تبدو الانتخابات النيابية في لبنان متقاربة ولكن «حزب الله» وحلفاءه لديهم فرصة جيدة للفوز بأغلبية ضئيلة على حلفائهم. يتوقع محللون محليون ان تذهب نتائج الانتخابات في ذلك الاتجاه في السابع من يونيو ولكن لا توجد اي استطلاعات رأي يمكن الوثوق فيها. ولكن من المتوقع ان يطلب «حزب الله» وحركة «امل» اللذان بالإضافة الى الزعيم المسيحي ميشال عون يشكلون اساس تحالف الثامن من مارس من منافسيهم الانضمام الى حكومة وحدة وطنية مما سيقلص من اي فرص لتغيير جذري في توجه لبنان السياسي أو الاقتصادي.
وقال كريم مقدسي الذي يدرس مادة العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت «لقد كان واضحاً منذ مدة الان بان حزب الله لديه رغبة قوية بالتأكيد على منظومة وحدة وطنية « واضاف «ليس لديه على الإطلاق اي نية للسيطرة العدوانية على الدولة لذا فإن من مصلحته الاستراتيجية أن يؤكد بان لديه نوعاً من الشرعية والمصداقية في الأروقة الرسمية».
وآلة التصويت للحزب بين الشيعة الذي يقل عدد المؤهلين منهم للتصويت عن عدد السنة هي بمثل قوة آلته العسكرية التي لا مثيل لها في لبنان وهو يخوض الانتخابات على 11 مقعداً من أصل 128 في البرلمان.
وقد تفوز حركة أمل بعدد أكبر من مقاعد «حزب الله». ويعتمد نجاح الكتلة في الانتخابات على عدد المقاعد التي يمكن لعون وحلفائه المسيحيين ان يحصلوا عليها. ويقول شفيق المصري وهو استاذ حقوق في الجامعة اللبنانية إن «الفوز في الانتخابات قد يكون متقارباً جدا» مضيفاً «لذا فانه ليس خياراً بل هو ضرورة العودة الى حكومة وحدة وطنية. «ويقوم المتنافسون على الجهة الثانية من الانتخابات بالتحضير لهذا الموضوع منذ ان اضطروا الى الانخراط في حكومة تضم الجميع في يوليو الماضي. سعد الحريري وهو يترأس الحلف المناهض لسوريا قال إنه يفضل ان يذهب الى المعارضة اذا فشل حلفه ورد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله على ذلك بالقول بانه لن يترجى الحريري وحلفاءه بان ينضموا الى حكومة وحدة. ولكن من غير المتوقع ان يفضل نصر الله حكومة لون واحد قد يدير لها الغرب وبعض الدول العربية ظهورهم. وقال المصري «إن المعارضة التي يقودها حزب الله ليست لديها القدرة على التعامل مع العالم الخارجي اذا اصرت على ان تحكم وحدها».
وقال فيصل عيتاني وهو محلل لدى شركة «اكسكلوسف اناليسس» ومركزها لندن التي تدرس المخاطر السياسية «نحن نرى أن بعض السياسيين يروجون لانتصار الثامن من مارس وتحالف متوقع مع الرئيس ميشال سليمان» وذكر بالاسم رئيس حركة امل نبيه بري الذي من المتوقع ان يبقى في موقعه كرئيس لمجلس النواب بالإضافة الى وليد جنبلاط وهو الزعيم السياسي الدرزي الذي يتحالف حالياً مع الحريري بالاضافة الى الزعيم المسيحي المستقيل ميشال المر كشخصيات أكثر توقعاً ان يذهبوا باتجاه تحالف مع ميشال سليمان. ورفض مصدر سياسي مقرب من أمل فكرة ان يقوم بري بإبعاد نفسه عن «حزب الله». وقال عيتاني «في حال فوز حزب الله فإن الرئيس اللبناني سوف يصبح مركزاً للانتباه الغربي والاتصال مع لبنان» ووصف سليمان بانه سيصبح رئيساً لكتلة لديها علاقات جيدة مع سوريا وعلاقات أمنية متزايدة مع الغرب بالإضافة الى علاقة احترام مع «حزب الله».
ومن الممكن لمرشحي الحريري ان ينظروا الى الخطاب ضد سوريا الذي ساعدهم في ربح الانتخابات في 2005 على انه ليس بنفس النجاعة هذه المرة. فالانتخابات الماضية تمت بعد خروج الجيش السوري من لبنان وسط الغضب بشأن مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري لكن الغرب لم يعد يتجاهل سوريا وقد حصلت على بعض القبول في السنة الماضية عندما اسست علاقات دبلوماسية مع لبنان للمرة الاولى منذ نيل الدولتين استقلالهما. وفيما يتوقع القليل من الناس عودة وجود سوري عسكري الى لبنان الا ان فوز حلفائها سوف يعزز نفوذها السياسي وربما الامني عند جارتها. وقد يعني ذلك بعض الصعوبات التي من الممكن ان تقع في طريق المحكمة الدولية التي اسست لمحاكمة قتلة الحريري. واكثر نتيجة متوقعة من الانتخابات قد تكون تسوية معقدة تؤشر الى عودة لبنان الى السياسة التقليدية التي من الممكن ان تؤمن نوعاً من الاستقرار المؤقت ولكنها سوف تؤجل اي اصلاحات جدية. وقال مقدسي في الحديث عن تحالف كتلة الحريري «لقد حاولوا ان يهزموا العناصر الراديكالية بمن فيهم حزب الله وخسروا».