الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصورة تنتصر على جماعات الموت والخراب

المنصورة تنتصر على جماعات الموت والخراب
30 ابريل 2016 21:50
ماهر الشعبي (عدن) في الوقت الذي أعلن فيه عن بدء تنفيذ الخطة الأمنية الثانية بعدن مطلع الشهر الماضي، كانت قوات الأمن قد تجاوزت الجسر البحري الرابط بين مديريات عدن الثماني، وتخضع أربع منها لسيطرة قوات الأمن، وهي مديرية كرتير والتواهي والمعلا وخور مكسر، في حين أن أربع مديريات خارجة عن القبضة الأمنية، وهي مديرية المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة، وهذه الأخيرة هي هدف الخطة الأمنية الثانية. وبموازاة إعلان الخطة، كانت قوات الأمن قد تخطت الجسر البحري، ووصلت إلى جولة كالتكس أو ما يسمى «جولة الموت»، وهي الجولة التي شهدت اغتيال عدد كبير من قيادة الأمن والجيش والمقاومة الشعبية، كما أنها همزة الوصل الرابطة بين مديرية المنصورة والبريقة وخور مكسر، وبدأت في تلك اللحظات اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمقاومة الشعبية من جهة وبين العناصر الخارجة عن القانون من جهة أخرى، ومع دخول الليل دخل طيران التحالف خط المواجهة، وبدأ باستهداف مبنى المجلس المحلي في المنصورة، والذي تتخندق بداخله تلك الجماعات المتطرفة والخارجة عن القانون وسقط خلال ذلك 14 عنصراً إرهابياً، في حين لاذ آخرون بالفرار وتحولت المعركة إلى حرب شوارع. وفي مساء الإعلان عن الخطة الأمنية الثانية، أصدر اللواء عيدروس الزبيدي محافظ محافظة عدن بياناً أوضح فيه حقيقة ما يدور في المنصورة، قال فيه «إنه وعلى مدار الأشهر الماضية والقيادة السياسية والأمنية والعسكرية في العاصمة عدن تحاول جاهدة فرض الأمن والاستقرار في هذه المدينة الباسلة من أجل إعادة الحياة فيها من جديد بدوران عجلة التنمية والبناء، وفي كل مرة كانت قيادة السلطة المحلية وقيادة اللجنة الأمنية العليا وبتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي تتعامل مع الأوضاع الأمنية في عدن بعناية وحذر، وبعيداً عن استخدام القوة، وذلك حفاظاً على سلامة الممتلكات والأرواح وبعيداً عن إقلاق السكينة العامة وأمن المواطن، ولكن تلك الجماعات التي تمتنع عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتحاول جاهدة إغراق المدينة في مستنقع الفوضى من خلال ارتكابها لتلك الأعمال الإجرامية بحق أبناء هذه المدينة، وتعطيل لشريان الحياة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، باغتيال كوادرها، واستهداف مؤسساتها الأمنية والحيوية باستخدامها السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، ورغم ذلك كله كنا نلتزم ضبط النفس، وعدم الرد عليها والانجرار نحو المربع الذي كانت تريد تلك الجماعات أن تجرنا إليه، وكنا نرسل التحذير ونخاطب عقولهم وضمائرهم الميتة عسى أن يكون فيها بقية باقية من الحياة، والدين الذي شدد على حرمة سفك دماء المسلمين بغير وجه حق وحرصاً منا بالحفاظ على الدم الجنوبي والمسلم. لكن ما حدث أن تلك الجماعات استمرت في غيها وغالت في طغيانها لتمتد يدها نحو الأبرياء والمدنيين، بل لم تترك حتى المسنين لتنال منهم وتتغذى من سفك دمائهم. واليوم تأتي المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي