السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصباء.. لمسة فاتنة في الإمارة الباسمة

القصباء.. لمسة فاتنة في الإمارة الباسمة
22 مايو 2009 02:12
تعتبر القصباء واحدة من أجمل الممرات المائية في الوطن العربي، فهي تمثل شرياناً حيوياً يربط بُحيرتي خالد والخان ببعضهما البعض في إمارة الشارقة، وتسهيلها لعملية انتقال المتنزهين مشياً على الأقدام، أو بحراً عبر القوارب من كورنيش بحيرة خالد إلى الضفة الأخرى لبحيرة الخان، حيث يمكن للمرء أن يطل على منظر مفتوح للشواطئ المحيطة بمنطقة التعاون، وهي بذلك تعتبر واحدة من أبرز المناطق الرائدة في الدولة باتجاه دعم وتنمية السياحة الداخلية. كان مشروع القصباء يهدف لتجديد بحيرة خالد وتنقيتها من الملوثات البيئية، فأصبحت القصباء رئة ومتنفساً للبحيرة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى لمسة جمالية فاتنة للإمارة الباسمة، بالإضافة لدعمها مسيرة العمل التطوعي بالدولة، فالمباني المطلة على ضفتي القصباء تابعة لجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية العربية والدولية العاملة في مجال الثقافة والتربية والاجتماع، والحديث عن القصباء ذو شجون، فهي مجرى مائي صناعي بطول كيلومتر واحد، يربط بين بحيرة خالد وبحيرة الخان ويمر على منطقة المجاز، مما أدى إلى تحويل المنطقة إلى القصباء، واستغرق حفر هذه القصباء قرابة عام، ويبلغ عمقها خمسة أمتار، وبدأ العمل في المشروع بإنشاء ثلاثة جسور، موزعة على النحو التالي، الجسر الأول يقع على بحيرة الخان والثاني على بحيرة خالد، والثالث بمنطقة المجاز مقابل «إكسبو الشارقة»، وكل جسر به ثلاثة مسارات للحركة المرورية وأدراج للمشاة بالإضافة «للجزيرة الوسطية» التي زرعت بأنواع الزهور الجمالية والمسطحات الخضراء، كما تم كساء تلك الجسور من الخارج بزخارف إسلامية التصميم غاية الروعة في والجمال حيث تحمل صورا للمسجد الأقصى والمسجد النبوي الشريف ومسجد قبة الصخرة، بالإضافة لانتشار الإضاءة التجميلية على أطراف الجسور وفي الجزر الوسطى، ويتقد كل عمود من الأعمدة بخمس شمعات تضيء باللون الأبيض الذي أضفى على تلك الجسور جمالاً يسر عين الناظر، وبعد الفراغ من إنشاء الجسور انطلق العمل في حفر القناة، من اتجاه بحيرة الخان إلى بحيرة خالد واستخدمت الشركة التي قامت بتنفيذ الحفر أنظمة لضخ المياه، حيث تفصل القناة عن بحيرة خالد بوابة أوتوماتيكية تتحكم فيها عملية المد والجزر في الخليج العربي، والهدف من البوابة هو عدم رجوع المياه إلى بحيرة خالد التي عانت كثيراً من التلوث البيئي خلال السنوات الماضية. لذلك أعادت هذه القناة الحياة لمنطقة صحراوية جرداء, أصبحت الآن متنفسا للأسر والعائلات وعشاق الجمال، فعلى ضفتي القصباء يشمخ قصران متقابلان يدلان على روعة التصميم العمراني والزخارف الجمالية التي تأخذ طابعا فنيا للعمارة الإسلامية وتضم هذه المباني عشرين وحدة منفصلة عن الأخرى، وفيها ثلاثة طوابق مزودة بمصعد خاص، تحتوي هذه الوحدات على مكاتب وصالات وقاعات اجتماعات ومكتبة ومرافق خدمية، ويتوسط هذه الوحدة، مسرح كبير يتسع لأكثر من ثلاثمئة شخصاً، وهو مزود بأنظمة عرض سمعية وبصرية حديثة وأنظمة إضاءة موزعة بطريقة تستخدم حسب نوعية الحدث الذي يجري على أرضه، كما زود المسرح بشاشة خاصة بالعروض السينمائية، أما المبنى الشرقي للقصباء فيضم قاعة كبرى متعددة الأغراض وهي نافذة لاستضافة المعارض الفنية وورش العمل والدورات التدريبية وتبلغ مساحتها خمسمائة متراً مربعاً، كما يبلغ طول كل قصر من قصور القصباء مئة وخمسة وسبعين متراً وعرضه عشرين. وبين القصرين أقيم جسر لعبور المشاة وروعي في تنفيذه متطلبات ذوو الحاجات الخاصة، وقد كسي الجسر بمادة بلاستيكية مقواة بالألياف الزجاجية، أما ضفتا القصباء فتحاطان من الجهتين بسياج آمن على طول المجرى، كما بُني هناك «مسجد القصباء» الذي صمم بطريقة تتلاءم مع الجمال المتناغم للقصباء، وتحف تلك القصور ثلاث حدائق صغيرة لاستجمام العائلات، تم تزويدها بأماكن للجلوس ونشرت فيها الإضاءة الجمالية، وأمام القصرين أقيم نصب تذكاري ونافورتان بالإضافة لأشجار من النخيل. وتضم مباني القصباء اثني عشر جمعية من جمعيات النفع العام العاملة بالدولة، إضافة لمباني دائرة الثقافة والإعلام التي تدير هذه المنظومة الجمالية. جمال عين الإمارات «عين الإمارات» تلك العجلة الترفيهية الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تعد