الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأم البديلة وعقوق الآباء

22 مايو 2009 03:39
كثيرٌ منا من يغضب حينما يسمع قصة من قصص عقوق الأبناء لآبائهم فكم سهروا لأجلهم وكم تعبوا في تحصيل لقمة عيشهم، وكم فرحوا لنجاحاتهم وحزنوا لإخفاقاتهم، وكم قدموا لأجلهم، إننا نحزن حزنا عميقا لهذا النكران والجحود. ولكـن لا نحزن حينما نسمع بقسوة أب على أبنائه، فلا يشعرهم بالحب، أو الحنان أو الاهتمام. ولا يقبلهم ولا يجلس معهم ولا يسمع لهم، ولا يحل مشاكلهم. كان لاعرابي عشرة صبية وكان يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم - ان لي عشرة من الصبية ماقبلت أحداً منهم، فقال عليه الصلاة والسلام -متعجبا-أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك). أولا نزداد حزنا حينما نرى أما تعتمد على أخرى في تربية أبنائها (الخــادمة ) فهي التي تطعمهم اذا جاعوا، وتشرّبهم اذا ظمئوا وتلبسهم ملابسهم، واذا بكوا تحضنهم وتحملهم، بل إن المضحك حقا أن هنـاك خادمة تدرس الأطفال الدروس، وهكذا تتحول الخادمة إلى أم بديلة. وفي الملاهي والأسواق يبقى هذا الابن المسكين مع الخادمة وكأنه من سقط المتاع، بينما تسرح الأم وتمرح داخل بيتها وخارجه، غير مبالية بما رزقها الله عز وجل من نعمة الأطفال التي حُرم منها غيرها. أقصى ما تفعله أن تسأل الخادمة بكل برود (هل أطعمتيهم؟ هل ألبستهم ملابسهم الجديدة؟ هل لعبت معهم؟ هل درستيهم؟) أصبحت الخادمة تقوم بمهام الأم الحقيقية. طبعا هذا الصنف من الآباء والأمهات لا نستطيع أن ننكر وجوده في مجتمعاتنا، فهل يعتقد ذلك الأب أو تلك الأم أن يبرهم أبناؤهم حين يكبرون؟ هذا بالضبط ما قصدته من عنوان (عقوق الآباء) فالآباء بلا شك يساهمون بشكل كبير جدا في عقوق أبنائهم لهم، لأن «فاقد الشيء لايعطيه». كيف يحب الابن أباه وهو لم يعرف الحب منه يوما ما، فأبعد الناس عنه أبوه. كيف يحن وهو لم يتعلم من أمه الحنان، فهو لم يكن يسمع من أمه الا أنواعا وأشكالا وأصنافا من السب والشتم، فمن أراد بر أبنائه فليبرهم هو أولا، وإلا فلا مناص من العقوق المتبادل، إلا من رحمه ربه ونجاه. سلطان الحمادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©