شهد فندق قصر الإمارات مساء السبت الفائت إحدى أبرز الفعاليات الثقافية، حيث عرض بثّ حي ومباشر من نيويورك لرائعة «هاملت»، وذلك على الهواء مباشرة، وبتقنية البث فائق الوضوح للمرة الأولى في الشرق الأوسط، أدّت خلالها أوبرا متروبوليتان عرضاً حصرياً لرائعة هاملت من إخراج المؤلف الفرنسي أمبرواز توماس أمام الحضور الذي تضمّن نخبة من المثقفين وعشاق الفن المسرحي، وذلك في إطار فعاليات مهرجان أبوظبي 2010 الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
وقد أتاح مهرجان أبوظبي فرصة مشاهدة أوبرا هاملت التراجيدية الشهيرة أمام الجمهور باستخدام تقنية البث المباشر من مدينة نيويورك، في واحد من أوائل العروض لهذا الإنتاج المسرحي الجديد الذي تقدمه أوبرا متروبوليتان ضمن برنامجها «البث المباشر بتقنية فائقة الوضوح»، وانضمت الجماهير المتواجدة في قصر الإمارات إلى جماهير أخرى من حول العالم لتتابع هذا البث النوعي في دور السينما والمسرح من أستراليا وحتى أوروغواي.
وعلى غرار غراند أوبرا الفرنسية التي اشتهرت في القرن التاسع عاشر وتميزت بأسلوبها الروائي من خلال الإيحاءات الدرامية الجريئة، عملت أوبرا متروبوليتان على إحياء الأوبرالي للمخرج توماس إلى الحياة بعد مضي ما يزيد على قرن من الزمن. واستمتع جمهور الحاضرين ليلة أمس بالعرض الأوبرالي أثناء مشاهدته على الشاشة العملاقة في بث حي من مدينة نيويورك، وجاء ذلك العرض ليجسد رؤية المهرجان الساعية إلى تعزيز التواصل الثقافي والحضاري حول العالم بطريقة ُتسهم في إحياء روائع الأعمال الكلاسيكية وترعى الموهبة الفنية المعاصرة.
وجسد الباريتون سيمون كينلياسيد شخصية هاملت المضطربة وروحه المعذبة والهائمة بين الشك واليقين الذي يعصف فيما يواجهه من أحداث مصيرية، فيما قدمت السوبرانو ناتالي ديسي شخصية أوفيليا الرقيقة وجسدت شخصيتها بأسلوب عاطفي ودرامي.
وعبرت أوبرا هاملت عن فيض من المشاعر القوية عندما قام المؤلف الفرنسي أمبرواز توماس بتقديم مقاربة فريدة لرائعة شكسبير الشهيرة هاملت في دار أوبرا باريس عام 1868، مستنداً إلى مقاربة ألكساندر دوماس وباول موريس لها.
انطلاقاً من ذلك، تسعى أوبرا متروبوليتان إلى إعادة إحياء هذا العمل الفني المثير ليشكل أحد أهم محطات برنامج مهرجان أبوظبي 2010 والذي بقيادة لويس لانجري هذا ويتولى إنتاج هذا العمل باتريس كورير وموش لايزر. وبالإضافة إلى هاملت وأوفيليا، جسدت الممثلة جينيفر لارمور شخصية غيرترود، فيما أدى توبي سبينسر دور لايريتي وجيمس موريس دور كلوديوس.
وفي حديث معها إثر انتهاء عرض البث المباشر، صرحت هدى الخميس كانو، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي قائلة: «إن أوبرا متروبوليتان هي إحدى أشهر المؤسسات الثقافية على مستوى العالم، وطوال 125 عاماً منذ تأسيسها لا تزال رائدة في الإبداع الثقافي بفضل جهودها الرامية إلى إتاحة فرصة مشاهدة الأعمال الأوبرالية الضخمة لكافة الجماهير حول العالم، متجاوزة حدود الزمان والمكان من خلال برنامجها المباشر الذي يستخدم تقنية البث فائق الوضوح.»
وتعد أوبرا متروبوليتان المعروفة باسم «ذا مت The Met» إحدى أشهر دور الأوبرا على مستوى العالم وقد جاءت تسميتها تيمناً بمكان تأسيسها، وهو أحد أقدم الأماكن في مدينة نيويورك.
رسخت أوبرا متروبوليتان مكانتها كموطن لأشهر الأصوات العالمية إضافة إلى كونها مؤسسة تتمتع برؤية مستقبلية ثاقبة، وفي عام 2006، أطلقت أوبرا متروبوليتان برنامج «البث المباشر بتقنية فائقة الوضوح»، ويتضمن نقلاً مباشراً لسلسلة من العروض إلى ما يزيد على 600 مكان حول العالم.