تم وضعها من قبل اللجنة الأمنية العليا، وتم تدشينها في مديرية المنصورة لما شكلته هذه المديرية من مصدر رعب وقلق للمواطن، وكانت بؤرة تنطلق منها الخلايا الإرهابية التي مارست أبشع الجرائم، وستستمر هذه المرحلة إلى أن تحقق كل أهدافها، وعلى رأسها فرض هيبة الدولة وعودة الأمن والاستقرار في كل مديريات العاصمة عدن وضواحيها وإنهاء الفوضى الأمنية وملاحقة المتسببين بها أينما حلوا ورحلوا حتى يتم تطهير عدن كاملة من الإرهاب وعناصره». الجماعات الخارجة عن القانون، بحسب الجهات الأمنية بعدن اندحرت من مقر المجلس المحلي بالمنصورة غير أن خطر مخططاتها لا يزال قائم، لا سيما أن الدعم المادي واللوجستي يصلها باستمرار من قبل صالح والحوثيين في محاولة لتعطيل الحياة في عدن وعرقلة جهود الإعمار وإعادة البناء. وعلى المستوى الشعبي، هنالك ارتياح كبير بين أوساط المواطنين الذين يطالبون دوماً بإنهاء حالة الانفلات الأمني والحد من ظاهرة الاغتيالات والتطرف الديني والفكري وعودة الحياة وتطبيعها في مدينة التعايش والسلام عدن، كما يطالبون بفرض هيبة النظام والقانون وعودة مؤسسات الدولة. وبنظرة سريعة إلى التطورات الأمنية التي شهدتها عدن منذ بداية عام 2016م، ترى حجم المخاطر التي تشكلها تلك الجماعات، وقد كان شهرا يناير وفبراير الأكثر دموية في مدينة عدن ووصلت العمليات الإرهابية في غضون شهر يناير فقط 36 عملية اغتيال، وهزت المدينة سلسلة تفجيرات استهدفت شخصيات مدنية وتجارية وعسكرية وقيادات في المقاومة الجنوبية. سلسلة الهجمات لم تستثنِ مبنى دار العجزة والمسنين في مدينة الشيخ عثمان وقتلت 16 فرداً من الطاقم العامل في الدار، بينهم ست راهبات مسيحيات يحملن الجنسية الهندية والإثيوبية في الدار، إلى جانب عملية اغتيال الشيخ البارز والداعية السلفي عبد الرحمن بن مرعي العدني، وتلك الحادثتان أحدثتا ضجة كبيرة في مدن الجنوب وكانا الأكثر دموية، بالإضافة إلى سلسلة حوادث الاغتيالات التي طالت مقرات أمنية وقيادات عسكرية وأمنيه أيضاً وشخصيات مدنية ودينية وتجارية. الوسط الإعلامي أصيب بالذهول من تلك الأعمال الدموية، يقول الصحفي التلفزيوني جمال حيدره رئيس مركز عدن لتدريب والتأهيل الإعلامي لــ «الاتحاد»: «لمسنا مؤخراً نوايا حقيقة وجادة من قبل الحكومة اليمنية في الملف الأمني، وهو من أعقد الملفات التي تواجه الحكومة اليمنية والسلطات المحلية بعدن». مؤكداً: «تجلى ذلك من خلال نجاح الخطة الأمنية الأولى والبدء بتنفيذ الخطة الأمنية الثانية التي انطلقت مؤخراً، وتحركت بموجبها قوات الأمن باتجاه مديرية المنصورة إحدى أهم معاقل الجماعات المتطرفة والخارجة عن القانون، وخاضت معها معارك عنيفة انتهت بسيطرة الأمن على مبنى المجلس المحلي في المنصورة واندحار تلك الجماعات إلى مناطق متفرقة». ويقول حيدره، إن هذه الخطوة لم تكن لتحصل لولا جدية الحكومة في حلحلة الملف الأمني، باعتباره بوابة العبور إلى الملف الاقتصادية والخدمي والتنموي، فبغير الأمن لن تستقر الأوضاع الاقتصادية ولن تتحسن المستويات المعيشية للأفراد، ولن تستقيم الحياة وسط أعمال القتال والاغتيالات، أيضاً جهود الحكومة تساندها جهود مجتمعية تعي جيداً مخاطر الإرهاب الذي تسيره أجندات سياسية داخلية وخارجية