بحد ذاتها لمسة إبداعية جمالية تمت إضافتها لجمال منظر قصور القصباء بالشارقة، حيث تنتصب عجلة «عين الإمارات» على ارتفاع ستين متراً بعرباتها البيضاء وهيئتها الدائرية المميزة في نهاية أفق القصباء، لتأسر زوار وعشاق هذه المنطقة الساحرة منذ ساعات الفجر الأولى حتى ساعة المغيب وهدوء الليل، وهي تشكل بعداً جمالياً جديداً وآسراً يتداخل مع المباني ذات الطراز العربي الإسلامي. وما يميز «عين الإمارات» هو موقعها في بحيرة الخان القريبة من سلسلة مقاهي الكورنيش الذي يضم العديد من المؤسسات الثقافية والمعارض التشكيلية الدائمة المفتوحة في الهواء الطلق، حيث يتمتع زوار القصباء بالشارقة بفرصة مشاهدة أجمل اللوحات الفنية التي تنتمي إلى جميع المدارس والتيارات الفنية العالمية مع تركيز خاص على الفن الإسلامي واللوحات التي تعكس الحياة العربية وأجواء الشرق.. من خلال المعرض التشكيلي الدائم الذي دشتنه إدارة القصباء يعرض مئات اللوحات الفنية والمنحوتات والمشغولات اليدوية الفنية لعدد كبير من الفنانين العرب والأجانب. أما نافورة القصباء الموسيقية فتعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وتحظى بالإعجاب لما تتضمنه من عروض نهارية وليلية مبهرة. بهجة سوق القصباء يضم سوق القصباء مجموعة متنوعة من المطاعم والأكشاك الشعبية ومحال بيع المنتجات والصناعات اليدوية، إضافة إلى وجود العديد من المؤسسات الثقافية كمقر اتحاد كتاب الإمارات، ومسرح القصباء الذي يقدم مختلف الفعاليات الثقافية والحفلات الفنية وعروض الأفلام، مكتسباً جاذبية وأهمية جغرافية حيوية نظرا لقرب موقعه من مركز صحارى ومركز معارض اكسبو الشارقة الذي يستقطب مختلف المعارض على مدار العام كمعرض الشارقة الدولي للكتاب ومعارض الأثاث والالكترونيات والألبسة وكافة مناشط الحياة. نكهة أيام زمان بمحاذاة القصباء تقع بحيرة خالد التي تستقبل كل عام «سباق الفورميلا» الدولي للزوارق، والألعاب النارية في مواسم الأعياد كالعيدين الكبيرين والعيد الوطني لدولة الإمارات، وتتوسطها نافورة ضخمة تتلون بألوان زاهية خلال الليل، وهناك سيجد السائح أمامه مطعم السفينة العائمة والمقهى الشعبي الذي يوفر جميع المشروبات والأطعمة التراثية المعروفة أيام زمان، وهو قريب من سوق الشارقة، المشهور بسوق الذهب وما يضمه من محال توفر السجاد الإسلامي والذهب والعطور والملابس والتحف قطع الأنتيك، كما أن السوق يجاور «منتزه الجزيرة» الذي يمكن للعائلات أن تجد فيه كما هائلا من الألعاب الحديثة المسلية لأولادهم، ويمكن النفاذ من منطقة المنتزه إلى منطقة الفنون والمنطقة التراثية الغنية بمتاحفها ومعالمها الفنية، كما يمكن الوصول من ذات المنطقة لسوق الطيور وسوق المشاتل والنباتات الطبيعية وسوق السمك، أما على الضفة الأخرى لبحيرة خالد فيمكن التوجه لسينما الماسة وسلسلة الفنادق والمنتجعات. وفي الجهة المقابلة لبحيرة خالد تقع حديقة المجاز التي تستقطب العديد من الفعاليات الترفيهية العائلية على مدار العام خلال مناسبات الأعياد، وعلى رأسها مهرجان الشارقة الدولي للزهور. ذهب غروب الشمس الطريق المعاكس للقصباء يؤدي إلى «بحيرة الخان» المطلة على تخوم دبي حيث تشهد هذه المنطقة غروباً رائعاً لقرص الشمس الكبير الذي يظلل بصفرته الذهبية تخوم السماء كل مساء، كما أنها تتميز بمتعة صعود القوارب بأثمان تعتبر زهيدة جداً، اضافة إلى كونها بيئة رائعة ومثالية لممارسة رياضة المشي والجري والتزلج بالأحذية ذات العجلات بالنسبة لأطفال هذه الأيام، كما أنها تعتبر منطقة مثالية للاسترخاء عبر إطعام الأسماك والطيور برمي فتات الخبز، إضافة إلى هواية صيد الأسماك عن طريق الخيوط أو الصنارات والتي أصبح عشاقها في ازدياد يوماً بعد يوم. أما الوصول لهذه المنطقة من جميع أرجاء الشارقة ودبي فلا يعد أمراً صعبا نظراً لموقعها المثالي، أما بالنسبة لسكان الإمارات الأخرى في الدولة فيمكنهم الوصول براً إما عن طريق سياراتهم الخاصة، أو عن طريق التاكسي والباصات التي تنقل الركاب لمحطة الباصات القريبة من سوق السمك باتجاه بحيرة خالد بأسعار معقولة جداً تختلف حسب المسافة بين الشارقة وكل امارة أخرى من الشارقة، كما تستقبل المحطة ذاتها سائر مواطني دول الخليج العربي القادمين عبر الباصات، اضافة إلى مواطني الدول العربية التي تمتلك خطوطا برية مع دولة الإمارات كسوريا والأردن وغيرها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©