4 قتلى و 30 جريحاً في مواجهات جنوب اليمن

احتفل اليمن أمس بالذكرى التاسعة عشرة لتوحيد البلاد بعرض عسكري كبير، على وقع أعمال عنف في الجنوب أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص و إصابة حوالي ثلاثين متظاهرا بجروح. في وقت أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه لا خوف ولا قلق على اليمن وان الوحدة راسخة ووجدت لتبقى. وألقي القبض على 120 شخصا عندما فتحت الشرطة النار لتفريق حوالي 3 آلاف شخص في ضاحية الشيخ عثمان شمال عدن، حيث فُرضت إجراءات أمن مشددة وحُظر تنظيم المسيرات أو المهرجانات الاحتجاجية في المدينة. وتأتي الأحداث الدامية في أعقاب سلسلة من المواجهات التي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم أربعة جنود، في نهاية أبريل وبداية مايو. وقالت مصادر ما يعرف بالحراك الجنوبي إن عشرات الأشخاص اعتقلوا خلال محاولتهم دخول المدينة للمشاركة في مهرجان كانت مقررة إقامته فيها للاحتفال بذكرى توحيد اليمن. وقال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني قاسم داود إن المواطنين أرادوا استخدام حقهم الذي كفله الدستور في التعبير السلمي عن قضيتهم ومطالبهم العادلة، مشيرا إلى أن قوات الأمن تصدت لهم واستخدمت ضدهم الرصاص الحي والقنابل اليدوية، مما أدى لمقتل أربعة أشخاص وجرح 30 آخرين. وأضاف أن قوات الأمن اعتقلت المئات من المشاركين في المهرجان الذي دعت إليه هيئة الحراك السلمي في الجنوب، معتبرا أن مدينة عدن تحولت إلى «معسكر اعتقال»، وأشار إلى أن قوات الأمن نقلت بعض الجرحى إلى السجون بدلا من نقلهم إلى المستشفيات وهي تمنع الذين نقلوا إلى المستشفيات من تلقي الدم، مما يعرض حياتهم للخطر. وقد بدأت في صنعاء مراسم الاحتفال بالذكرى الـ19 لتوحيد اليمن من خلال عرض عسكري ضخم شارك فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وشدد الرئيس اليمني على أن المؤسسة العسكرية اليمنية هي «صمام أمان للثورة والجمهورية والوحدة والحرية التي تتحطم على صخرتها كل محاولة للتآمر للنيل من وحدة الوطن». ونظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يواجه أيضا إمكانية عودة القتال مع المتمردين الزيديين في شمال البلاد، أراد أن يوجه من خلال العرض العسكري تحذيرا قويا إلى خصومه. وقد وصف مصدر دبلوماسي في صنعاء العرض العسكري بأنه «استعراض قوة»، مشيرا إلى أن «الرسالة قد أرسلت». وعلى مدى أكثر من ساعة، سار ثلاثون ألف عنصر في عرض عسكري في أحد أكبر الشوارع في صنعاء، تحت أنظار الرئيس اليمني الذي جلس خلف لوح زجاجي واق من الرصاص، وبحضور دبلوماسيين وآلاف اليمنيين. وشاركت في العرض خصوصا قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وفوج المدرعات الأول. وقالت مصادر من الأوساط الحكومية إن العرض العسكري يشكل رسالة إلى كل الذين يريدون التلاعب باستقرار ووحدة اليمن. وفي الواقع يبدو التحذير موجها خصوصا إلى مؤيدي الانفصال الجنوبيين، في الداخل أو في المنفى. على صعيد آخر أفاد مصدر محلي في مأرب أن 5 أشخاص سقطوا في مواجهات بين مسلحين قبليين وقوات أمن داخل المدينة.