السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإمارات للنفع الاجتماعي» تنظم دورة لدراسات المتاحف

«الإمارات للنفع الاجتماعي» تنظم دورة لدراسات المتاحف
29 مارس 2010 21:55
مع الازدياد الذي تشهده الإمارات في عدد المتاحف والافتقاد إلى التخصصات في التعليم العالي في المتاحف والحاجة الملحة لها، قامت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي عبر برنامجها للثقافة والفنون بتنظيم دورة منحة لدراسات المتاحف لمدة خمسة أشهر مع جامعة جون إف. كينيدي في كاليفورنيا، العريقة في هذا المجال وقد أُسست في العام 1974. الدورة عبارة عن صفوف دراسية تخرج عن النمط التقليدي في التعليم عبر الإنترنت، وتتضمن لقاءين يمتد كل منهما إلى أسبوع حيث يكون التعليم مباشراً. وبعد الإعلان عن الدورة وانضمام طلاب إليها شاءت المصادفة أن يكون جميع المتقدمين من الجنس اللطيف. حصل اللقاء الأول الأسبوع الماضي، وقد انضمت إليه بروفسورة في قسم علوم المتحف مارجوري إل. شوارزير، وهي عميدة كلية التعليم والفنون الحرة في جامعة جون إف. كينيدي، لتتواصل مباشرة مع ثلاث عشرة طالبة، هن في غالبيتهن من خريجات الجامعات في مختلف المجالات، وعاملات في متاحف متعددة في الإمارات. أطر واسعة من جانبها شرحت سلوى المقدادي، مديرة برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، مؤرخة وقيمة فنية ومنسقة متاحف عملت على مدى 25 عاماً في مجال الفن العربي والمتاحف، عن الدورة وأهدافها، والمنحة التي تمنحها المؤسسة من أجل تأسيس متخصصين خبراء في مجال المتاحف، لأنه هناك تخصصات متنوعة في علم المتاحف لا تقتصر على الإدارة أو على الفنون التشكيلية وحسب، إنما تتوسع في أطرها وتتنوع في اختصاصاتها من قيّم على متحف إلى مدير إلى منسق معارض إلى خبير في تاريخ الفن وما إلى هنالك. ولدى سؤالنا عن مهنة أو تخصص القيّم على عمل فني أو على معرض أو متحف، التي جاءت متأخرة إلى العالم العربي، أوضحت أن هذا التخصص هو حديث أيضاً في العالم الغربي إذ بدأ في أوائل السبعينات، ووصل إلى العالم العربي وبات له مصطلحه الخاص «منظم أو قيّم على معرض» في منتصف التسعينات، وأشارت إلى أن المصطلح كان في انجلترا «كيبير اوف ذي كوليكشين» أي المحافظ على المجموعة (متاحف - معارض) والمجموعة لا تنحصر بالفن التشكيلي إنما أيضاً بعلم الآثار أو حتى الطب، أو أي مجموعة قيمة. مفاهيم مستحدثة تحدثت المقدادي عن أن فكرة القيم التي تشمل الباحث أيضاً، هي فكرة كانت موجودة إنما الحديث فيها هي اتصال القيم على المتحف بالخارج. وتقول «حين أتيت إلى العالم العربي كنت أسأل عن عملي فأقول «كورايتر» (قيّمة) فلا يعرفون المعنى فقررت القيام بجولات للتعريف بهذه المهنة المهمة في عالمنا العربي ليس فقط للفن التشكيلي، لأن لدينا غنى بالتراث والحضارات، وهي متوافرة في متاحفنا إنما ليس هناك العدد الكافي من القيّمين عليها». غياب الاختصاصات تضيف سلوى: «صحيح أن هناك في مصر متاحف يعمل فيها قيّمون إنما ليس بالعدد الكافي، وليس بالكفاءة المطلوبة لموضوع كهذا. ظهرت في المنطقة العربية مع الفن التشكيلي والتجارة فيه واقتناء الأعمال الفنية، دخلت قبل أن تأتي المتاحف أو تفتح بعض المتاحف في الإمارات، بالطبع هناك بعض المتاحف المهمة في الشارقة وفيها قيمون، إنما التعليم العالي في هذا الاختصاص ليس متوفرا كما في اختصاص علم المتاحف أو تاريخ الفن الحديث... ليس هناك حاليا شهادة بمجال الفن الحديث تمنح في المنطقة. والقيم يعتمد عمله على تاريخ الفن إجمالاً، ولأنه ليس هناك شهادة بهذا العلم، فحتى يكون الشخص قيماً، عليه دراسة منهج كامل لأربع سنوات في فلسفة الفن والجماليات في الفن والنقد، وبعدها يدرس ماجستير». وتلفت إلى أن مؤسسة الإمارات بمشروعها هذا، لا تقوم بإعداد قيمين على المتاحف، إنما تفتح المجال في مختلف الاختصاصات مع توفير فرص للتدرب في أحد المتاحف في الخارج بعد منح الشهادة بالدورة من جامعة جون إف. كينيدي. وتتابع:»إن مؤسسة الإمارات أسست لهذا المنهج لأول مرة في العالم العربي». وتلفت إلى أن هناك خمسة متاحف سوف تفتتح في الإمارات، متسائلة «من سيتولاها؟ ثلاثة منها في السعديات، ومتحفان في مدينة أبوظبي، كما أن هناك ثمانية عشر متحفا في الشارقة، فمن يديرها وينظمها غير أهل البلد؟ المتاحف لا تمثل ثقافة الإمارات وحسب، إنما تعكس الثقافة العربية المعاصرة إجمالاً، والقديمة أيضاً». وتردف: «من الصعب الاعتماد على الغرب كي نمثل أنفسنا في متاحفنا. ومن المهم جدا تربية كوادر في هذا المجال، وهو مثل تلبية استغاثة (إس أو إس) أتينا بها لأننا رأينا الحاجة الماسة إليها، وارتأينا أن تمتد الدورة على خمسة أشهر، وشاءت المصادفة أن الطلاب المشاركين كانوا 14، بينهم شاب واحد انصرف لضرورات متعلقة بعمله، فضمت الدورة 13 فتاة، ولكننا توجهنا أساساً كما نتوجه إلى الجميع ذكوراً وإناثاً. وثمة طلبات كثيرة للالتحاق بالدورة الثانية، وسوف نقدم منحة للماجستير للذين يتخرجون من هنا، كما أننا سنساعدهم على أخذ تدريب داخلي في المتاحف في الخارج، ولدينا حالياً فتاة تتدرب في المتحف البريطاني لمدة ستة أشهر». وتقول: «الجميع هنا لديهم بكالوريوس ونصفهم يتمتعون بخبرات في المتاحف، والأهم أننا في مؤسسة الإمارات ندعم هذه المشاريع في كل الإمارات، فثمة من أتوا من الشارقة وعجمان وأبوظبي ودبي. وهذا ليس بتدريب إنما صفوف». أبعد من النظرية بدورها تقول مارجوري إل. شوارزير، عميدة كلية التعليم والفنون الحرة في جامعة جون إف. كينيدي وبروفسورة في قسم علوم المتحف: «هذا المشروع أقيم مع جامعتنا في كاليفورنيا، والمميز بشأننا أن برنامجنا عريق يمتد لسنوات طويلة أسست منهجنا الخاص في عالم المتاحف واختصاصاته. ونركز حالياً على شيء نسميه التعلم الانتقالي (التحويلي) معتمدين أساليب مختلفة في التعليم، فأنا لا آتي إلى الصف وأقدم محاضرة وأرحل، إنما يشترك الطلاب في ما يرونه ويقومون به في الصفوف، بمعنى أنها مسألة تتعلق بالفعل، نلتقي مع الطلاب وفق مستواهم ونساعدهم على تنمية الثقة التي يتحلى بها الخبراء. سلوى المقدادي اتصلت بنا في يناير لنقوم بالمشروع، فبدأنا بسرعة وأنشأنا موقعاً على الإنترنت حيث يتواصل الطلاب عبره. وقد رفعنا من درجة صعوبة الصف لأن الطلاب بدوا جيدين جدا وفاقوا التوقعات»... وتقول «كانت هذه مفاجأة لي، فعوض البدء بالصفوف الابتدائية في مجال إدارة المتاحف وجدتهم بمستوى أعلى بكثير وكان علينا أن نرفع من المستوى». وتشير إلى أن الجامعة تمنحهم شهادة، كما ستمنحهم موقع الإنترنت الذي أسس من أجلهم. إمكانات مميزة ترى إل. شوارزير : «أن هناك الكثير من الإمكانات هنا للتعليم لأن الطلاب مميزون ويريدون فعلا التعلم ويقومون بمهامهم بشكل رائع، وبوسعهم فعلا أن يتابعوا وربما يصبحوا بدورهم أساتذة في المجال. كما أن هناك بحث بإنشاء علاقة بين الطلاب هنا وطلابنا في كاليفورنيا، وسوف نقدم لهم هذه الشبكة من العلاقات المتبادلة». وتشير إلى تعدد الاختصاصات في المتاحف قائلة «نحن نساعدهم على الاختيار، ونحن نسير بسرعة للشرح عن كل المهام. العمل في المتحف يشبه العمل في الصحافة فتنتهين بعمل الكثير من الأشياء لم تكوني تتوقعين أنك ستقومين بها في نهاية اليوم». مع المشاركات ومن المتابعات للدورة، تحدثت «الاتحاد» مع عدد منهم فلفتوا إلى الاستفادة من متابعتهم لهذه الصفوف، وما تقدمه لهم على الصعيد العلمي والمهني، والعديد منهن يعملن في مجال المتاحف وهن خريجات جامعيات. منى بن حسين، مديرة قسم البرامج التعريفية والتعليمية في متحف الشارقة، تقول: «أنا أعمل في المتحف منذ 16 شهراً، فقد تخرجت في جامعة أوكلاند بنيوزيلندا ونلت درجة الماجستير وتمكنت من التدرب لسنة كاملة في متحف الشارقة، أول ستة أشهر أهلتني لتولي الإدارة في القسم إذ لم يكن لدي خلفية كافية عن إدارة المتاحف، وخصوصا مجالي القائم على البرامج التعريفية والتعليمية التي هي جديدة في مجتمعنا العربي. عرفت عما تقوم به مؤسسة الإمارات بهذا الخصوص من خلال إعلان قرأته في الجريدة، فتواصلت معهم وهو المشروع الأول من نوعه في الإمارات وله علاقة وثيقة بمجالنا المهني. وهو ليس لثلاثة أيام إنما لعدة شهور عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى لقاءين يمتد كل منهما لأسبوع كامل. وقد حصلنا على كتب، وهي منحة من المؤسسة للمشاركين، وعلى إرشادات كما يطلب منا واجبات وتحضيرات معينة في الاختصاص الذي ندرسه». وتحدثت عن أحد التطبيقات التي يقمن بها ضمن مجموعات، وقالت:»لقد اخترنا تصميم ماكيت لمتحف الفنون، وركزنا على جمهور المراهقين وكيف يرون إمارة أبوظبي، بأماكنها العصرية المهمة. كما وضعنا في المتحف جاليري للصور التي يلتقطها الزائرون بأنفسهم ونعرضها لهم في قسم من المتحف». تعزيز الخبرات عليا الملا من متحف الفنون في الشارقة، تقول: «أنا منسقة معارض منذ ست سنوات، والصفوف التي نأخذها ستفيدني بشكل كبير، فعلى الرغم من أن عملي في المتحف امتد لفترة طويلة في مجال المعارض، إنما لم يكن لدي خبرة العمل في المتاحف لأن للمتاحف نظامها الخاص والخطوط العريضة الثابتة التي يعمل بها، وأنا تعلمت بنفسي عبر المراقبة والملاحظة والتطبيق من دون أن يكون لدي مرجعية لأتعلم الطريق الصحيح للسير به. وفي الصفوف مع مؤسسة الإمارات التي منحتنا هذه العلاقة المباشرة مع جامعة كينيدي فتوسعت قراءاتي وتعلّمت الكثير. الجزء الأول كان عبر الإنترنت وكنت أقوم بواجبات تطلبها منا الجامعة، وهذا اللقاء الأول لنا وكان اللقاء مفيداً أيضا للتبادل والتعاون المتاح بين مختلف الزملاء في المجال في أماكن متعددة من الإمارات ما يسمح بالبحث بيننا حول كيفية التقدم في المجال». أكبر منطقة ثقافية أماني علي من شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي، تقول إن دراستها لا تتعلق بمجال إدارة المتاحف بمختلف اختصاصاتها، وتشير إلى أنها ومنذ تخرجها تعمل في المعارض والمتاحف. وفي ذلك توضح أن الطالب لا يتاح له مجال واسع للاطلاع على مختلف الاختصاصات لاختيار ما يريده بشكل واضح. ولكن لم يفت القطار، ولذا تدمج خبرتها العملية بالصفوف التي تحضرها على الإنترنت وفي اللقاء المباشر. ففي النهاية، سيكون لدينا في جزيرة السعديات أكبر منطقة ثقافية في العالم كله، فكيف لا يكون هناك إماراتي أو إماراتية متخصص في هذه المجالات، فكما أنا أستورد الحضارة عن طريق متحفي اللوفر والجوجينهايم، لم لا أصدر حضارة الإمارات العربية المتحدة من خلال المتاحف الإماراتية، كيف لا يكون هناك أحد من أبناء البلد يمثل البلد فيها! أكبر من مجرد اختصاص عليا الشامسي من دبي، كانت تقوم بتسجيل ملاحظات زميلاتها في المجموعة التي صممت ماكيتاً لمتحف الفنون للمراهقين، لتحديد النقاط التفسيرية والتوضيحية لزائري المتحف المفترض. عليا مصورة فوتوجرافية عملت سابقاً في إحدى المطبوعات الصحفية لعامين، تقول عن تجربتها: «نلت درجة ماجستير، ودخلت في عالم الأرشيف. لا أزال أمارس التصوير إنما توجه تخصصي نحو الأرشيف.. هذه الصفوف أتاحت لي التعرف إلى العديد من الزميلات من مناطق وإمارات مختلفة، ما يكسبني خبرة ومعرفة من خلال تبادل الأفكار والهموم ومناقشة صعوبات نواجهها في أعمالنا. الأرشيف جزء من المتاحف، وثمة اختصاصات كثيرة في هذا المجال والمتحف ليس اختصاصاً واحداً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©