قتل 27 شخصاً بينهم 3 جنود أميركيين وأصيب 80 آخرون بينهم 9 جنود أميركيين أمس، في عودة للتفجيرات الدامية التي هزت بغداد وكركوك. في حين أعلنت السلطات العراقية اعتقال شبكة متشددة مرتبطة بـ»القاعدة» اعترفت بتلقيها «دعماً مالياً من سوريا وجندت انتحارية فجرت نفسها داخل ضريح الإمام موسى الكاظم» في أبريل الماضي.
فقد هاجم انتحاري سوق الآشوريين المزدحمة بحي الدورة في جنوب بغداد ليصبح هذا الحادث من أكثر الحوادث دموية في عدة أشهر للقوات الأميركية وهي تقيد أنشطتها قبل الانسحاب في عام 2012. وقال شاهد عيان إن الجنود الأميركيين وأفراد الصحوة كانوا عند مدخل السوق عندما سار رجل بين الحشد وفجر نفسه. وقال الشاهد الذي طلب عدم نشر اسمه «كانت هناك فوضى بعد الانفجار، بعض الناس جروا بينما سقط آخرون على الأرض في حالة ذعر». وقالت الشرطة إن 12 مدنياً قتلوا وأن 25 آخرين أصيبوا بجروح. وأكد الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده وجرح 9 آخرين في مدخل سوق الاشوريين في الحادث. وفي حادثين آخرين بالعاصمة قتل ثلاثة من الشرطة وأصيب 20 بجروح بينهم 12 شرطيا بانفجار عبوة ناسفة داخل مركز شرطة المأمون في حي اليرموك غرب بغداد أمس. وذكرت مصادر أمنية أن «العبوة كانت موضوعة داخل حاوية نفايات» مشيرة إلى أن «العبوة وضعت عندما أخرج الحاوية عمال النفايات قبل ظهر أمس». واستهدفت قنبلة دورية للشرطة مما أدى إلى إصابة اثنين من عناصرها وثلاثة مدنيين في حي الزعفرانية جنوب شرق بغداد. وفي كركوك قالت الشرطة إنها تعتقد ان مهاجما انتحاريا يرتدى زي قوات الامن اختلط مع افراد مجالس الصحوة وهم يقتربون من مبنى تابع للجيش للحصول على رواتبهم، وفجر حزاما ناسفا يرتديه، مما أدى الى مقتل تسعة وإصابة ثمانية آخرين. ولحقت أضرار بالسيارات القريبة نتيجة للانفجار وتناثر زجاجها المحطم مختلطاً بالدماء. ووقع الهجومان بعد أقل من 24 ساعة من انفجار سيارة ملغومة قالت الشرطة انه أسفر عن مقتل 40 مدنيا واصابة 82 في حي الشعلة بغداد في وقت متأخر الليلة قبل الماضية. وفي قضاء المسيب الى الجنوب الغربي من العاصمة أصيب أربعة أفراد الشرطة حين سقط صاروخ كاتيوشا قرب دوريتهم، كما انفجرت قنابل فأصابت أربعة جنود وثلاثة من الشرطة في المسيب ايضا. وفي مدينة الحلة قتل شخصان باطلاق نار من مهاجم. أما في محافظة نينوى فقد عثرت الشرطة النهرية على جثة مجهولة الهوية بمدينة الموصل، فيما قتل شخص باطلاق نار من قبل مسلحين غرب الموصل ايضا وأصيب جنديان اثر انفجار عبوة ناسفة على دوريتهما شرق المدينة ذاتها. من جهة اخرى ذكر مصدر عسكري في محافظة واسط ان قوة عسكرية تابعة للفرقة الثامنة من الجيش العراقي اعتقلت تسعة مطلوبين خلال مداهمة لعدد من القرى غرب المحافظة. ونددت بعثة الامم المتحدة في العراق بالتفجيرات التي وقعت خلال اليومين الماضيين. ووصف ممثل الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا التفجيرات بأنها «جرائم تستحق اللوم تستهدف من دون تمييز عراقيين عاديين». وفي السياق الأمني أعلن مسؤول عراقي رفيع أمس اعتقال شبكة متشددة مرتبطة بـ«القاعدة» اعترفت بتلقيها «دعما ماليا من سوريا وتمكنت من تجنيد انتحارية فجرت نفسها داخل ضريح الإمام موسى الكاظم في أبريل الماضي». واوضح المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان «قوة تابعة لشؤون الداخلية والامن في وزارة الداخلية اعتقلت ثلاثة اشخاص متشددين دينيا ومرتبطين بالقاعدة بناء على معلومات استخباراتية في حي زيونة» وسط بغداد قبل يومين. وأكد من دون مزيد من التفاصيل أن «المجموعة اعترفت بتلقي دعم مالي من سوريا». وتابع ان «الارهابيين وجميعهم من العراقيين كانوا يشغلون منزلين فخمين في حي زيونة الراقي وعثرنا خلال المداهمة على أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وعبوات لاصقة وأسلحة وعتاد». وأشار إلى أن «المجموعة المتشددة اعترفت بتجنيد انتحارية فجرت نفسها داخل ضريح الكاظم بالإضافة إلى تقديم مساعدة في هجمات أخرى بينها العملية الانتحارية التي استهدفت الشرطة قرب ساحة التحريات» في بغداد الشهر الماضي. وأضاف المصدر أن «المجموعة اعترفت كذلك بعمليات اغتيال طالت الشرطة بواسطة عبوات لاصقة، بينها مقتل ضابط برتبة مقدم كان مسؤولاً عن قسم العرب في مديرية الإقامة، فضلاً عن سائق أحد نواب رئيس الجمهورية».
عدد اليوم
