الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كاميرات المراقبة» ترصد المخالفات وتسهم في تحقيق الانضباط السلوكي للطلاب

«كاميرات المراقبة» ترصد المخالفات وتسهم في تحقيق الانضباط السلوكي للطلاب
19 فبراير 2013 19:56
الاهتمام بالمشكلات السلوكية من أهم الركائز العملية التربوية والتعليمية، لذا فإن أثر التربية والتعليم يظهر جليا في سلوك الطالب الإيجابي. فإذا ما بدر من الطالب سلوكاً معوجاً أو انحرافياً، كان جديرا بالدراسة والبحث والرصد. ولعل المشكلات السلوكية اليومية للطلاب ستتزايد بالتأكيد إن تركت دون رقابة، ولم تبادر الإدارة المدرسية في رصدها مبكراً، واتخاذ كافة الإجراءات للحد منها واستئصالها من الوسط المدرسي، لأن مثل هذه المشكلات تسبب خللاً مؤكداً في نواتج العملية التعليمية. خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ تقتسم المدرسة مسؤولية التنشئة الاجتماعية مع الأسرة، ومن ثمّ يمكن أن تلعب دوراً هاماً في ترسيخ ثقافة اجتماعية وتربوية وسلوكية إيجابية لدى الأبناء الطلاب من خلال البرامج والمناهج التربوية، ومن خلال الحد من عدوى السلوكيات الخاطئة، أو الانحرافات الأخلاقية إن وجدت. وطبيعة المناخ المدرسي، والبيئة المدرسية، تتسم بخصوصية شديدة التعقيد، تستلزم خبرة ووعي تربوي بطبيعة السلوكيات والمشاكل التي تفرض نفسها ، بل تعد سمة لهذا المجتمع الدراسي الصغير. فالإدارة المدرسية تتعامل مع أعداد كبيرة من الطلاب من فئات عمرية متباينة، وينتمون إلى ثقافات أسرية متعددة، ومن ثم يتوقع دائما حدوث تجاوزات أو مشاكل أو انحرافات أحياناً عن المسار الانضباطي السليم من قبل بعض الطلاب. رصد المشاكل إن التعرف على المشكلات الطلابية من سلوكيات عدوانية، ومشاجرات، وكتابة على الجدران، أوالتدخين أو إقناء وحمل وتبادل أشياء ممنوعة، قد تحتاج في كثير من الأحيان إلى جهد لرصدها وضبطها وتحديد المسؤولية فيها، وقد يكون التدخل المبكر العامل الحاسم في تناول مثل هذه المشاكل. من هذا المنطلق انتهى مجلس أبوظبي للتعليم من تركيب «كاميرات» مراقبة تليفزيونية في 80 مدرسة على مستوى أبوظبي والعين والمنطقة الغربية كمرحلة أولى. وعن تقييمه لهذه التجربة وفعاليتها في الوقاية والحد من السلوكيات السلبية بين الطلاب، فما جدوى هذه التجربة يقول سالم حامد الهاملي «طالب»:«إن وجود كاميرات المراقبة في ممرات وطرقات المدرسة مهم للغاية لأن كثير من الطلاب يخافون من اصطحابهم للأشياء الممنوعة مثل الأسلحة البيضاء أو الأجهزة والألعاب الإلكترونية التي كثيراً ما كانوا يبالغون في استخدامها في فترات الراحة والفرصة المدرسية الطويلة، وأحياناً كان البعض من الطلاب يتغيب متعمداً عن حضور الدروس وينشغل في مثل هذه الألعاب، وبالتالي فوجود الكاميرات يحد من غياب الطلاب واستهتارهم عن حضور الدروس». ويُكمل زميله ياسر الجعلان»طالب»: «من الفوائد المهمة لوجود نظام المراقبة بالكاميرا في المدارس، إنها تسجل كافة التجاوزات والمخالفات والمشاجرات والانحرافات، وتفيد الإدارة المدرسية