تحتفل ألمانيا اليوم وعلى مدى ثلاثة أيام بمرور ستين عاماً على قيامها بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي يوم 23 من مايو عام 1949 تم الإعلان عن قيام دستور جمهورية ألمانيا الاتحادية وعاصمتها مدينة بون؛ وقيام ما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديموقراطية «الشرقية» وعاصمتها برلين الشرقية؛ وذلك عقب تقاسم الحلفاء للألمانيتين.
وشكل قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية نهاية الحرب العالمية الثانية واندلاع الحرب الباردة التي استمرت لمدة تصل إلى أربعين عاماً انتهت عام 1989 بالإعلان عن توحيد الألمانيتين وانهيار جدار برلين في أواخر العام نفسه. وجاء الإعلان عن توحيد الألمانيتين عقب الجهود التي بذلتها حكومات جمهورية ألمانيا الاتحادية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي «الناتو» لإنهاء التقسيم.
كانت بولندا أول دولة أوروبية سقط فيها النظام الشيوعي بدعم كبير من ألمانيا والكنيسة الكاثوليكية في روما، حيث يستذكر البولنديون مقولة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني كارول جوزيف فوجتيلا البولندي الأصل «إننا مستعدون للموت في سبيل القضاء على الشيوعية في بولندا». وكانت ألمانيا الحديثة قد خرجت من الحرب العالمية الثانية في حالة انهيار اقتصادي وسياسي تحت أنقاض مدنها التي كانت الحرب العالمية الثانية وراء تدميرها.
واستطاع المستشار الألماني السابق كونراد أديناور أن يجعل من بلاده حرة بالرغم من سيطرة الحلفاء على السياسة ليعيد ترميم العلاقات الألمانية مع دول الجوار خاصة فرنسا إلى جانب تحقيق المصالحة مع اليهود أثناء اجتماعه مع ديفيد بن جوريون.
وجاء المستشار الثاني لودفيج ايرهارد الذي يعتبر مستشار الثورة الصناعية منذ تسلم حقيبة الاقتصاد في عهد اديناور، حيث كان وراء بروز ألمانيا كدولة صناعية اقتصادية كبرى يشار إليها بالبنان.
وساهمت هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية في بقاء هذا البلد بعيدا عن الصراعات الدولية بالرغم من عضويته في حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودعمه لمنظمة الأمم المتحدة في المجال السلمي فقط، إلى أن جاءت حرب البلقان أوائل التسعينات.
ويتخلل الاحتفالات التي ستجري اليوم وغداً مهرجانات خطابية تبدأ في البرلمان الألماني وبوابة براندينبورج التاريخية بمشاركة زعماء من أوروبا ودول أخرى.
عدد اليوم
