"كييك" يثير أزمة أخلاقية

أثار موقع "كييك" جدلا واسعا بسبب نشره مقاطع غير هادفة وخادشة للحياء، كونها تتنافى مع عادات وتقاليد مجتمعنا، ما حدا بالبعض بالمطالبة بفرض حظر على الموقع، بسبب ابتذال بعض المستخدمين من الشباب وتخطيهم للآداب والأخلاق العامة. وتقوم فكرة "كييك" على تسجيل المستخدم فيديو قصير يقوم خلالها بالترحيب بالأعضاء، ثم يقول رسالته المرئية والصوتية على أن لا تتجاوز مدة التسجيل 36 ثانية، الأمر الذي ساعد على سرعة انتشاره في الشبكات التواصل الاجتماعية المختلفة. واشتهر الموقع بمقاطع الفيديو الفكاهية والطريفة وعمل المقالب، وتحتوي أغلب مقاطعه على تقليد المشتركين لبعضهم البعض وإخراج ما في أنفسهم، هذا بالإضافة إلى المقاطع الحصرية التي تجمع بين الزملاء أو الأسرة بشكل عفوي وغير مجهز لها. وقد استطاع الموقع جذب الفنانين والفنانات والكثير من الشخصيات المشهورة، الأمر الذي ساهم بزيـادة أعداد المشتركين بالخدمة من محبي ومعجبي هؤلاء الشخصيات المشهورة. وفي هذا الإطار، علق مهندس برمجيات أحمد العزه بقوله "إن موقع كييك أتاح أدوات تساعد على الاستخدام السيئ للموقع وعلى عكس المواقع التواصل الأخرى مثل "تويتر" "فيسبوك" "يوتيوب"، التي تمنع حسب قوانينها الداخلية بث محتويات مخلة بالآداب العامة أو تسيئ للآخرين"، والواضح في موقع "كييك أنه لا توجد مثل هذه المعايير الأخلاقية التي تحد من بث تلك المواد المسيئة لعادتنا وثقافتنا". ووافقه الرأي الشاب ناصر محمد الكيومي قائلا "من وجهة نظري أن الموقع أتاح لضعاف النفوس ممارسة بعض التصرفات غير الهادفة وليس لها أي معنى وتخدش الحياء، حيث أغلب رواد الموقع من المراهقين والمراهقات وينقصهم الوازع الديني، كما أنه في الغالب يكون مطرودون من المواقع الأخرى". بدورها، طالبت (أم زايد) ربة أسرة "بحظر الموقع وإغلاقه لأنه أعطى فكرة سيئة عن شبابنا وبناتنا"، مضيفة "أن الموقع استغل بطريقة منحطة ومشمئزة أخلاقيا وفكريا شوهت ثقافتنا وتفكيرنا الشخصي". أما (أم عبدالله) ربة أسرة، فقالت "نحن كمجتمع محافظ يجب علينا أن نشكل ونرسم طريقنا مع هذه التقنية على الشكل الذي نحتاجه أو نستفيد منه، وأن لا نتركها تجرفنا إلى ما تريد مهما كان هدفها أو الاستخدام الشائع عنها". وقالت الموجهة الأسرية شيخة عبدالله المهيري "يجب أن يكون مجتمعنا أكثر وعياً، وأن يستخدم التقنيات الحديثة ليرتقي ويتطور"، مضيفة "كنت أتمنى أن لو كانت النسبة الأعلى للمشاهدات الخاصة بمجتمعنا لمقاطع "كييك" وغيرها من الشبكات الاجتماعية تنصب نحو المقاطع المعرفية والعلمية والتثقيفية والشرعية". من جهته، قال الخبير بالشبكات الاجتماعية أيمن الخطيب "إن الحظر ليس الحل ولكن لو ربط تفعيل أي حساب برقم هاتف الشخص أو بريده الالكتروني سيكون له تأثير إيجابي، وسيمنع أي شخص من التفكير برفع أي مقطع يخدش الحياء، لأنه مراقب ويمكن الرجوع له". وأضاف "لا فرق بين (كييك وتويتر والبلاك بيري والفيس بوك) لأنه نفس الاستخدام واذا تم التعامل مع كييك على انه موقع يحتمل الأشياء الإيجابية والسلبية، هنا علينا إن نحظر بعض الأفكار التي لا تفيد الموقع بأي صلة". وأشار إلى أن الموقع ساهم في نشر عدوى السخافة والاستهزاء والاستهتار بين الشباب، وحذر العائلات من السماح للأطفال من استخدام الموقع لأن سرعة رفع المقطع وسهولته قد يسبب كارثة. يذكر أن موقع "كييك" ليس جديدا في عالم الإنترنت فقد انطلق منذ سنتين، لكنه لم يبلغ شهرته محليا إلا خلال الفترة الأخيرة الماضية.