السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ديمقراطية الحياة الزوجية»

19 فبراير 2013 19:56
الأزواج الذين بلغوا درجة فائقة من النضج العاطفي ويتمتعون باحترام متبادل مع زوجاتهم، إنما هم أيضاً يمرون بفترة يكتشفون فيها أن الخلاف ضروري حول مسائل معينة، مثل طريقة الإنفاق، أو طريقة اختيار كل طرف لأصدقائه، أصدقاء الزوج قد لا يعجبون الزوجة، صديقات الزوجة قد يعترض عليهن الزوج. طريقة تفصيل ملابس الزوجة قد يعترض عليها الزوج، أو طريقة تعاطي أي طرف منهما مع مشاكل الأبناء اليومية، وهكذا. إن الأزواج والزوجات يكتشفون دون قصد منهم، أنهم عرضة للاختلاف في الرأي خصوصاً في السنوات الأولى من الزواج. وأي زواج ناجح يكتشف فيه الطرفان أثناء كل مناقشة بعض النقاط التي يختلفان فيها. هنا نعرف أن الزواج كالتعليم. يجب أن نستفيد من الدروس. إننا نكشف كل ما في أعماقنا للطرف الآخر، وهو يكشف لنا ما في أعماقه. إنها «ديمقراطية الحياة الزوجية»! وإلا لماذا لا نتعلم من كل مناقشة؟ إنّ «تعلُمنا» هو الذي يوفر علينا سوء التفاهم، ومن ثم نقلل عدد مرات الخلاف، وبالتالي يمكننا أن نزيل أسباب الخلاف قبل أن تنشأ. قد يكتشف أحد الزوجين أنه يملك عادة مستفزة أو أن رأيه في مسألة ما غير معقول، إذن فعليه أن يعترف بذلك وأن يتخذ قراراً حاسماً وصامتاً بأن يتراجع عن هذه العادة. وأن يتنازل عن الرأي غير المعقول. مثال ذلك الزوج الذي يصر على شراء ملابس جديدة لنفسه، بينما البيت يحتاج إلى ثمن هذه الملابس، والمثال نفسه يمكن أن «ينطبق بقوة» على المرأة أحياناً أكثر مما ينطبق على الرجل. وعلى الرغم من أن «الإسراف» كريه كصفة في أحد الزوجين، فإن الطرف المسرف يجب ألا ينال التوبيخ واللوم دائماً. إنما يجب أن يتلقى نصيبه الكامل من الحب والحنان والرعاية والفهم، وأن يحاول طبعاً علاج عيبه الذي يتمثل في الإسراف. وهذا المثال يمكن أن ينطبق على بقية العادات الأخرى التي يعترض عليها أحد الزوجين. لكن يجب ألا ننسى أن الحب يحسم الكثير من الخلافات في حالات الزواج الناجح. وعلينا أن نعرف أيضاً أن الحب عندما يختفي من البيت الذي يعيش فيه الزوجان، فإن الخلافات تصبح ضيفاً دائماً في هذا البيت. إن بعض علاقات الزواج تتحول إلى علاقة بين أعداء لا يعلنون عن عدائهم بشكل مباشر، أن يتصيد كل طرف الأخطاء للآخر، ومن ثم يخلق له توتراً ومشاكل. إن ذلك يحدث عندما تملأ الكراهية قلب أحد الزوجين وتصبح الحياة خالية من المحبة والود، وإذا ما استمرت أصبحت جحيماً بينهما. وتستمر الحياة في هذا النوع من الأسر، ولا يستقر فيها الحب كثيراً ولا يستقر فيها الخلاف كثيراً أيضاً. إن هذا النوع من العلاقات الأسرية موجود. ومما لا شك فيه أن المسائل التي يمكن أن يثور حولها الخلاف في كل أسرة لا حصر لها ويمكن أن ينفخ فيها أحد الزوجين لتصبح ناراً تحرق البيت نفسه. إن هذه الأوضاع تهدم نفسية الإنسان سواء كان طفلاً أو زوجاً أو زوجة. وهذا ما لا نتمناه. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©