائية. كما أشار المنصوري إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و44 عاماً، يمثلون أكثر من 50% من المصابين من جراء حوادث الطرق على مستوى العالم، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه الشريحة العمرية هي الفئة الأكثر إنتاجاً في المجتمعات المختلفة. وأعرب المنصوري عن أمله في أن يسهم المؤتمر وأوراق العمل المشاركة في طرح بعض الحلول والمقترحات العملية ونقل وتبادل التجارب والخبرات وبحث مشكلة حوادث الطرق وآثارها السلبية التي تواجه الدول، لكي تنفذ ما عليها من استحقاقات إنسانية في هذا المجال. السلامة المرورية من جهته، قال مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية العميد غيث حسن الزعابي في تصريحات للصحفيين على هامش المؤتمر، إن انعقاد هذا المؤتمر الدولي في أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط هو خير دليل على مدى اهتمام القيادة الرشيدة بتحسين مستوى السلامة المرورية على طرق الدولة وجعلها آمنة لكافة مستخدميها. وأشار العميد الزعابي إلى أن نسبة الوفيات في الإمارات نتيجة حوادث الطرق هي 11.5 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، مؤكداً أن الإمارات تسعى إلى خفض هذه النسبة إلى 5 حالات وفاة خلال الأعوام الخمسة المقبلة. من جانبها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات بدبي المهندسة ميثاء بن عدي، إن عدد الوفيات الناتج عن حوادث الطرق انخفض في دبي خلال السنوات القليلة الأخيرة من 26 حالة إلى 12.7 لكل 100 ألف نسمة، مشيرة إلى أن دبي تتطلع لتحقيق رؤية “صفر وفيات”. «زيرو فيجين» من جانبه، نوه السفير السويدي لدى الدولة برونو بيير بأهمية الحدث، باعتباره واحداً من المؤتمرات “رفيعة المستوى” في مجال سلامة الطرق، مشيراً إلى أنه يكتسب أهمية خاصة لانعقاده للمرة الأولى في الشرق الأوسط بدولة الإمارات. وقال بيير إن عقد المؤتمر في جزيرة ياس يعبر عن الأهمية المتزايدة التي توليها دولة الإمارات والمنطقة ككل للسلامة على الطرق، مشدداً على أن هذا التعاون بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص حقق نجاحاً كبيراً في إيجاد بيئة مرورية أكثر أمناً وسلامة من خلال تحسين التشريعات والبنية التحتية مع توفير سيارات أفضل مع مستخدمي طرق أكثر وعياً وثقافة. وأشار السفير السويدي إلى تجربة بلاده التي تبنى برلمانها في عام 1997 مفهوم “زيرو فيجن” كهدف طويل الأجل لأعمال السلامة المرورية، وتجسدت الرؤية في كلمات قليلة وهي “أنه لا يجوز أن تقع حالات وفاة أو إصابات خطيرة في الطرق والمواصلات”. وأكد بيير أن “فيجن زيرو” أسهمت في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية إلى 355 حالة وفاة في عام 2009 وهو أقل معدل وفيات منذ عام 1975. ويغطي المؤتمر جوانب مختلفة في مجال السلامة على الطرق من سياسات وجوانب فنية وتطويرية من استراتيجيات وأساليب إدارة سلامة الطرق، حيث يتناول المسائل الاقتصادية والمالية وحساب التكاليف والتقييم وأساليب الضبط واللوائح المرورية وأساليب الالتزام الذاتي. حمدان بن مبارك يبحث التعاون مع وزير المواصلات والبناء الألماني أبوظبي (وام) - استقبل معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامة، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للمواصلات مساء أمس الدكتور بيتر رامزاور الوزير الألماني الاتحادي للمواصلات والبناء وتطوير المدن، وذلك على هامش مؤتمر السلامة على الطرق في القارات الأربع الذي يقام في فندق ياس. جرى خلال المقابلة بحث أوجه التعاون المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا في كافة المجالات خاصة مجالات المواصلات والسكك الحديدية وأمن المواصلات ونظم التكنولوجيا. كما ثمن معاليه خبرة وتجارب ألمانيا في قطاع المواصلات والسكك الحديدية وأبدى ترحيبه بمذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة الوطنية للمواصلات والوزارة الاتحادية للمواصلات والبناء وتطوير المدن الألمانية. وقدم الدكتور رامزاور دعوة لمعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان لزيارة ألمانيا. «بلدية أبوظبي» تشارك في مؤتمر حول الطرق أبوظبي (الاتحاد) - تشارك بلدية مدينة أبوظبي في أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر لسلامة الطرق في القارات الأربع، بصفتها أحد الرعاة الرئيسيين، حيث تستعرض عدداً من المواضيع الاستراتيجية وعلى رأسها تعزيز السلامة المرورية ومسيرة إنجازات شبكة الطرق في الإمارة. وتناقش البلدية تحديات الطفرة الديموغرافية والاقتصادية السريعة وما ترتب عليها من توسع وانتشار سكاني وتمدد عمراني في المدينة ما يحتم تطوير وتحسين دائم لشبكة الطرق وأنظمة النقل التي نفذتها البلدية ولا تزال ورفع كفاءتها وفق أحدث المواصفات العالمية والأخذ بعين الاعتبار سلامة وأمان مستخدمي الطريق من مشاة ومركبات في مقدمة الأولويات في كافة المشاريع والمبادرات. كما تستعرض البلدية اتساع وتنوع شبكات الخدمات في كافة أرجاء المدينة، وما لعبته من دور ريادي في توسيع ونشر الرقعة المزروعة وتأثير هذه العوامل على تصميم الطرق وعلاقة ذلك بالخطط والمشاريع المستقبلية. وتركز مشاركة البلدية في المؤتمر على أهمية التوعية ونشر ثقافة السلامة المرورية لدى المجتمع بكافة فئاته لخفض مستوى الحوادث وما يترتب عليها من آثار وخسائر بشرية ومادية، كما تركز البلدية من خلال مشاركتها على ما تبذله من جهود سواء بتنفيذ مشاريع تطوير وتحسين الطرق وحركة السير والمرور في مدينة أبوظبي أو بنشر الوعي والثقافة في أوساط المجتمع بما يصب في هذا الإطار. وأكدت البلدية أن خفض الحوادث المرورية إلى أدنى معدل ممكن، هو الهدف الرئيس الذي تعمل لأجله عبر كافة مشاريعها ومبادراتها التي تتعلق بالطرق وشبكة النقل لأن ما ينتج عن الحوادث من خسائر بشرية ومادية هو استنزاف لمقدرات المجتمع. ولفتت البلدية إلى اعتمادها مؤخراً دليل السلامة المرورية، وإعدادها برنامجاً لمدة 3 سنوات للمساهمة في تخفيض الحوادث المرورية بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين. مذكرة تفاهم بين هيئة المواصلات وألمانيا أبوظبي (الاتحاد) - وقّع مدير عام الهيئة الوطنية للمواصلات الدكتور ناصر سيف المنصوري ووزير النقل والبناء والتطوير العمراني الألماني الدكتور بيتر رامسوير، على مذكرة تفاهم تنص على التعاون وتبادل الخبرات والتدريب في مجال القطارات والسكك الحديدية، وذلك على هامش مؤتمر السلامة على الطرق في القارات الأربع. وقال المنصوري إن التوقيع على المذكرة يأتي في إطار سعي الهيئة الوطنية للمواصلات للاستفادة من الخبرات الألمانية العريقة في مجال القطارات والسكك الحديدية، وضمن تطلع الهيئة لاعتماد وتطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية في هذا المجال ضمن الخطط والمشاريع المستقبلية الطموحة المزمع تنفيذها في الدولة. وأكد المنصوري أن طموح الدولة للوصول إلى نسبة صفر بالمائة من ناحية عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية قائم، وأن جميع الجهات المعنية في الدولة تسعى جاهدة بتوجيهات من الحكومة الرشيدة لتحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أن الأرقام في هذا الجانب في انخفاض عام بعد عام.