مكناس (وام)
بحث ملتقى الأعمال الإماراتي- المغربي الذي عقد في مدينة مكناس المغربية برئاسة راشد محمد الشريقي مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومحمد العيادي المدير العام لبنك القرض الفلاحي في المغرب، فرص الاستثمار وتبادل الخبرات بين الجانبين.
حضر افتتاح أعمال الملتقى الذي عقدته اللجنة المنظمة لفعاليات الملتقى الدولي للفلاحة ، خليفة العلي المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وعبدالله أحمد المنصوري رئيس قسم الصحة النباتية في وزارة البيئة والتغير المناخي ممثل وزير التغير المناخي والبيئة، وأعضاء سفارة الدولة في الرباط، إلى جانب رؤساء وممثلي الشركات الوطنية المشاركة في المعرض، ورؤساء ومديري كبرى الشركات المغربية.
وألقى راشد الشريقي كلمة عبر فيها عن جزيل الشكر والتقدير لكرم الضيافة المغربي وحسن الاستقبال والتعاون لإنجاح مهمة وفد الأعمال الإماراتي المشارك في المعرض الدولي للفلاحة في مكناس.
وقال: «هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أصالة ونبل الشعب المغربي الشقيق»، معتبراً أن هذا الملتقى يعد أحد الأنشطة الرئيسية للوفد المشارك ، مؤكداً حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى تطلعات قيادة البلدين الشقيقين.
وأوضح أن هذه المشاركة تأتي بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المملكة المغربية وتوسيع مجالات التعاون في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية.
ورحب راشد الشريقي بانعقاد هذا الملتقى وتمنى له التوفيق، معرباً عن تفاؤله بأن الفترة القادمة ستشهد تدفق المزيد من الاستثمارات نحو المملكة المغربية لتشمل مختلف القطاعات وكل أنحاء المملكة.
وكان محمد العيادي المدير العام لبنك القرض الفلاحي في المغرب رحب في بداية اللقاء بوفد دولة الإمارات المشارك في الملتقي بإشراف وزارة شؤون الرئاسة وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وبتعاون مع سفارة الدولة في الرباط ، مؤكداً أن تنظيم هذا الملتقى يندرج في إطار رؤية البنك لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، ومشيداً بحجم الاستثمارات الإماراتية التي تدفقت على المملكة المغربية بفضل توجيهات القيادة العليا في الدولة.
وأكد استعداد البنك لتقديم كل التسهيلات لرجال الأعمال الإماراتيين لدعم حركة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وأبرز محمد العيادي المؤهلات التي تتوفر في المملكة المغربية كوجهة استثمارية جاذبة وبيئة آمنة ومثالية للاستثمار بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وأفريقيا والعالم العربي والمحيط الأطلسي، مؤكداً أن المملكة المغربية وضعت حزمة من القوانين المشجعة للاستثمار والمزايا لتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في كافة القطاعات وعلى رأسها القطاع الزراعي والصناعات الغذائية.
وثمن العيادي حجم ونوعية الاستثمارات الإماراتية في المغرب، لافتاً إلى أنها تأتي في صدارة الاستثمارات الاستراتيجية التي تركز أساساً على التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل ودعم البنيات التحتية.
بعد ذلك، انطلقت اللقاءات المباشرة بين رجال الأعمال الإماراتيين والمغاربة لبحث فرص الاستثمار والتبادل التجاري في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية بمشاركة 11 شركة وطنية مختصة في الزراعة والصناعات الغذائية و75 شركة مغربية حيث عبر المشاركون عن تفاؤلهم بإمكانية التعاون المشترك لتعزيز دور القطاع الخاص في البلدين لمواكبة الدينامية التي تميز العلاقات بين البلدين.
من جانبه، أشاد لحبيب بنطالب رئيس اتحاد الغرف الزراعية في المملكة المغربية بانعقاد الملتقى، مؤكداً أن كل الظروف مهيئة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بفضل التوجيهات الرشيدة للقيادة العليا في أبوظبي والرباط.
