الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صدور «المجموعة الكاملة» للشاعر اليمني الراحل سعيد دحي

22 مايو 2009 03:42
صدرت حديثاً الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر والأديب اليمني الراحل سعيد محمد دحي (1948-2000م) عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وكان أفراد أسرة الشاعر الراحل سعيد دحي قد قاموا بجمع جميع أعماله الشعرية التي نــُشر القليل منها في الصحف العربية في السبعينيات وبداية الثمانينيات، قبل أن يدخل الشاعر في حالة عزلة فلسفية فرضها على نفسه، وجعلت أشعاره رهن أدراج مكتبه ومنزله الكائن في أبوظبي، إلى أن وافته المنية في 3 ديسمبر 2000م. تستوقفك في الصفحة الأولى من الأعمال الشعرية الكاملة لسعيد دحي جملة استفهامية تـُسائلك: «علام تجوس في الآفاق مدحوراً كأنك دونكيشوت؟!» لتكون نقطة البداية (وربما النهاية التي يجب أن تعود إليها عند انتهائك من القراءة!) التي ترسم أهمية هذا الإصدار– شعرا- وتغوص بك في رحلتي الشتاء والصيف ولفح هجير صحراء الربع الخالي، حيث تخوم تاريخ وطن لم يعد في فترة السبعينيات مأوى للقصيدة. سعيد دحي، ابن المكلا، الحضرمي، اليماني يرسم بالرمز أحياناً والتصريح أحياناً أخرى، التطور الروحي لإنسان عربي من منطقة الجزيرة العربية انعكست فيه أحداثها الدرامية في جنوبها في النصف الثاني من القرن العشرين والتي كان يحدوها الأمل أحياناً والألم أحياناً كثيرة، ليمتد تواصلياً مع الخط الذي رسمه جده الحضرمي القديم، أمرؤ القيس الكندي الذي بكى صاحبه لما رأى الدرب دونه، فقال: «نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا». هذا الإصدار يُحاول أن يـُـشعل قبساً يـُضيء شاعراً حاول هو أن يفرض على نفسه تجاهل قبل غيره نكاية ًبالموت، أو تاجر الوقت كما يحب أن يسميه. وإن كانت الأسئلة التي يُسائلها سعيد دحي تبدو أزلية لا تزال تنزف منذ زمن القتل الأول إلا أن دحي كما يقول الناقد والدكتور عبدالله البار، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين «جاء متميزاً تميز الشعراء الكبار في العربية الحديثة، كصلاح عبدالصبور وخليل حاوي، يقول كما يقولون وليس بما يقولون». يقول دحي في قصيدته التي تحمل عنوان «الوقت»: «يمر الوقت ويموت الإنسان/ بلا سبب/ إلا أن الوقت له بالمرصاد/ ويمر العمر جزافا وتضيع الأيام/ بلا سببٍ/ إلا أن العمر صليب فناء يحمله الإنسان/ أو ومضة روح تسري في لحظة/ وبقية عمر الإنسان هباء». غير أن الابتسام في وجه الموت/ الحياة والغناء حتى الصباح هو تميمة بقاء للشاعر سعيد دحي، شأنه شأن أعمامه، يسلم دحي المغني المعروف، أو صالح دحي الذي قال عنه المؤرخ اليمني الكبير عبدالقادر بامطرف إنه أجمل مـَن صدح بصوت «الدان» في الساحل الحضرمي. يقول سعيد دحي في قصيدته «خاطرة» مغنياً لمقامات الحواس: «أروع ما في الكون تمتعنا بالضوء/ وبالعينين/ بالأذن و بالشفتين/ بالموسيقى/ تزرع في القلب ميناء الروح/ نبضات من حركات الكون/ وأصوات الخلق/ شهقات الميلاد/ ورعشات الأعياد/ بالموسيقى/ بالأذنين/ بالأضواء وبالعينين»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©