في حسم كثير من المشاكل ومعرفة المتسبب الحقيقي فيها دون إلقاء التهم على الطلاب جزافاً خاصة أن هناك من الطلاب مَنْ يُنكر ويُخفي تجاوزاته ويلقي باللوم على زميل آخر وخاصة عند المشاجرات أو عند الاشتراك في ارتكاب خطأ ما، فالكاميرا ترصد كل ما يدور ولا مجال للادعاء ولا الكذب أو إلقاء اللوم على الآخرين دون سبب». حاجة وضرورة يرى راشد الحوسني «ولي أمر» أن وجود كاميرات للمراقبة في المدارس أمر ضروري ومهم للغاية في كافة المراحل الدراسية المختلفة، فنحن كآباء وكأسرة نرتاح كثيراً إذا ما شعرنا أن هناك رقابة جادة على تصرفات أبنائنا في المدرسة، وخارج حدود الصف الدراسي، وأدعو من جانبي جميع أولياء الأمور إلى التعاون الإيجابي مع إدارات المدارس في هذا الأمر، الحرص على تكرار الزيارات المدرسية، والتدخل الأسري المناسب بالتعاون مع الإدارة المدرسية في حالة ما إذا تم رصد أي مخالفة سلوكية على الطالب، لأن ذلك يصب في النهاية لمصلحة أبنائنا ومستقبلهم الدراسي. وتؤكد جورية الحمادي «أم أحد الطلاب» أن هناك ارتياحا كبيرا تشعر به كأم عندما يكون طفلها أو ابنها الصبي أو المراهق مراقب من قبل إدارة المدرسة، وتقول: «إن هذه المراقبة لا نفهمها على أنها كبت لحرية الطالب أو أنها انتهاك لخصوصيته أو تقييد لحريته أو إساءة الظن به، وإنما هناك المطلب التربوي لهذه المراقبة، منها الحد من السلوكيات السلبية والسيطرة على التصرفات المشينة أو الخروج عن المألوف، أو عندما يتعلم الطفل الصغير عادة أو سلوك غير سوي من رفاق السوء، فهذه المراقبة تتيح للإدارة المدرسية أن تتدخل في الوقت المناسب، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أجد فيه جميع دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية مشمولة بمثل هذه الكاميرات، وأهيب بكل أولياء أمور الطلاب والطالبات التجاوب الكامل مع تدخلات الإدارة المدرسية عندما يكون هناك ضرورة لذلك، فتعاون المدرسة مع الأسرة من شأنه أن يُحد كثيراً من مشاكل أبنائنا الطلاب. أهمية الانضباط يرى عبدالرحيم الهرمودي مساعد مدير مدرسة المستقبل الحلقة الأولى إن وجود كاميرات المراقبة في المدارس ذات فعالية كبيرة في مراقبة سلوكيات الطلاب وخاصة طلاب الحلقة الأولى، حيث يصعب السيطرة عليهم ولاسيما في أماكن اللعب والممرات وخارج حدود الصف الدراسي والمداخل والمخارج ودورات المياه، نظراً لطبيعة سلوكيات الطلاب في هذه المرحلة التي تتسم بالحركة الزائدة، والمشاكل الناجمة عن المشاغبات والاحتكاكات ومشاكل اللعب. وهذه الكاميرات من شأنها أن تُيسر للإدارة المدرسية أن تطلع بشكل مستمر وطيلة الأوقات التي يتواجد فيها الطالب في المدرسة مراقبته وتوجيهه وتلافي المشاكل والانحرافات إن وجدت في وقت مبكر. كما يضيف عمر الناجم الاختصاصي الاجتماعي في مدرسة المستقبل الحلقة الأولى: «التوسع في تركيب كاميرات المراقبة والاعتماد عليها في مراقبة سلوكيات الطلاب مهمة للغاية في كافة المراحل الدراسية، سواء الحلقة الأولى أو الثانية، فلكل مرحلة مشاكلها الخاصة