البواردي: برامج واضحة بزمن محدد لمراقبة الأداء وقياس الإنجازات

انتهت حكومة أبوظبي أمس من إعداد خطة استراتيجية شاملة لدوائر ومؤسسات الحكومة للسنوات الخمس المقبلة، قال معالي محمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي، إنها تمثل بداية جديدة لأسلوب عمل الحكومة· وتستهدف الخطة تطوير السياسات الحكومية استنادا إلى مبادرات محددة وواضحة، حسب البواردي الذي أكد في اجتماع حضره الفريق أول ســـــمو الشــيخ محمـــد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي ارتباط الخطة بفترات زمنية محددة· وقال البواردي إن هذه المؤشرات تتيح ''مراقبة الأداء وقياس الإنجازات ومعرفة مواطن الضعف لمعالجتها'' أثناء العمل على تحقيق 636 هدفا وتنفيذ 1499 مبادرة حكومية وفق 202 أولوية تم تحديدها بعد 20 ورشة عمل و350 اجتماعا خلال العامين السابقين· وكانت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي عكفت خلال الشهور الماضية على تحديد أهداف وأولويات شاملة تساعد أبوظبي على تحقيق رؤيتها إقامة ''مجتمع آمن وواثق بنفسه، واقتصاد منفتح ومرن يتمكن من المنافسة عالمياً، وتنمية مستدامة·'' وقال البواردي إنه سيتم لاحقا الإعلان عن أبرز ملامح أهداف الخطة التي أطلقت بحضور أعضاء المجلس التنفيذي ورؤساء الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية في الإمارة· وستعلن الدوائر الحكومية خططها تباعاً بدءاً من يوم الأحد القادم وحتى نهاية شهر مايو المقبل، وفق برنامج أشرفت على إعداده الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، ما يعزز التواصل والتفاعل مع المجتمع· وأوضح البواردي أن أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي تسير وفق الرؤية الشاملة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في بناء مجتمع آمن وواثق، واقتصاد منفتح وتنمية مستدامة· وأنجزت 27 دائرة ومؤسسة مع نهاية العام الماضي خططها الاستراتيجية بإشراف الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، التي قامت بالتأكد من التناغم الضروري مع رؤية الحكومة والتنسيق بين مختلف الدوائر الحكومية لتطوير الاستراتيجيات والخطط الهادفة إلى بناء حكومة متميزة الأداء تستجيب لمتطلبات التنمية وقادرة على الإسهام في جعل أبوظبي مكاناً أفضل للإقامة والعمل والزيارة· وأكد أن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي ستقوم بوضع نظام متطور لمراقبة الأداء استناداً إلى أفضل الممارسات العالمية، يتم من خلاله مراقبة الأداء وتقديم الدعم اللازم للدوائر والهيئات الحكومية· وقال معالي محمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي في أبوظبي: ''إن حكومة أبوظبي، وبما وهبها الله تعالى من قيادة رشيدة وموارد مالية وبشرية نعتز بها، تملك الإمكانية والإرادة لجعل أبوظبي المكان الأجمل والأمثل لاستقطاب الاستثمارات وجعلها وجهة سياحية عالمية، وتوفير الحياة الرغيدة للمواطنين والمقيمين''· وأوضح أنه يجب استثمار الإمكانيات لبناء حكومة حديثة فاعلة واقتصاد منفتح ومرن ونبقي مجتمعنا آمناً مستقراً· كما تم تكليف هيئات حكومة أبوظبي بمباشرة الأنشطة الضرورية التي تضمن مشاركة الموظفين وأصحاب العلاقة والجمهور في دعم خططها وأولوياتها الاستراتيجية· وقال عبدالله الأحبابي، مدير إدارة الأداء الحكومي في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبوظبي: ''تمتلك حكومتنا رؤية شاملة وجريئة للغاية، وسوف يحكم مدى نجاح تنفيذها على أرض الواقع مستوى التزام موظفي الحكومة وشركائهم في القطاع الخاص وسكان أبوظبي بتنفيذ تلك الرؤية''· وأضاف قائلاً: ''سوف نعمل من خلال عملية التخطيط الاستراتيجي على تنسيق طموحات المجلس التنفيذي مع طموحات جميع الدوائر الحكومية· وسوف نواصل مراقبة الأداء ونتدخل عند الضرورة لندعم التنفيذ بهدف ضمان تحقيق أهداف حكومتنا''· وقد أكد رؤساء الدوائر تفهمهم والتزامهم بمفهوم الحكومة الرشيدة، خلال الاجتماع الخاص الذي عقد في ديوان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي· وأوضح مدير إدارة الأداء الحكومي أن الدوائر والمؤسسات الحكومية في أبوظبي استجابت للأجندة من خلال بناء استراتيجياتها للسنوات الخمس المقبلة، وخطط السنتين القادمتين، وحددت مدى مساهمتها في تحقيق المحاور الرئيسية لأجندة السياسة العامة· وقال إن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي رعت المراحل التي مرت بها في تطوير تلك الاستراتيجيات، وعقدت لهذه الغاية أكثر من 20 ورشة عمل، شاركت فيها فرق التخطيط الاستراتيجي في الدوائر والمؤسسات الحكومية· وأكد أنه تم تنسيق الخطط لضمان عدم ازدواجية الجهد والعمل، وللتأكد من مطابقتها لأجندة السياسة العامة ورؤية الحكومة الشاملة· وأضاف الأحبابي: ''عُقد أكثر من 350 اجتماع عمل، مكنت من اعتماد أسلوب موحد في تطوير الخطط وسهلت من مهمة إعداد الخطة الشاملة لحكومة أبوظبي، والتي احتفلنا اليوم بالانتهاء من إعدادها''· وأكد الأحبابي أهمية التواصل مع وسائل الإعلام في المرحلة القادمة، حيث ستقوم كل دائرة ومؤسسة حكومية بالإعلان عن خطتها الاستراتيجية من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والتي تراها مناسبة· وقال: ''نأمل أن تستمر عملية التواصل مع الأجهزة الإعلامية ومع الجمهور إلى ما بعد هذه المرحلة، وذلك تعزيزاً لمبدأ الشفافية والمساءلة التي أرادها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، بأن تكون أسلوباً ونهجاً تسير عليه حكومة أبوظبي، مما يزيد من التفاعل مع القطاعات المختلفة في المجتمع، والذي سينعكس بدوره على تحسين مستوى الأداء''· وقال إن حكومة أبوظبي عملت بروح الفريق من خلال عملية التخطيط الاستراتيجي، وسعت إلى تحديد معالم طريقها نحو التميز والعالمية· ولتحقيق ذلك فلابد من أن يتم بناء حكومة حديثة تحمل هموم الناس وتعالجها بطرق تحقق التوازن بين التنمية والموارد المتاحة، وتؤدي عملها وتقدم خدماتها بأعلى درجات المسؤولية وبأحسن المستويات العالمية· ووجه الشكر إلى رؤساء الدوائر والمؤسسات الحكومية ومسؤوليها على التزامهم الثابت والمستمر، وعلى دعمهم لهذا المشروع الذي تبدأ من خلاله أبوظبي عهداً جديداً يحقق طموح قادتنا برؤيتها الثاقبة، ويؤمن الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين والزائرين· وكانت حكومة أبوظبي قد أطلقت العام الماضي أجندة السياسة العامة وحددت ثمانية عشر هدفاً استراتيجياً تمثلت في أربعة محاور أساسية هي: التنمية الاقتصادية، والموارد الاجتماعية والبشرية، والبنية التحتية والبيئة، والمبادرات الشاملة للحكومة· وتمثل هذه المحاور الأولويات العامة للحكومة لتعزيز البناء الاقتصادي والاجتماعي ومواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة بشكل مدروس ومؤسس، وكذلك مواجهة التحديات التي تواجه الإمارة وتذليل الصعوبات التي تواجه متطلبات التنمية المستدامة من أجل تحقيق رؤية القيادة الحكيمة التي تسعى لكي تكون أبوظبي من أفضل خمس حكومات في العالم· كما ركزت الأجندة على تطوير مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء والرقي بها إلى مستويات عالمية، مما يجعل أبوظبي مركزاً لاستقطاب النخبة من الكفاءات العالمية ووجهة مفضلة للسياح من كافة مناطق العالم·