الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبريت «الصباح الجديد» يحتفي بمئوية الشابي في الدوحة

29 مارس 2010 22:12
ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010، تم عرض أوبريت غنائي ودرامي مسرحي عن الشاعر العربي الكبير أبي القاسم الشابي بعنوان «الصباح الجديد»، تستلهم سيرة الشاعر وإبداعه في إطار موسيقى أوبرالية راقصة، وقد كتب السيناريو محسن بن نفيسة وألحان رشيد يدعس وإخراج حاتم دربال، وشارك في العمل فريق ضخم من الممثلين على رأسهم الفنان كمال العلاوي ومنشدون وباليه راقص وموسيقيون وفنيو سينوغرافيا وأضواء وتوزيع موسيقى. فلسفة شاعر يعتمد أوبريت «الصباح الجديد» على رؤية بصرية حديثة لفلسفة شاعر الحياة والإرادة أبو القاسم الشابي، مستعيناً بمجموعة كبيرة من الممثلين والمنشدين والراقصين، الذين شكلوا بدورهم لوحات جميلة بالاعتماد على قصائد الشاعر، وتوزيعها بشكل فني جديد. ويتكون العرض من سبع لوحات تقدم معالجة درامية جمالية لموضوعات شكلت إلهاماً للشاعر وأسئلة شغلته، مثل الحرية والحب والوطن والإنسانية والطموح والقوة والإرادة والوجود. سبع لوحات كما تشكل فسيفساء من المراحل التاريخية التي عايشها الشاعر مكافحاً حالماً بالحرية والانعتاق من الظلم والاستعمار. تقدم اللوحة الأولى: الاستفاقة صدى للوعي، ونتيجة للشعور بالحاجة الى اكتناه معنى للوجود، فكان طلب النشيد طلب الحياة. واللوحة الثانية: الشاعر في كونه، في جنته الخالدة، هو بين السعادة والزيف والبحث عن إسعاد الآخرين. يلبي الطلب ويقرر النزول إلى الواقع ينشد الحياة. واللوحة الثالثة: الواقع لسان الظلم والطغيان. خلو من الإنسانية والإنسان اغتصاب وهوية في خبر كان والشاعر ما كان يتصور ما كان.. فإذا هو غربة في الجسد في الزمان والمكان. واللوحة الرابعة: فينوس رمز للمرأة، الحب، الجمال.. الأرض.. والخصوبة.. والولادة.. والتوليد.. مبعث الأمل الجديد تسري في شرايين الشاعر وتبعث فيه جوهر المعنى «إنما الحياة في التوق الى الحياة». واللوحة الخامسة: بالحب نريد، للجمال نصلي ونزيد. جمال الكون السعي بإرادة من نار تذيب الظلام الجديد.. واللوحة السادسة: يتسلم الشاعر مشعل الروح ويذكي جذوة الفعل فيه وفي مناصريه، فيولد الصراع، وينمو، وينضج ويكبر.. هو صراع ضد الذات الخاملة، ضد النار الخامدة من أجل الوحدة الصامدة ضد أشكال الثعابين المقدسة. واللوحة السابعة: الانتصار لإرادة الحياة، لحماة الحمى، لصباح جديد من فجر جديد، من فجر منير، شمسه لا تزول ولا تغيب شمس ضياؤها عرق الجبين بالفعل الدائم الامتلاء والأمل الساطع الأرجاء في كل شبر من هذا الوطن «تونس يا أغلى وطن». معان سامية وقد شد الأوبريت الرائع الذي يدوم 80 دقيقة جمهور المسرح المائي بالمدينة التعليمية وصفق له طويلاً لما يحمله من معان سامية عن الحياة والحب والوطن والحرية، كما كانت اللوحات الجميلة فناً راقياً جمع بين التعبير الحركي والرقص والقصائد المغناة، التي تجسد روح الشابي في ذكرى مئويته التي احتفل بها العالم العربي منذ أشهر. يقول كاتب السيناريو محسن بن نفيسة: بمناسبة مئوية ميلاد الشاعر.. تستفيق صورة الشابي الشعرية.. وتقع مطالبته بالنشيد.. يترك عالمه العلوي وينزل إلى أرض الواقع.. يكتشف الحالة الاجتماعية والسياسية والواقع الإنساني.. يشعر بالغربة.. إلا أنه يقرر الصراع.. فيقف ضد العوائق لإزاحة الظلم والظلام.. ويتكاثر مناصروه من الشعب.. ويحقق المنشود.. ويظهر الصباح الجديد.. هو إذا كفاح ضد الظلم والاستعمار مهما كان مأتاه، وقد مثل الشاعر ذلك الملهم لشعب مكافح، والمفكر المحرض من أجل الانعتاق: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد لليل أن ينجلي ولابدّ للقيد ان ينكسر. يقوم هذا العرض على فكرة جوهرية تتمثل في أن الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر إنما هي بعث جديد للشاعر وإفاقته من رميم الكلمات، فآثر الشاعر رسومه الباقية من حيث هو فكر وحس ووجدان رسمتها حروف موات تكون لها القراءة إحياء ونفخاً في الصور من روح القارئ.. ففي إعادة هيكلة الكلم إعادة الصورة.. وهي صورة ذاتية بحسب ذوات المتدخلين في العمل من كاتب سيناريو إلى شاعر يربط بشعره بين أشعار الشابي، إلى الملحن، إلى المؤدي.. وبالتالي يكون هذا العمل أنفاساً في أشكال تملؤها لتتحرك لتقول إيقاعاً ومعنى هو لسانها وصوتها بحسب المعيش لا الموروث، بحسب الإبداع لا الاتباع، وفي حقيقة الأمر لا يقول الشاعر إلا بحسب ما يقرأ القارئ.. بخلفيته ومرجعيته، بفكره وإحساسه.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©