المرتبطة بأعمارهم. فالتحرشات والاحتكاكات والتجاوزات تختلف من مكان إلى آخر، ودائماً ما يشكو الطلاب من بعضهم سواء إذا كانت تلك التصرفات اعتيادية أو تتضمن تجاوز مقصود أو انحرافات سلوكية أو يصطحب البعض منهم أشياء ممنوعة كأجهزة التلفون المحمول أو الأقراص المدمجة أو الأسلحة البيضاء أو تدخين البعض، وهذه مخالفات قد توجد بين حين وآخر، ومن ثم فإن وجود كاميرات للمراقبة يساعد الإدارة المدرسية والاختصاصي الاجتماعي على كشف كل من يرتكب أي من هذه المخالفات في وقت مبكر ومن ثم يتم السيطرة والتدخل التربوي والإداري المطلوب أو المناسب. الاختصاصي الاجتماعي أحمد مهدي الواحدي بمدرسة الغزالي النموذجية في أبوظبي يشيد بتجربة العمل بنظام كاميرات المراقبة المدرسية خاصة في المدارس الكبيرة، ويقول: «إن تدخل الإدارة المدرسية والاختصاصي الاجتماعي والمشرفين فضلاً عن المدرسين في المشاكل التي قد تحدث بشكل طبيعي ويومي بين الطلاب، لا يستهدف إلا تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية ومصالح الأبناء الطلاب وحمايتهم من أنفسهم ومن أخطائهم وتجاوزاتهم والحد من أية انحرافات سلوكية إن وجدت. فالهدف الرئيس للعمل بالكاميرات المدرسية أو الاعتماد عليها في مراقبة الطلاب ليس الهدف منه تقييد حرية الطالب أو التدخل في خصوصياته، وإنما هي وسيلة احترازية ووقائية تُسهم إلى حد كبير في الحد من معظم المشاكل التي قد تحدث، فمع اتساع بعض المدارس وكثرة عدد الطلاب وتنوع وتعدد الثقافات التي ينتمي إليها الطلاب من شأنه أن يوجِدَ بين حين وآخر بعض المشاكل السلوكية المتوقعة، وبالتالي تصبح مسألة التدخل المِهني من قبل الإدارة أو الاختصاصي الاجتماعي أمر مهم وعاجل للحد من تفاقم أية مشكلة». رصد المخالفات والرقابة مطلب تربوي يشير الدكتور عبدالله جابر محمد الحوسني، مدير مدرسة الغزالي للتعليم الأساسي بأبوظبي إلى أن هذه التجربة نفذت في المدرسة ومضى عليها أكثر من 10 سنوات، ولقد ثبت نجاحها وفعاليتها في رصد وتقليل المشاكل أو الاحتكاكات أو المشاجرات التي تتم بين الطلاب في هذا السن. إن الرقابة جانب مهم ومطلب تربوي في هذا السن، وعلينا أن نقر بأن انتشار الكاميرات في كافة أرجاء المدرسة والأماكن التي يتواجد فيها الطلاب من فصول وممرات ومخارج وصالات ومرافق رياضية أو غيرها، طيلة اليوم الدراسي، من شأنها أن تحد كثيراً من مثل هذه المشاكل، فضلاً عن منعها لأية انحرافات سلوكية قد تحدث، لأنّ الطالب يشعر أنه مراقب، ومن ثمّ لا يقدم على أي فعل يتنافى مع النظام أو الأخلاق، ولن يجرأ أن يعرض نفسه للمحاسبة من قبل إدارة المدرسة. ومثل هذه التقنية تفيد في الحد من المشاكل إلى حد كبير، وتساعد في رصد وتحديد المسؤولية بدقة بدلاً من توزيع الاتهامات أو الظنون والاحتمالات ، فضلاً عن أهمية التعاون الإيجابي بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور فيما يتعلّق بأية ظاهرة سلوكية سلبية، ولا سيما حالات التعدي والتحرش أو خلافه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©