الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشغل النسائي صورة صادقة لبراعة جداتنا

المشغل النسائي صورة صادقة لبراعة جداتنا
29 مارس 2010 22:17
قامت النسوة في الماضي بأدوار إضافية إلى جانب أدوارهن الاعتيادية اليومية، فكن قبل ظهور النفط يصنعن مما توفره البيئة ‏حولهن ‏من مواد أولية؛ الكثير من أدوات البيت ومستلزماته، فيبدعن من الصوف ‏وسعف النخيل العديد ‏من القطع النسيجية وغيرها التي تتوزع في مختلف أركان البيت الشعبي.‏ من هنا، وحرصاً من «نادي تراث الإمارات» على المحافظة على تراث الدولة وتعليم وتثقيف الأجيال والسياح بماضي الأجداد والجدات وتعريفهم بتراث المنطقة المهني عبر الاطلاع على الحرف والمهن اليدوية القديمة، قام في منتصف التسعينيات بإنشاء «المشغل النسائي» في القرية التراثية الواقعة على كاسر الأمواج في أبوظبي أحد أكبر مرافقه الجميلة. وجهزه بكل ما يلزم من أجهزة ومفروشات وأدوات ومواد خام لإتمام تلك المهن. وتسعى السيدات من مواطنات الدولة العاملات في المشغل إلى إبراز الجانب التراثي في الدولة أمام الزوار، إذ يضم المشغل نماذج حية للمهن النسائية التي مارستها الجدات في البيئات (البرية والبحرية والزراعية). يقع «المشغل النسائي» تحديداً جانب السوق الشعبي للمهن الرجالية. وفيه تنجز الأمهات والجدات أجمل الأشغال اليدوية من (الغزل والحياكة والتلي والزري)، إضافة إلى صناعات يدوية أخرى تعتمد على سعف النخيل (السرود والمهف والمكب والجفير والمكشة) وهناك أيضاً (الخرج والمنسوجات والزرابيل وغطاء الفرش وغطاء التكي والمحوى والخناق والخطام) وغيرها الكثير. فيما يتوفر بجانب المشغل معرض خاص بالمنتجات؛ مصنوعة دكاكينه من سعف النخيل والخوص على هيئة بيوت «العريش» تباع فيها منتجاتهن وتوفر للزوار -نساءً ورجالاً- سبل الاطلاع على مهن الأجداد من خلال المنتجات. وييسر الاطلاع وشراء المنتجات اليدوية التي قامت السيدات العاملات بصناعتها أمام عيون الزائرات والسياح، ولكل مُنتج أو قطعة استخدام وميزة وسر إبداع، فيما يتاح للجميع اقتناء ما يعجبهم من تلك المنتجات. حيث تصدّر السيدات العاملات من خلال المشغل منتجاتهن داخل القرية وخارجها، إذ تباع بوفرة وتشهد إقبالا كبيرا من مواطني الدولة والمقيمين فيها والسياح على اقتنائها نظراً لجمالياتها الفنية وبراعة إنجازها ولاتصالها بتراث الشعب الإماراتي، وما يتصل بهذا الجانب من حنين وشغف، فضلا عن كون أسعارها «متهاودة؛ تشجيعية تسعى إلى نشر التراث عربياً وعالمياً وعدم الاكتفاء بالمحافظة عليه محلياً. يعكس بذلك «المشغل النسائي» من خلال مجموعة الحرف اليدوية القديمة؛ صورة صادقة عن جهود جداتنا -قديماً وحالياً- في التكيف مع البيئة الصحراوية، وحسن استغلال مواردها الطبيعية وتطويعها لصالحهن، ويشي ببراعة المهارات الذهنية واليدوية التي اكتسبنها خلال ممارسة العمل الحرفي عبر استخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة المحلية، بمثل ما تعكس النمط المعيشي لهن وتأقلمهن مع الطبيعة المحيطة بهن مهما قست، وانتفاعهن بما تجود به عليهن رغم ندرته، خاصة خلال غياب الأزواج والأشقاء والأبناء في البحر أو البر سعياً للرزق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©