أحمد مراد (القاهرة)
أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية، قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، كانت زوجة لعبد الله بن عبد الأسد ابن عمة النبي برة بنت عبد المطلب.
كان أبو سلمة وزوجته من السابقين إلى الإسلام، وهاجرا إلى الحبشة، وهناك ولد ابنهما «سلمة»، وبعد قدومهما إلى مكة هاجرا إلى المدينة، ومنها أم سلمة على تربية صغارها، وعكف زوجها على الجهاد، فشهد بدراً وأحداً وأبلى فيهما بلاء مشهوداً، ورمي بسهـم في عضده، وظل متأثراً به حتى سنة أربع هجرية، وقبل موته دعا ربه قائلاً: اللهم اخلفني في أهلي بخير، فأخلفه رسول الله، صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أماً للمؤمنين، وعلى بنيه سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك، صلى الله عليه وسلم. وكانت أم سلمة توصف بالعقل والدين.
روت أم المؤمنين أم سلمة الكثير من الأحاديث النبوية، وهي تعد ثاني راوية بعد أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها.
وكان وجود أم سلمة، وعائشة، رضي الله عنهما بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة سنة 58 هجرية، تربعت أم سلمة على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة، وقد جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية. ومن مرويات أم سلمة في أبواب الطهارة، روت في غسل الجنابة واغتسال الرجل مع زوجه، وكيفية اغتسال النساء، وفي دخول الحائض والجنب المسجد، والنوم مع الحائض في لحاف واحد، والاستحاضة، وفي ذيول النساء وما يطهرها.
وفي أبواب الصلاة وما تعلق بها من أحكام، روت في الركعتين بعد العصر، وهي صاحبة هذه الرواية، وقد أخذتها عنها السيدة عائشة، كما روت في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية صلاته، ووتره ونوافله، وروت في الدعاء دبر الصلاة، كما روت في عدم قضاء الحائض الصلاة، وصلاة النبي، صلى الله عليه وسلم جالساً، والمرأة تصلي في درع وخمار ليس لها إزار إذا لم تظهر قدماها، وفي القنوت وفي الزكاة، والإنفاق على الأولاد والزوج، وفضل الصدقة، وأبواب الصوم، وفضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، كما روت في أبواب الحج في حج النساء.
وتغلب على هذا الكم من المرويات الصفة العملية مع وجود مرويات في غير ذلك، في الأقوال النبوية وفي الأدعية، ما يعطي أم المؤمنين أم سلمة، رضي الله عنها، شهادة على حفظها واهتمامها بما يصدر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وروايته للناس. نقل مرويات أم سلمة جيل من التلاميذ، حيث روى عنها خلق كثير من الصحابة مثل: أبي سعيد الخدري، عمر بن أبي سلمة، أنس بن مالك، بريدة بن الحصين الأسلمي، سليمان بن بريدة، أبو رافع، ابن عباس.
ومن التابعين، روى عنها سعيد بن المسيب، سليمان بن يسار، شقيق بن سلمة، عبدالله بن أبي مليكة، عامر الشعبي، الأسود بن يزيد، مجاهد، عطاء بن أبي رباح.
ومن النساء، روت عنها ابنتها زينب، هند بنت الحارث، صفية بنت شيبة، صفية بنت أبي عبيد، أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عمرة بنت عبدالرحمن، حكيمة، رميثة، أم محمد ابن قيس.
توفيت أم سلمة سنة 62 هجرية وعمرها 90 عاماً.
عدد اليوم
