الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صباح للحياة

22 مايو 2009 02:04
اتصل أحدهم بصديقه، وكان ذلك يوم الجمعة، وكانت الساعة العاشرة صباحاً، لم يرد صديقه على الهاتف، وعاود المتصل المحاولة مرات ومرات ولم يرد صديقه، انزعج وتضايق ونسي الموضوع برهة من الزمن، ولكن قُبيل صلاة الجمعة وهو يهم بمغادرة المنزل قاصداً المسجد للصلاة، خابره صديقه وردَّ على مكالماته المتكررة، أجابه متلهّفاً، سأله عن سرّ عدم إجابته، فقال: كنت نائماً، وعاتبه على الإزعاج الذي سببته رنّات هاتفه المتكررة له في يوم عطلته. لا جرم من نومة عميقة تمتد لساعات متأخرة في وسط النهار، في يوم عطلة أسبوعية، ولكن لماذا هذه الفوارق في تقدير بعض الأمور، فحين نجد طائفة من الناس تغلق هواتفها، وتوصد أبوابها مستلقية علـى أسرتها، نجد الأجانب بجورانا يبدأون يومهم مبكراً، يستيقظون في الساعات الأولى من الصباح، يقومون بتنشيط عضلاتهم عن طريق الرياضة، يتنزهون يتسوقون، ويرجعون لبيوتهم أو يستمرون في مسيرتهم ينهلون من ساعات يومهم الطويلة ويستمتعون بها؟ لماذا يستمر نومنا حتى تتوسط الشمس كبد السماء؟ لماذا نقطع من اليوم جزءه الأكبر، ونظل نتقلب في الفراش لننهض متكاسلين منهوكي القوى؟ لماذا يجلس البعض يرقب يومه ينقضي دون تدخل منه؟ ولماذا لا ينتفض كل فرد ويرمي وراءه كسله، ويستقبل يومه الطويل بكثير من الحماس، يستفيد من كل دقيقة فيه، ويلقي بجسده يستريح في قيلولة رائعة؟ يقول البروفيسور جيم ماس في كتاب له بعنوان «أعجوبة دوام النوم» إن النوم يحافظ ويجدد وينشط خلايا الجسم، والدماغ وبالتالي يزيد من انتاجية العمل وصفاء الذهن، وإن الذين ينامون حوالي 8 ساعات يومياً تزداد نسبة إنتاجهم حوالي 25 في المائة. وهكذا يؤكد ماس على ضرورة النوم المبكر والاستيقاظ المبكر والحصول على قيلولة 15 دقيقة كفيلة بتجديد نشاط الفرد وإبداعه لبقية اليوم، ويضيف: للحصول على نهار أطول وصحة أفضل، ننصح بالاستيقاظ المبكر، للاستفادة من الهواء النقي والمفيد الذي يمنح نشاطاً طوال اليوم، هذا النشاط يمنحه نسيم الصباح الذي لا يوجد مثيلاً له في أي ساعة من ساعات اليوم، أما شروق الشمس وانبعاث أشعتها الحمراء الباعثة على اليقظة، والحركة المحملة بنسبة عالية من الأشعة الفوق بنفسجية المثير للأعصاب والتي تكون أكبر فاعلية في الصباح الباكر، تكون أكبر ما يمكن عند الشروق، وهي الأشعة التي تحرض الجلد على ضخ فيتامين «د» اللازم لنمو الجسم. وكثير من النظريات العلمية لا تتعارض مع ما جاء في الدين الإسلامي، بل تؤكد عليه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بورك لأمتي في بكورها) وقال تعالى في سورة النبأ (وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا). لكبيرة التونسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©