فياض: حقوقنا ليست للبيع مقابل حفنة دولارات

رام الله (الاتحاد، وكالات) - تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة لإدانة استخدام الإدارة الأميركية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرار تقدمت به المجموعة العربية لإدانة الاستيطان الإسرائيلي. في وقت رفض رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ما وصفه بـ”الابتزاز الأميركي” المتمثل بالتلويح بقطع المساعدات عن السلطة في حال إصرارها على التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان، وقال “لم ولن نقبل الابتزاز وشعبنا لن يقبله أبداً ونحن أصلاً غير معنيين بالحصول على مساعدات من أي جهة تلوح بقطع مساعداتها لأسباب سياسية”. وقال فياض في تصريحات أدلى بها في قرية الجلمة شرق جنين في الضفة الغربية أثناء افتتاحه مدرسة “أؤكد أننا لن ننظر للمساعدات التي تقدم لنا على أنها بديل عن حرية شعبنا، ونحن أصحاب حق وحقوقنا لليست للبيع أو المساومة والمقايضة من أجل حفنة من الدولارات.. لم تكن كذلك ولن تكون يوماً أبداً”. وأضاف “إن الحقوق لا تتجزأ وحقنا في الحرية والكرامة حق طبيعي من أجل أن نعيش بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. وندد فياض بالتصويت المجحف للولايات المتحدة في مجلس الأمن، داعياً إلى تغيير المنهج الأميركي لأنه لا يمكن استمرار الازدواجية في المعايير. وأضاف في هجوم غير مسبوق على الإدارة الأميركية “ان قرار الفيتو يجب أن يصدر من قبل الولايات المتحدة ضد الاستيطان والتخريب والعدوان الذي تمارسه سلطات الاحتلال يوميا ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وليس فيتو على شعب يسعى إلى الحرية والاستقلال والعيش بحرية وكرامة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. وشدد فياض على ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال لأن إسرائيل قوة محتلة وهذا ما أجمع عليه العالم بعد أن صوتت 14 دولة من أصل 15 على دعم القرار والمشروع الوطني الفلسطيني. واعتبر أن هذا يدل ويؤكد أن أغلبية ساحقة تقف، إلى جانب عدم مشروعية الاستيطان”. وطافت شوارع رام الله أمس تظاهرة شارك فيها آلاف الفلسطينيين بدعوة من النقابات المهنية تنديداً بالفيتو الأميركي في مجلس الأمن. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” محمود العالول في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين “نقول لاوباما نحن شعب لا يركع ويجب ألا تكون لديكم أوهام بان التهديد بقطع المساعدات يمكن أن يدفعنا إلى التخلي عن مواقفنا”. بينما قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” توفيق الطيراوي ان المسيرة واحدة من سلسلة فعاليات شعبية في عموم الأراضي الفلسطينية ستتوج بمهرجان ضخم الأسبوع المقبل”. وردد المشاركون الذين حملوا الأعلام الفلسطينية وصوراً للرئيس محمود عباس الشعارات المنددة بالفيتو الأميركي في مجلس الأمن وبالرئيس باراك أوباما الذي طالبوه بالالتزام بوعوده تجاه الفلسطينيين. ودعا المتظاهرون إلى جمعة غضب ضد المستوطنين والاحتلال والانقسام. وتعتزم السلطة الفلسطينية التوجه قريباً إلى الجمعية العام للأمم المتحدة لطرح قضية الاستيطان بعد إسقاط الولايات المتحدة مشروع القرار في مجلس الأمن. وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن السلطة بدأت مشاورات مع الدول العربية ومجموعات دول عدم الانحياز والدول الأوروبية لعرض قضية الاستيطان على الجمعية العامة بأسرع وقت “لأن الزمن يضيق أكثر”.