الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرحلة الثانية في دورة الحياة لماذا لا تبدأ مبكراً؟

22 مايو 2009 23:01
صنف المهتمون بالتراث الشعبي مرحلة الزواج على أنها المرحلة الثانية من مراحل دورة الحياة. وفي مجتمع الإمارات قديما، أجمعت الراويات على تسمية الزواج بكلمة (العرس)، وليلة الزواج بليلة (الدخلة) أو (ليلة النقلة) بمعنى انتقال العروس إلى بيت المعرس، وأطلق عليها في مجتمع البادية ليلة (الجمعة) وذلك لأن معظم الزيجات قديما كانت تتم في تلك الليلة.وكانت الأسرة في المجتمع القديم تهتم بإتمام الزواج في سن مبكرة (الفتاة 15 عاما والفتى ما بين سن 15 إلى 17، وفي بعض الأحيان كانت الفتاة تتزوج في سن 12 أو13) وتتحمل الأم والجدة مسؤولية إعداد الفتاة للمرحلة القادمة من تعليم لأعمال المنزل كاملة، بينما يتحمل الأب والجد عبء إعداد الولد لمرحلة الزواج والاعتماد على النفس من خلال تعليمه فنون العمل وتحمل المشاق وزرع الإيمان بقدسيته في نفسه. والحقيقة يبدأ هذا الإعداد مبكرا حيث اعتاد الأب على أن يصحب ابنه إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة لكي ينمو وفي وجدانه قيم دينية وأخلاقية حميدة، إلى جانب تعلم مهنة أبيه مثل الصيد أو الرعي أو التجارة. و تلعب الحكايات والأغاني والألعاب الشعبية أدوارا مهمة في بث الوعي والمعرفة في تنشئة الفتى والفتاة للزواج. وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات، فعندما تصل الفتاة الى سن البلوغ، يحظر عليها الجلوس مع النساء المتزوجات أو أماكن تجمع الرجال الغرباء، أو أن ترفع صوتها عاليا، وعليها أن ترتدي (الشيلة) حتى وهي داخل بيتها، ولا تضع الحناء أو العطر إلا في المناسبات المهمة مثل الأعياد. وقد تتزوج الفتاة من رجل له زوجة أو اثنتان دون أن تعلم ذلك وليس من حقها الاعتراض. وكانت (المرأة) هي المنبع الأساس لإتمام عملية الزواج ومراسمها، فقد لعبت التحفظات الاجتماعية وانعدام عملية الاختلاط بين الجنسين دورا مهما في تنحية الرجل قليلا عن أجواء اختيار العروس - على الأقل - فقد كانت الأم هي مفتاح الأسرار والأخبار المتعلقة بالزواج ..فمن عندها تبدأ الخطوة الأولى، حينما يسر الشباب إلى أمه برغبته في (التأهل) وسرعان ما تنقل هذه الرغبة إلى امرأة أخرى تعرف بأنها ذات عقل ولباقة لتتفق المرأتان على ابنة الحلال، وتقوم المرأة بزيارة ودية الغرض منها التعرف على عروس المستقبل، وإذا كانت النتائج إيجابية تبدأ طقوس الزواج. وكان الزواج يتم بسلاسة بعيدا عن التعقيدات التي تحدث هذه الأيام، فيبدأ الشباب المرحلة الثانية من دورة حياته مبكرا وفي سنوات قليلة يجد أبناءه الى جواره، فهل يمكن أن نتجاوز الطقوس التي جدت علينا واصبحت تثقل أعباء الشباب وتصرفهم عن التفكير في تكوين الأسرة، إذا فعلنا ذلك فسوف يدخل الشباب والفتيات المرحلة الثانية من دورة حياتهم مبكرا ونتفادى الكثير من مشاكل تأخير سن الزواج. عائشة سالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©