لما شأنه تمزيق الجسد العربي والإسلامي، وكذلك للمقاومة لمحاربة القوى الخارجة عن القانون أو ما تسميها أجهزة الأمن بعدن بالخلايا النائمة التي تعمل لمصلحة الحوثيين وصالح في محاولة لإيهام العالم بأن عدن ليست مستقرة وليس أدل على ذلك من وجود مبالغ طائلة في حوزتهم وقوائم لعدد من الشخصيات المراد تصفيتهم واغتيالهم. وينهي رئيس مركز عدن حديثه قائلاً: «بتصوري ساعة الصفر قد حانت ولم يعد بمقدور تلك القوى الصمود أمام إرادة حكومية وشعبية ترفض الإرهاب والتخريب والفوضى وتنشد الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والنهوض». إلى ذلك، يقول الكاتب الصحفي أديب السيد لـ «الاتحاد»: «إن الأوضاع الأمنية في العاصمة عدن هي في الحقيقة بين الاستقرار النسبي واللا استقرار، والأخير ناتج عن بعض الافتعالات والاختلالات التي تقوم بها جهات مدعومة من مليشيات المخلوع والحوثيين وبعض القوى الرافضة لأي استقرار بعدن». وأضاف السيد: «صحيح تحدث اختلالات وأعمال إرهاب كالاغتيالات والتفجيرات، إلا أن حياة الناس تسير بشكل طبيعي، تأكيداً منهم على الصمود وحق الحياة في مدينتهم المسالمة». وتابع: «هناك جهود أمنية تبذل، وهذا ملاحظ، لكن هذا المجهود يقتصر على أربع مديريات في عدن، في حين يتطلب أن يفرض الأمن نفسه على بقية مديريات عدن، وباعتقادي هناك قصور واضح من قبل السلطات الشرعية وحكومتها، التي تماطل في التعجيل بعملية دمج المقاومة بالجيش، وهي الخطوة التي ستؤدي إلى معالجة الكثير من المشاكل، بالتزامن مع ضبط الأمن». جهود إماراتية جبارة أكد الكاتب الصحفي أديب السيد، أن الإمارات قدمت جهوداً جبارة ولا تزال تقدم، وبصراحة لولا الإمارات وجهودها لا ندري كيف كانت ستكون عدن، حيث بات الناس هنا يؤملون على الإمارات في الصمود معهم ومواجهة التطورات، ويستمد الناس في عدن اليوم صمودهم من الجهود الإماراتية. صدق النوايا يعتقد أديب السيد، أن الحل لمواجهة تلك الاختلالات الأمنية في عدن، يتمثل في صدق النوايا لإنجاز الملف الأمني، من خلال دمج المقاومة بالجيش واستيعاب الشباب في السلك العسكري، لمنع انحدارهم صوب جماعات التخريب والإرهاب، إلى جانب أنه يتطلب بناء صحيحاً للأجهزة الأمنية، ولكن بشكل عاجل، وتوفير الإمكانات والدعم لإنجاح ذلك. التعـــــــــامل بحـــــــزم العقيد محمد فريد مدير أمن مديرية تبن يقول: إن المرحلة تتطلب التعامل بحزم مع تلك الجماعات الخارجة عن القانون وقد بدأت الخطة الأمنية الثانية، ولن تنتهي إلا بإنهاء شأفة الإرهاب والتطرف من مدينة عدن التي كانت وستبقى رمزاً للتعايش والمدنية والسلام وتطبيق النظام والقانون. وأضاف فريد أنهم كرجال أمن على استعداد تام للتضحية بالغالي والنفيس من أجل أن تعود السكينة والأمن لعدن، موضحاً أن الحاضنة الشعبية في عدن ترفض أي أعمال عنف وإرهاب ومثلما استطاعت تلك الحاضنة الشعبية أن تكون عامل نصر وحسم في معركة تحرير عدن على أيدي رجال المقاومة والجيش والأمن أيضاً تكون عامل نصر وحسم في معركة تطهير عدن من العناصر والمخربة، داعياً دول التحالف إلى بذل مزيد من الدعم للشرعية اليمنية مقدراً في الوقت ذاته كل الدعم الذي قدمه التحالف لليمن عسكرياً واقتصادياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©