الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دبلوماسية تحت البحار تطرح سيناريو ضربة إسرائيلية لإيران عبر الغواصات

18 ابريل 2008 01:07
في ظل توقعاتها بحدوث مواجهة مع إيران تقرر إسرائيل سراً أن ترسل غواصة قبالة ساحل عدوتها اللدود· ولكن كيف السبيل إلى ذلك، فالطريق الأسرع من ساحل إسرائيل على البحر المتوسط هو عبر قناة السويس التي تتجنبها الغواصات السرية، ومن ثم تخبأ الغواصة في بطن حاوية تجارية تنقلها إلى الخليج· تلك هي حبكة الرواية الإسرائيلية ''دبلوماسية تحت البحار''، ورغم أن الرواية قد لا تصمد أمام الانتقادات فإن مؤلفها شلومو إريل ليس مجرد روائي عادي، فهو أميرال سابق يتمتع بخبرة في أكثر عمليات التخطيط الإسرائيلية حساسية، وقال حول ما اذا كان كتابه يبرز كيف يمكن استغلال أسطول إسرائيل من غواصات دولفين ضد إيران: ''إنه خيال محض لكنه خيال واع''· وتملك إسرائيل ثلاث غواصات من طراز ''دولفين''، وطلبت اثنتين أخريين من شركة ''هوفالدسفيرك دويتش فيرفت'' الألمانية، وتحاط هذه الغواصات بسرية شديدة نظراً للتكهنات بأنها تحمل صواريخ موجهة ذات رؤوس حربية نووية· ويعتقد الكثير من المحللين أن غواصات ''دولفين'' هي الأسلحة التي تحتفظ بها إسرائيل لـ''الضربة الثانية'' وهو مصطلح يشير إلى نظرية قامت خلال الحرب الباردة على أن أي دولة يمكنها أن تردع أعداءها عن شن هجمات نووية بالاحتفاظ بقدرتها على الرد حتى لو دمرت أراضيها، ووجود ''منصة نووية'' في البحر هو أفضل ضمان لذلك· ويعتقد البعض أن توسيع إسرائيل لأسطول غواصاتها ربما يكون جزءاً من تحضيرات لإحباط أي تهديد محتمل في المستقبل بالقوة· وقال سام جاردنر وهو كولونيل أميركي متقاعد من سلاح القوات الجوية ينظم تدريبات حربية لحساب الحكومة وعملاء آخرين: ''لا يوجد في الأفق ما يشير إلى أن إيران ستملك القدرة على ضرب وسائل الإطلاق النووي الإسرائيلي''· وأرسلت إسرائيل طائرات لقصف المفاعل النووي العراقي عام ،1981 ولمحت إلى أنها قد تتخذ التحرك ذاته ضد المنشآت الإيرانية إذا فشلت الضغوط الدبلوماسية في كبح جماح الخطط الإيرانية، لكن الغارة على العراق استهدفت موقعاً واحداً فحسب وكان قريباً نسبياً من حدود إسرائيل· أما الأهداف في إيران فقد تكون كثيرة العدد وبعيدة بالنسبة للقوات الجوية، ولاسيما أن الدول العربية وتركيا سترفض على الأرجح منح إسرائيل حق استخدام مجالها الجوي· وقالت مصادر في البحرية الإسرائيلية: إن غواصات دولفين لا تستخدم قناة السويس لتفادي تفتيشها من قبل ضباط أمن الموانئ المصريين، ويعني هذا أنه لكي تصل الغواصة إلى الخليج سيتعين على إسرائيل إما اللجوء إلى خدع خيالية مثلما ورد في رواية ''دبلوماسية تحت البحار'' أو إرسال الغواصات حول أفريقيا وهي رحلة تستغرق شهراً على الأقل· لكن مصادر في البحرية قالت إنه لا توجد خطط لوضع غواصات في الخليج لأنها ستكون عرضة للحصار عند مضيق تيران في البحر الأحمر الضيق· فيما أشار محللون إلى أن غواصات دولفين إذا اقتصر وجودها على البحر المتوسط فقد تشكل خطر ''الضربة الثانية'' فقط إذا كانت تحمل صواريخ نووية تقدر على إصابة أهداف على بعد زهاء 1500 كيلومتر· ورأى لي ويليت من معهد الخدمات الملكي المتحد للدراسات الدفاعية والأمنية أن تجارب الحرب الباردة أظهرت أن الرؤوس الحربية النووية أثقل من أن يتم إطلاقها لمسافات طويلة على صواريخ موجهة، ومن ثم فلا تستطيع إسرائيل سوى ضرب إيران برؤوس حربية تقليدية فقط إذا أطلقت من البحر المتوسط، وذكر أن أي هجوم نووي على إيران من غواصة دولفين ينبغي أن ينفذ من الخليج، الأمر الذي سيكشف موقع الغواصة غير المدعومة، وسيحكم عليها على الأرجح بالدمار على يد القوات الإيرانية·
المصدر: حيفا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©