الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تأريخ جذور «النكتة الحمصية»

22 مايو 2009 02:18
أجريت لحمصي عملية جراحية ناجحة؛ فقرر إجراءها مرة ثانية؛ هذا نموذج عن النكات التي لاحقت أهالي مدينة حمص عبر التاريخ وأوردها كتاب عن «النكتة الحمصية» التي تحولت وسيلة تعبير مأمونة لنقد المجتمع السوري. ويسبر الصحفي والكاتب الحمصي جورج كدر الخلفيات التاريخية للنكتة الحمصية في كتابه «أدب النكتة: بحث في جذور النكتة الحمصية»؛ مبيناً أن صفة «الجنون» لم تكف عن ملاحقة أهل حمص منذ أيام العبادات الوثنية. ويقول المؤلف في كتابه الذي أعاد أخيراً إصدار الطبعة الثانية منه بعد عامين على صدور طبعته الأولى؛ إن التندر على الحماصنة والسخرية منهم أخذ في الماضي البعيد شكل نوادر وقصص زخرت بها كتب من زارها من الرحالة والكتاب. وأشهر هؤلاء الرحالة ياقوت الحموي وابن الجوزي الذي قال عنهم «إنهم بين الحمقى والمغفلين على الإطلاق». أما الآن فيأخذ هذا التندر أشكالاً مختزلة ومكثفة صارت شبكة الإنترنت مجالاً خصباً لتناقلها ونشرها. ويعيد الكاتب في حديث لوكالة الفرنسية دوافع تأليفه هذا الكتاب إلى أيام انتقاله للدراسة في جامعة دمشق. وقتها كما يقول «ما إن يقابلك شخص ويعرف أنك من حمص حتى يسألك: ما آخر نكتة لديك عن الحماصنة». هذا السؤال الذي لا يزال يكرر على مسامع أهل حمص دفع الكاتب للبحث والتقصي إن كان «التنكيت على الحماصنة يأتي من فراغ أم له امتدادات تاريخية؟». وللنكتة الحمصية جذور «موغلة في القدم» تصل إلى «عيد المجانين» الذي كان موجودا في العبادات القديمة واندثر، بحسب ما يستعرضه الكتاب. كما أن المؤلف يجد أن لها صلات بعبادة إله الشمس في القرن الثالث الميلادي والتي كانت تتم في حمص واتسمت بمظاهر مجون وصخب حتى الهذيان، وهو ما حمل كل من يمر بحمص وقتها على الاعتقاد بأن أهلها مصابون بـ «لوثة جنون». ولم يغير في هذا «الصيت» أن من حكم روما حينذاك كانت جوليا دومنا ابنة حمص؛ ووالدها ابسيانوس ثاني من دعا إلى عبادة إله واحد هو إله الشمس بعد الفرعون المصري إخناتون. وحتى الآن يستخدم السوريون في سخريتهم إحالة دارجة على يوم الأربعاء بوصفه «عيد الحماصنة». وفي هذا السياق؛ يسلط كتاب «النكتة الحمصية» الضوء على روايات شعبية وتاريخية تحكي كيف تفادت حمص غزو تيمورلنك المغولي عبر استقبال أهلها الحافل له، وتظاهرهم بالجنون ليجنبوا المدينة الدمار. وكما يورد الكتاب كانت مدن الشام التي دمرها المغول تتندر بهذه الحادثة بالقول «جدبها أهل حمص على تيمورلنك يوم الأربعاء فعفا عنهم» ليبقى منه مع مرور الوقت فقط ما يتعلق بربط «الجدبة» بيوم الأربعاء.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©