ودعا رجال الأعمال الإماراتيين إلى استكشاف فرص الاستثمار والاستفادة من المزايا التي يقدمها المخطط الأخضر الذي وضعته وزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية لجعل القطاع الزراعي قاطرة للتنمية الاقتصادية وإتاحة الفرصة أمام المستثمرين المغاربة والعرب، خصوصاً الإماراتيين لإطلاق استثمارات مع الاستفادة من التسهيلات المادية والتقنية لإنجاح المشروعات الزراعية في إطار رؤية متقدمة لتحقيق الأمن القومي الغذائي ليس فحسب للمملكة المغربية ولكن للوطن العربي.
وعبر المشاركون في ملتقى الأعمال الإماراتي المغربي في الختام عن تقديرهم وشكرهم مبادرة بنك القرض الفلاحي في المغرب لإشرافه على تنظيم الملتقى بشراكة مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وبتعاون مع سفارة الدولة في المملكة المغربية وأكدوا وجود فرص واعدة في المغرب لإطلاق مشروعات مشتركة في المجال الزراعي والصناعات الغذائية.
كما دعوا إلى وضع آلية مشتركة لضمان استمرارية هذه الملتقيات الاقتصادية بين البلدين بغية استعراض فرص الاستثمار بما ينسجم مع الخصوصية الزراعية والاقتصادية وبحث عقد الشراكات والصفقات التجارية وتبادل الخبرات والتجارب ورفع كفاءة القطاع الزراعي وقطاع الصناعة الغذائية وإنتاج طاقات متجددة عبر استغلال المخلفات الزراعية.
جولات ميدانية
في إطار تبادل الخبرات في مجال القطاع الزراعي بين البلدين الشقيقين، نظمت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب جولة ميدانية تعريفية شارك فيها راشد محمد الشريقي مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وخليفة العلى المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية في الجهاز وممثلي الشركات الوطنية المشاركة ضمن جناح الدولة في المعرض الدولي للفلاحة في مكناس. وشملت الجولة مجموعة مزارع بن علي للزيتون في منطقة سايس التابعة لنواحي مدينة فاس، والتي تنتج أحد أجود أنواع زيت الزيتون إضافة إلى مصنع بروفيماك للأعلاف في مكناس، والذي ينتج ما بين 12000 طن إلى 15000 طن من أعلاف المواشي والدواجن شهرياً. كما شملت الجولة مصنع الفيل الخضر للأسمدة والمبيدات الحشرية الطبيعية المصنع لسماد أوكانوف الطبيعي والعضوي، وهو نتاج لتمتين المخلفات الفلاحية والصناعية ومخلفات المواشي، ويحتوي على 46? من المواد العضوية ذات التأثير المباشر على تركيبة التربة وتحسين التبادل الغذائي والمباشر بين البيئة والأرض. واختتمت الجولة بزيارة مزرعة زنبير المتخصصة في إنتاج الخضراوات والفواكه وزيت الزيتون الذي ينتج حوالي 100 طن من زيت الزيتون يومياً موزعة على أربعة أصناف يصدر حوالى 60? منها إلى أسواق الولايات المتحدة الأميركية. وتوجه راشد محمد الشريقي في ختام الجولة بالشكر الجزيل إلى إدارة مجموعة القرض الفلاحي في المغرب، وإلى اللجنة المنظمة للملتقى على تنظيم الجولة الميدانية . وأوضح الشريقي أن الجولة استهدفت اطلاع الشركات الإماراتية على الفرص الاستثمارية والتقنيات الحديثة المستخدمة في المجال الزراعي وخاصة زراعة وإنتاج زيت الزيتون ، معرباً عن تطلع السوق الإماراتي إلى تحقيق أعلى درجات الاستفادة من الخبرات المغربية، ومشيراً إلى رغبة الطرفين في أن تساهم الجولة في خلق فرص استثمارية بينهما في ظل التوجيهات السامية من قيادة البلدين الشقيقين.
عدد اليوم
